المشهد اليمني الأول/
عاصمة الساحل الغربي الحديدة لم تكن بغداد 2003م ولا طرابلس 2011م، خيانة ما، ثُمَّ إختراق عسكري لقلب العاصمة والإعلام يسقطها ويفر ما تبقي من جيش وأمن النظام، والعراق للإحتلال وليبيا للفوضى الخلاقة.
الحديدة ليست عدن ولا تعز ولا لحج ولا مأرب، وعمالقة الجنوب وكومبارس الطوارق وإعلام العدوان فشلوا بالدور والتمثيل والأداء الباهت، والهدف تعثَّر شعبياً قبل عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، فالحياة طبيعية جداً في الحديدة لا هلع ولا جزع ولا خوف ولا رعب يُترجم بالنزوح واختفاء المواد الغذائية والنفط والغاز، نعم الحياة أكثر من طبيعي بإستمرار الأمن والأمان والإطمئنان والثقة بالله سبحانه وتعالى، وانكسرت وتشققت بيادق النفاق والشقاق.
والمبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث يحضر إلى صنعاء، والغارات الجوية تستعر ورغاء المنافقون يزبد أكثر، وسيول الجبال تتدفق نحو الساحل وجرفت ما جرفت من جيف عدوان الخارج، والمد يقذف بهم والجَزْر يعود بالغنائم، وغريفيث يغادر صنعاء، والرياض تتحدث عن عرض لليمن بتسليم الحديدة مقابل شروط معينة من إعلام الرياض المعادي.
الساحل يترقب نحو السماء الصافية التي قد يكدر صفائها طائرات النتن ياهو وترامب الأمريكي لهدف لن يتحقق بالبيادق الخشبية، فسيول الجبال تدفقت وبغزارة وجرفت ما جرفت، ولن تتوقف إلا بجرف كل بيادق الإرتزاق نحو مياه البحر الذي سيقذف بهم لاحقاً جيفاً نحو الشواطئ.
والأرصاد اليمنية العسكرية تُحذِّر وتنذر من عواصف الجو والبحر التي ستزيد أكثر من تدفق السيول الجارفة التي ستصل حتماً إلى عواصم العدوان، وفي كل الأحوال السيول ستجبر الغريفيث على إعادة ترتيب أوراقه قبل إحاطة ومبادرة موعد 19 يونيو لمجلس الأمن.
الساحل يستقبل السيول، وعواصف الجو والرعد الأحمر توارت وراء التخوم بعد رعد أحمر أنتج سيول من الجبال، وقطر عبر رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية تتلذذ بالشماتة “أطفال الحديدة يلعبون بآليات بواسل بن زايد بعد فشل معركة الرعد الأحمر بقيادة خليفة الإسكندر المقدوني محمد زايد”، تناول مستفز ومثير للإنتحار فعلاً، فهل يعود الرعد الأحمر مع البرق الأمريكي أم غريفيث له مقال آخر؟ فلننتظر ساعات وأيام واسابيع إثنين إلى ثلاثة إن لم يحدث ذلك فإن زوبعة الرعد الأحمر إنتهت وإلى غير رجعة ومواطنين وأطفال تهامة يتسابقون إلى حديقة الشعب في الحديدة لإلتقاط الصور التذكارية بجانب غنائم المدرعات الأمريكية، وإن عادوا فالسيول ستتحول إلى سيول عارمة للخونة والمرتزقة، وخير مبشر للساحل الغربي واليمن والأمة العربية والإسلامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي