المشهد اليمني الأول/

 

مجلس الأمن الدولي عَقَدَ جلسة مغلقة حول الحديدة، ومضمونها تهويل وتحذير من الهجوم العسكري الوشيك لتحالف العدوان على الحديدة، وكأن الهجوم لم يحدث بعد، بل الهجوم حدث ولم يؤتي ثماره، ألم يتحدثون عن فرار الجيش واللجان من الحديدة بعد نهبها لمؤسسات الدولة، ألم يتحدثوا عن وصول قوات العدوان إلى جنوب ميناء الحديدة ومطار الحديدة، بل تحدثوا عن إنزال جوي واقتحام المطار وميناء الحديدة ونشروا صوراً من ميناء عدن!، ألم يوزعوا منشورات للمواطنين بتخزين المواد الغذائية وإقفال أبواب العمارات أمام الجيش واللجان، الهجوم قد حصل على الحديدة وفشل، والسلاح صاحي، صاحي بأكثر مما يتوقع البعض الصديق والعدو.

 

وفجأة المبعوث في صنعاء وجلسة مغلقة لمجلس الأمن وكل منظمات الأمم المتحدة تنسحب جزئياً أو كلياً، وتحذر من الهجوم الوشيك وتداعياته الإنسانية حتى أمريكا تحذر، وبرلمانيون بريطانيون كذلك، وقناة الميادين تنقل خبر بوجود مباحثات غير مباشرة بين صنعاء والرياض برعاية الأمين العام للأمم المتحدة لمنع الهجوم.

 

فقط العدو السعودي والإماراتي وأذنابه مصرون على إرتكاب المجازر بالهجوم الوشيك الذي يُحذِّر منه كل العالم، ولماذا هذه الإنسانية المشبوهة الغير مسبوقة التي لم نراها قبل الهجوم الأخير على الحديدة، حيث وصل العدو بالفعل إلى ضواحي الدريهمي أطراف الحديدة قبل دحره مهزوماً مدحوراً، ولماذا هذه الإنسانية التي لم نشاهدها قبل إعلان العدوان وبعده ولكنها ظهرت اليوم، ولماذا نراها على ربع مليون إنسان ولم نراها على الملايين وبإعترافهم الملايين مهددون بالموت جوعاً وبالأوبئة..إلخ.

 

إنسانية قد تكون ربما بسبب قدسية ليالي القدر الأخيرة من شهر رمضان المبارك ثم أيام عيد الفطر، حِنيَّة من الغرب والنصارى على الحديدة ولا حنية وإنسانية وإسلام وعروبة وحق الوطنية والجيرة والحسب والنسب والقبيلة من أبناء جلدتنا وآل سعود وعيال زايد، الذين فشلوا في الهجوم العدواني الأول على الحديدة، ويريدون سرقة هذا الإنتصار بحل ما بالتفاوض تحت التهويل والتحذير لتدويل ميناء الحديدة، وحفظ ماء الوجه للقتلة آل سعود والإمارات المتفرعنة بعد تدمير الدول الوطنية وجيوشها، وغابت الأسود العربية وآل سعود يغزو اليمن وفشل بالساحل بعد جرعة طوارق جمهورية نهب الأراضي وشهادة حسن السيرة والسلوك لقهر المواطن اليمني.

 

والهجوم الأول على الحديدة فشل ولن يتكرر إلا بتوفر جيش إفريقي وإسناد مباشر على البر التهامي من المارينز الأمريكي، هذا الأمر محتمل، ولن يغير في المعادلة أي رقم، بل له ماله من مخاطر تمريغ أنف الأمريكي في الساحل، واستثارة القبيلة اليمنية للمواجهة أكثر مما هي مستثارة الآن بأضعاف، ومخاطر ثقافية مصدرها ملازم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي التي تنبأ فيها الحضور الأمريكي إلى اليمن، وما لذلك من تداعيات إنفجار بركان ثقافي قرآني يترجم بوعي حديدي للشعب اليمني، فكانت مسرحية الترهيب والترهيب من مناشدة الأمريكي بالإمارات، وانسحاب بعض من منظمات الأمم المتحدة وقصف مقر أطباء بلا حدود التي أوقفت نشاطها الإنساني.. إلخ.

 

والهدف الضغط على صنعاء وسرقة الإنتصار بإتفاق ما بتدويل الميناء أو إدارته من قبل رجال أعمال من اليمن كمخرج يمنع الهجوم الوشيك المشبوه والمشتبه به، ولو كان العدو يستطيع حسم معركة الحديدة لفعلها قبل ثلاث سنوات، وفعلها بحراس الجمهورية العائلية وفشل، والآن العالم كله يُحذِّر لإبتزاز المجاهدين بقبول صفقه ما، العدو الداخلي والخارجي جبان ونذل وليس له قيم وأخلاق ودين وشهامة من أجل خدمة اليهود وأمريكا، فهو شن حرب في ليلة غدر ومستمرة في العام الرابع دون توقف ويتعثر، وهزيمته تعني زواله هو وأدواته الخونة، وأي هجوم يسرع بهزيمته، وكل ما يحدث هي ضغوط لحفظ ماء وجه القتلة المتصهينين، والسلاح صاحي صاحي للمعركة الثانية والثالثة وأكثر بالإفريقي والأمريكي وبما يشائون، ومفاجئات الساحل لم تدخل الميدان بعد، لقومٍ يعلقون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا