المشهد اليمني الأول/
كنت في لقاء مع وفد عسكري روسي زائر بدمشق وتطرقت إلى موضوع الساحل الغربي باليمن، وسألت أحد الجنرالات الروس ما دور امريكا في المعركة وما اسباب التصريحات الامريكية المتناقضة حول دورها، واخرها انها حذرت الاماراتيين ومرتزقتهم من الهجوم على الحديدة.
فلنقرأ جميعا رد الجنرال الروسي ((قال معركة ساحل اليمن الغربي باليمن هي معركة تم الإعداد لها من قبل الامريكان والإسرائيليين قبل عام وكان البدء بتهيئة العوامل الذات التأثير الكبير على سرعة واكتمال الهجوم بدءا بالهجوم الاعلامي وحملات التشوية الممنهجة على الحوثيين وضرب الحاضنة المجتمعية وافتعال الازمات الاقتصادية المصاحبة بتشديد الحصار على الشعب اليمني، وأيضاً شراء المحيط الاجتماعي الذي يمثل طوق الحديدة.
تم رصد مبلغ خمسة مليارات دولار لتنفيذ الخطوة الاولى من العملية بعد ذلك تم تجميع قوى بشرية من مختلف الجنسيات ومن بينهم مقاتلين للجماعات الارهابية النشطه بسوريا والتي هزمت ومنهم مقاتلي داعش إلى جانب سلفيي الجنوب اليمني، الخطة كانت تتضمن مشاركة الرئيس السابق صالح في العملية طبعا أمريكا حددت موعد الانطلاق وارسلت الفرق الفنية العسكرية الى المخاء وعدن من ضمنهم قوات إسرائيلية، سقف العملية الزمني حدد بأسبوع تماماً عندما بدأ الهجوم وفق الاستراتيجية الإمريكية يتم السيطرة على الطريق الساحلي المكشوف متجاوزا عدد من المناطق للإيحاء بسرعة الإنجاز والإنهيار المقابل يرافق ذلك حملة إعلامية ضخمة وخلايا في بعض المدن اليمنية لتأكيد الأخبار وترويجها لإستهداف الرأي العام كما هي عادة السياسات الامريكية القذرة.
لكن مالم يتوقعه الأمريكان أو خدعوا بالبيانات المرسلة لهم من حلفائهم حجم التفاعل المجتمعي اليمني بعد خطاب الحوثي الذي فاجأ الجميع بقدراته التخطيطية والتكتيكية والتدفق الكبير الذي وصل الى الحديدة وماعقبه من مواجهات كانت كلفتها كبيرة بشريا وماديا على حلفاء أمريكا والتغير الميداني الذي انعكس تراجع وخسارة لكثير من مواقع حلفاء امريكا وانعدام الخيارات لديهم وفقدان الكثير من قواتهم.
أمريكا كما هي العادة.. أولا نفي وجودها بالمعركة الخاسرة بل هي لأجل مصالحها تضحي بأكبر حلفائها، ثانياً لإيصال رساله لليمنيين بأن معركة الساحل توقفت لإنهاء الحماس لدى الحشود البشرية التي تدفقت إلى الحديدة والعمل على عودتها إلى مناطقها كما هي السياسات الامريكية القذرة، ثالثاً لضرب الحاضنة المجتمعية للحوثيين بان أمريكا حليف او مستفيد من الحوثيين لإظهار الحوثي كمزيف ومدعي وكاذب، الامريكيين يعدون لهجوم كبير وواسع على الحديدة بالتزامن مع ضغوط كبيرة في باقي الجبهات وهذا ما أكدته معلوماتنا الإستخباراتية)).
هذا ما تحدث به الجنرال الروسي، الشعب اليمني يعي مخططات الأمريكان والصهاينة وسيدافع عن أرضه، فأمريكا واجهت مقاتلين لم يسبق لها ان قابلت مثلهم حتى في فيتنام أنصار الله والجيش اليمني سيغيرون قواعد الاشتباك ويفرضون كما فرضوا معادلات جديدة فأرض اليمن بركان حممه أبطالها فاليمن جحيماً لكل غازي ومتأمر وبها طوفان يجرف كل قاذورات الغرب وادواتهم انها اليمن اصل العرب ونافذة انتصارهم، سلاماً لليمن ولأبطال اليمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. خديجة أحمد – سوريا