المشهد اليمني الأول/
رئيس جامبيا ووزير خارجيتها يلتقي ملك السعودية بحضور مسئولين من الأسرة والجبير، والرئيس السوداني بصحبة مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني أيضاً إلى السعودية شدا الرحال، وفي جدة بن سلمان يظهر بعد إختفاء ويستقبل بن زايد في الإجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي وإطلاق مشروع شراكة استراتيجية بأكثر من 60 مشروعاً في القطاعات العسكرية والاقتصادية والطاقة، ماذا يعني ذلك خاصة إذا عرفنا أن جدة هي مقر هادي وأركان حكومته، وهي أيضاً مقر السفير الأمريكي في اليمن، وهي أيضاً مهبط طياري وضباط إسرائيل بحسب صحف إسرائيلية.
وقبل ذلك صدرت أوامر ملكية لتشديد قبضة بن سلمان، ويتزامن ذلك مع تعثر غزو الحديدة، وفشل زحوفات الحد الجنوبي السعودي، والتحذير المعلن الأمريكي من عواقب غزو الحديدة والمترافق مع جولة المبعوث الأممي “مارتن غريفتث” الذي قابل قائد الثورة.
وهناك حشد عسكري سعودي على حدود قطر، وهناك تسخين للأردن وصفه الملك الأردني بأنه ضغوط للقبول بصفقة القرن وأن للأردن أصدقاء سيساعدون بلاده للخروج من أزمة البنك الدولي، لتتوج لاحقاً بقمة مكة الرباعية -لم تتضح نتائجها بعد- بين السعودية والإمارات والكويت والأردن لإحتواء الأزمة، يقابلها موقف وفعل مضاد من النقابات بالتصعيد حتى إلغاء قانون ضريبة الدخل الذي يدعمه ويفرضه البنك الدولي، وأمريكا تدعم الإصلاحات الإقتصادية ومن جهة أخرى تدعو لإحترام حق الشعب في التظاهر، والإصلاحات الإقتصادية بالمعنى الرأسمالي المتوحش خصخصة وضرب الإقتصاد الوطني العام وإشراك عائلات تجارية مرتهنة للصهاينة في القطاعات والإستثمارات للسيطرة على القرار السياسي.
البشير ومدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني في السعودية، والخرطوم تقطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية، وتعرض صفقة مغرية على روسيا لإستضافة قاعدة عسكرية، سبقها رسالة شفهية لقطر، وتفعيل إنشاء صندوق ثلاثي بين السودان ومصر وإثيوبيا في لقاء أفريقي مثير، وكينيا تطلب من السودان السماح بعبور رحلاتها الجوية إلى إسرائيل عبر أجوائها.
وأمام كل ذلك وبقراءة أولية سريعة، إما ذهاب للنهاية في حرب اليمن من بوابة الساحل الغربي بجيوش إفريقية، أو تجميد الجبهة اليمنية، والحفاظ على الواقع الميداني، وتصعيد على جبهة قطر والأردن، ولاننسى جبهة مأرب المنذرة بصدام بين مؤتمر الخارج والإصلاح لتقاسم النفوذ وإيرادات النفط والغاز بتعثر معركة الحديدة.
لاشك أن قوى العدوان في وضع مرتبك، وتصدير الفشل إلى قطر والأردن قد يخلق لها واقع يعوض الفشل والتعثر في اليمن، دعونا ننتظر نتائج تطورات مشهد قد ينتهي بإقناع بن سلمان الخروج من المشهد السياسي والسلطة أو تمكينه بالكامل على جماجم وأشلاء أبناء الساحل الغربي، إذا لم يكن خروج من المستنقع اليمني بسيناريو إنساني مخالف لكل التوقعات، ولكل الإحتمالات تداعيات على الداخل السعودي والإقليمي وربما صفقة القرن، لن نستبق الأحداث، ولكننا نجزم أن تحالف العدوان في مأزق، ولحفظ ماء الوجه لابد من كباش فداء، ومناطق نفوذ أخرى أكثر سهولة من اليمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي