المشهد اليمني الأول/ تقرير – أحمد عايض أحمد

 

لُبّ الخطة الامريكية يتركز على شن هجوم من ثلاثة محاور “المحور الاول من الشريط الساحلي باتجاه الحديدة، المحور الثاني شن هجوم باتجاه الحسينية انطلاقا من الجاح، المحور الثالث شن هجوم بإتجاه زبيد إنطلاقاً من الفازة” هذه الخطة الامريكية والتي وضعها كبار قادة البنتاغون الامريكي مليئة بنقاط الضعف “النقطة الأولى هو أن الهجوم بدأ من الشريط الساحلي الضيق اي اختراق مكشوف ناريا وضعيف جغرافيا.. النقطة الثانية انعدام الخبرة في ادارة العمليات العسكرية.. النقطة الثالثة تضارب المصالح بين قادة قوات الغزاة والمرتزقة.. النقطة الرابعة الاعتماد كلّيا على الغطاء الناري الجوي والبحري نظراً لضعف القدرة وانعدام الخبرة لدى مقاتلي الغزاة والمرتزقة” هذه النقاط هي جزء من نقاط ضعف كثيرة كانت لدى الغزاة والمرتزقة واستغلها الجيش واللجان الإستغلال الأمثل جغرافيا وعملياتياً.

 

في المقابل.. إعتمدت خطة قادة ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية على مبدأ الايهام والمفاجأة ووفر لها النجاح الكامل تحركهم السريع وكان إستغلالهم الأمثل للوقت وتقديرهم للموقف العملياتي كاملاً من أهم المباديء العسكرية لنجاح العمليات العسكرية وهي في الحقيقة تنم عن حنكة وقيادة عسكرية حكيمة وخبيرة أستغلت كل ما هو متاح لتحقيق النجاح وإحراز النصر.. الفازة كانت مفتاح رئيسي لمعركة الانتصار لذلك ركز عليها المجاهدين لقلب موازين المعركة بزمن قياسي حيث أُوكلت مهمة استعادة منطقة الفّازة بالساحل الغربي لوحدات من القوات الخاصة ووحدات نخبة من الجيش واللجان التي تتصف بالقدرة على الحركة والعمل بسرعة وحيوية وتتمتع بالخبرة الواسعة على القتال الملحمي بالارض المفتوحه ولم يكن هذا الانتقاء الا في سبيل تحقيق النتيجة المرجوة بزمن قياسي لافشال هجوم الغزاة والمرتزقة ثم سحقة.

 

المهمّة العسكرية الموكلة للمجاهدين بهذه المعركة حسّاسة ومهمّة للغاية من أجل عزل مؤخرة قوات الغزاة والمرتزقة عن القوّة الرئيسية التي وصلت الى منطقة الطائف بالدريهمي حيث حقق المجاهدين ما كانوا يسعون إليه في هجومهم بمناورات هجومية جريئة انطلاقاً من المدمن جنوب التحيتا الى الفازه عبر الصحراء الشاطئيه التي تعج سمائها بالطيران الحربي والمروحي الغازي واستطاع مجاهدي القوات الخاصه والجيش واللجان من توجيه ضربة عسكرية حاسمة وسريعة لمقر قيادة الغزاة والمرتزقة المتنقلة حصدو من خلالها عشرات القادة العسكريين ومئات الافراد من المرتزقة ودمروا عشرات الاليات العسكريه في هجوم إستباقي لشل قدرة بقية القوات المتقدمه بالشريط الساحلي بالجاح والطائف وفعلا حدث كماهو مخطط له بان الغزاة والمرتزقة سيطر عليهم الارتباك واصيبوا بالشلل العملياتي.

 

كانت الفّازة هي نقطة ضعف قاتلة للغزاة والمرتزقة والسيطرة عليها يعني تفكيك الهجوم الكبير جذرياً الذي يشنه الغزاه والمرتزقه باتجاه الحديده لذلك كانت منطقة الفازة هدف عاجل للمجاهدين ويجب تحقيقه من خلال السيطرة على منطقة الفازه وخصوصاً انها كانت معتمد عليها في إمداد الغزاه والمرتزقه بالسلاح والمقاتلين الى القوةالمتقدمة المتمركزه في الجاح والطائف.

