المشهد اليمني الأول/
لا تصدقوا كل ما تشاهدونه من تفجع وصراخ دوليين على مصير ربع مليون يمني اذا هاجمت قوات تحالف العدوان الاماراتية والسعودية ميناء الحديدة.
فما يجري، ما هو الا سيناريو يهدف الى ايجاد مخرج لمأزق الامارات من معادلة قررتها صنعاء، مفادها بشكل حاسم.. ان هاجمتم ميناء الحديدة سنقصف بالبالستي دبي وابو ظبي.. اي انه في حال وصلت الامور الى الخط الاحمر في الحديدة ومينائها فان الصواريخ البالستية، ستتساقط على هاتين المدينتين دون رحمة، مع ما سيترتب عن ذلك، من خسائرة فادحة على المستوى الاقتصادي والامني في الامارات والعالم، نظرا لما تلعبه الامارات من دور وسيط في الاقتصاد الدولي.
وهذه المعادلة ليست من بنات الافكار او التحليل، بل هي معادلة قررتها صنعاء واعلن عنها المتحدث باسم الجيش اليمني شرف غالب لقمان، عندما هدد الامارات بــ”إن الإمارات لم تعد في مأمن من صواريخنا البالستية، وتصعيدها في الساحل الغربي سيواجه بتصعيد أقوى وغير مسبوق من الجيش واللجان الشعبية” وحذر المستثمرين في ابو ظبي ودعاهم إلى أخذ تصريحاته هذه باستهداف أبو ظبي ودبي على مجمل الجد”.
مجلس الامن الذي يتباكى على مصير انساني لربع مليون يمني، للاسف لم نشهد له هذا التباكي، على مصير انساني كارثي دموي لملايين اليمنيين الذي اعترف نفسه بانهم جوعى ومهددون بالموت، لا بل ان الالاف منهم استشهدوا من الجوع والامراض والاوبئة ونقص الادوية والمجازر المتنقلة والمتسلسلة لهجمات تحالف العدوان، دون ان يرف له جفن.
اذا كان مجلس الامن لم يأبه لمصير هؤلاء الملايين، فهل يعقل ان يأبه لربع مليون؟
عودنا مجلس الامن الا يجتمع الا عند المصيبة التي تحل بحلفائه، ونتحدث هنا عن هزيمة تحالف العدوان ومرتزقته في الساحل الغربي. – لمن يرغب يمكنه مراجعة مقالنا بتاريخ السادس من الجاري تحت عنوان ماذا جاء يفعل المبعوث الاممي في اليمن ؟ عبر الرابط التالي http://www.alalam.ir/news/3604756
حسب مصادر معنية فان الصواريخ البالستية كانت جاهزة قبل ايام، للبدء باستهداف الامارات، الا ان تدخلات اقليمية، اجبرت الامارات ومرتزقتها على وقف الهجوم في الساحل الغربي، لان الاستمرار في الهجوم يعني دخول المعركة في المعادلة الجديدة “الحديدة مقابل ابو ظبي ودبي”، وهذا لا يعني ان الوضع الميداني كان لمصلحة تحالف العدوان، فالتحالف مني بهزيمة، وثقتها كاميرا الاعلام الحربي اليمني. بل لان صنعاء ابلغت الوسطاء، انه من الان وصاعدا اي محاولة ضغط لتحالف العدوان في اليمن، ستقابل بمعادلات ردعية جديدة سيدها البالستي والطائرات المسيرة دون طيار.
والبالستي بات سيد المعادلات في المعركة، لذا فان احد الاهداف الرئيسية لزيارة غريفيث الاخيرة الى اليمن، كانت طرح مبادرة تقضي بتسليم الصواريخ البالستية مقابل وقف الغارات الجوية لتحالف العدوان.
وسواء كان هناك التزام ومصداقية بتنفيذ هكذا مبادرة ام لا، الان انها تدل على مدى الوجع الذي تتركه الصواريخ البالستية في دول العدوان تحديدا السعودية والامارات، لذا فان الجانب الدولي يركز على سحبها من المعادلة الميدانية ليستغل الوضع لمصلحته.
والمبعوث الدولي الذي قرر مجلس الامن ارساله الى اليمن لمتابعة القضية، سيركز على نقطة اساسية ، هي ان تضع صنعاء ميناء الحديدة تحت اشراف اممي. اي مبعنى اخر، سيحاول تحقيق ما عجزت عنه دول العدوان في الميدان عبر السياسة. وبمعنى اخر، انه سيسعى الى ايجاد مخرج لمأزق تحالف العدوان العاجز عن احتلال ميناء الحديدة.
وبطبيعة الحال، فان صنعاء لن تقبل باي طرح ما لم يكن مضمون النتائج لمصلحة الشعب اليمني، وما لم تكن ضماناته بيدها، فهي لا تؤمن للمجتمع الدولي المنحاز الى دول العدوان.
ــــــــــــــــــــ
د. حكم أمهز