 

كان الهجوم على منطقة الفازة بمثابة إشارة البدء لتصفية القوات الغازية والارتزاقية المتمركزة في الجاح والطائف عن بكرة ابيها حيث أوكلت العمليات الهجومية على قوات الغزاة والمرتزقة المتمركزة بالجاح والطائف الى قوات خاصة ووحدات عسكرية اخرى من الجيش واللجان للانقضاض عليها بالجاح والطائف وهذا ماحدث فعلاً.

 

لم يمضي وقت طويل حتى سقطت منطقة الفّازة بايدي المجاهدين بعد حصار أستمر لنهارونصف ليلة حيث دُمرّت قوات الغزاة والمرتزقة تدميراً كاملاً وقتل وجرح اغلب أفراد كتائب الغزاة والمرتزقة بالفازة بما فيهم قيادات كبيرة و الذين حاولوا الفرار وترك جنودهم لمصيرهم المحتوم لكنهم لقوا مصرعهم فوراً وهذا الانتصارات التي حققها المجاهدين بمنطقة الفازة فتحت الباب على مصراعيه لهجوماً ثانياً وواسع نفذته قوات الجيش واللجان مسنودة بالقوات الخاصة باتجاه منطقة الجاح حيث أحدث المجاهدين مجزرة دامية في صفوف الغزاه والمرتزقه بمنطقة الجاح وسيطروا على الجاح ومحيطة بشكل كامل كانت معركة الفازه هي التي قلبت موازين المعركه ثم لحقت معركة الجاح كساطور قطّع اوصال قوات الغزاة والمرتزقة بالساحل الغربي مماجعل القوات الرئيسيه للغزاه والمرتزقه جنوب الدريهمي وتحديداً بمنطقة الطائف في مصيده تم حصرهم فيها.. ألحق المجاهدين بالعدو خسائر كبيرة في المعدات والأرواح بالطائف والنخيله حيث كانت خسائر الغزاه والمرتزقه موزعه على ثلاثة محاور “محور الفازه- محور الجاح -محور النخيله ” هذه المحاور الثلاثة تمت السيطرة عليها من قبل المجاهدين بايّام معدودة.

 

لاذ بقية الغزاة والمرتزقة بالفرار من المناطق التي احدثوا فيها اختراقاً يجرون أذيال الهزيمة بعد أن سيطروا مؤقتاً على الشريط الساحلي من الفازة الى الجاح الى الطائف لثلاثة ايام وبعد أن فقدوا معظم قواتهم التي كانت متمركزة بالشريط الساحلي بأكملها ولم ينج منهم سوى إلا القليل مخلفين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والتموين طاردت قوات المجاهدين بالقوات الغازية والمرتزقة خلال فرارها بمحيط الفازة ومحيط الجاح ومحيط الطائف والنخيلة ونفذت عدة عمليات إغارة ناجحة ومؤثرة تميزت بالقوة والسرعة بعد أن أصبحت تشكل قوة عملياتية هجومية قوّية وكانت هذه العمليات من الضربات الحاسمة والعنيفة التي تلقاها الغزاة والمرتزقة خلال المعركة المستعرة.. ثأر المجاهدين لشهداء معارك الشاطيء ولقنوا العدو درساً عسكريا قاسيا في المقاومة والبطولة والفداء معلنين بأن أرض الساحل الغربي ليست موطئاً سهلاً للغزاة المستعمرين بل مقبره مفتوحة.. بالختام ان معركة الفازّة هي ملحمة عسكرية تاريخية.. حققت الهدف واحرزت النتيجة وتحدث عنها الاعلام الامريكي بانها مفتاح المعركة وان معركة الساحل الغربي بالايام الماضية هي معركة جهنمية دامية وهي فعلا حوّل المجاهدين الابطال جبهات الساحل الغربي الى جغرافيا حرب جهنميه وداميه كان وقودها الغزاه والمرتزقه بشراً وآليّات مدرعة، وللحديث بقيّة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا