المشهد اليمني الأول/
تناولت المقابلة التي أجرتها قناة الميادين مع رئيس اللجنة الثورية العليا وعرضتها ليل الثلاثاء عددا من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، وفيما يلي إطلالة محتصرة على أهم ما ورد فيها:
زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفث إلى اليمن:
قال رئيس اللجنة الثورية العليا إنه قد تكون لدى المبعوث الأممي إلى اليمن نوايا إيجابية ولكن الطرف الآخر يحاول إعاقة مهمته، معتبراً أن إحاطته التي قدمها في مجلس الأمن الدولي إيجابية، آملاً أن يقدم تصوراً بناء يحفظ سيادة اليمن وحقوق أهله، وأن يعمل من أجل وقف العدوان بحيادية.، والنجاح في مهمته وليس كما كان سلفه المبعوث السابق.
مبادرات السلام والحل السياسي:
وعن مبادرات السلام والحل السياسي أكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن الشعب اليمني ما زال يتطلع إلى أن يكون هناك سلام مشرف وعادل لليمنيين من دون أي رضوخ أو استسلام للمعتدين، لافتاً إلى أن القوى الوطنية دعت إلى الحل السياسي منذ بداية العدوان الأميركي السعودي على اليمن الذي مثّل انقلابا على قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا 2210.
وأضاف نحن قدمنا مبادرات كثيرة من أجل السلام ولا زلنا نتطلع إلى أن يكون هناك سلام مشرف لأبناء الجمهورية اليمنية، فلسنا من حاول ان يفتح صراعا مع هذا التحالف الذي هو من ارتكب الحماقة منذ اليوم الأول للعدوان 26 مارس 2015م.
وعن المبادرة التي أطلقها رئيس اللجنة الثورية العليا والمتعلقة بإيقاف الصواريخ الباليستية وقف طيران العدوان أوضح محمد الحوثي بأنه تم تقديم المبادرة لتجنيب الشعب اليمني المجازر اليومية التي تحاول السعودية وأمريكا ارتكابها تحت مبرر قصف الصواريخ، ولكن تم رفض مثل هذه المبادرات على لسان ناطق التحالف.
وشكك رئيس الثورية العليا في نوايا التحالف بشأن المفاوضات والحل السياسي، مذكراً بأنه مع أي مبادرة لوقف العدوان تقوم دول العدوان بتصعيد كبير، كما أنها والأحزاب اليمنية العميلة المرتبطة بها يقفون حجر عثرة أمام تنفيذ أي تفاهمات، فالدول العشر بالإضافة إلى شركائها من الأحزاب العميلة هي من وقفت حجر عثرة أمام تنفيذ اتفاق السلم والشراكة والحوارات في فندق موفمبيك حيث وقفت ضد أن يكون هناك حل عادل ومنصف كما تحدث ذلك عن جمال بن عمر في وقته، وكان والسفير الأمريكي هو من وقف أمام تفاهمات سويسرا وأمام تفاهمات الكويت، فيما كان عبدربه منصور هادي من أعلن بصراحة رفض خطة “ولد الشيخ” بإيعاز من دول التحالف.
وأضاف نحن لم نرفض في يوم من الأيام اللقاء والحوار مع أي طرف يمني، فنحن نرحب بالحوار مع كل اليمنيين سواء كان حزبا او شخصية سياسية او اجتماعية او غيرها، فأيدينا مفتوحة دائما للحوار مع إخواننا وأبنائنا في اليمن ولكن من يرفض هذا الحوار دائما هم الآخرون بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل حلفائهم، مشيراً إلى أنه عندما يكون لقاء رسمي مع حزب الإصلاح سيتم الإفصاح عنه.
ووجه رئيس الثورية العليا رسالة لمرتزقة العدوان قائلاً أنتم اليوم تحت الحصار ولا يُسمَح لكم بالتحرك في الجمهورية اليمنية ولا بالوصول إلى عدن ولا بالوصول إلى أي منطقة يحتلها المعتدون، فالتحالف الذي يُقاد ضد الجمهورية اليمنية هو تحالف إرهابي يبحث عن مصالحه فقط، لم يعمل على إعادة ما دمره بسلاحه بطيرانه بحروبه ضد الشعب اليمني، بل يضع على كل قرية مندوبا ساميا يتبعه وينفذ أوامره، ولا يتيح فرصة لأبناء الشعب اليمني أن يتحركوا أو يعملوا.
مضيفاً إن الفصائل اليمنية اليوم تواجه سيناريو مرعبا في مستقبلها، لأن الفصائل التي تقف إلى جانب السعودية يصفها السعوديون بالإرهاب، والفصائل التي تقف إلى جانب الإماراتيين يصفها السعوديون بالإرهاب، وينظرون إليها بعدم الثقة، بل هناك بعض المؤامرات نحن نعلم بها داخل الجبهات، حيص يتم قتل الكثير من أبناء اليمن برغم كونهم مرتزقة من الخلف، كما تم قتل أيضا الكثير من السودانيين من الخلف.
الوضع الاقتصادي:
وعن الوضع الاقتصادي أكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن المبعوث الأممي خلال زيارته إلى اليمن لم يقدم أي مقترح رسمي لتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة، لكونه ميناءا غير عسكري ولوجود مخازن الأمم المتحدة فيه.
وأضاف لقد وعد”غريفث” بأن يكون الملف الاقتصادي من أولوياته، ونحن نعتبر أن الأولوية لنا كشعب يمني هي حلحلة الموضوع الاقتصادي، لأن الوضع الاقتصادي للشعب اليمني شديد الصعوبة ومئات آلاف الأسر لا تجد معيلا، وقد لا تجد الراتب الذي يمكن من خلاله أن تعمل على استقرار حياتها ومعيشتها وإن كان هذا الراتب لا يساوي شيئا أمام الغلاء الفاحش وأمام ارتفاع أسعار الدولار الذي كان نتاج إجراءات غير صحيحة من قبل دول العدوان والحكومة التي تتبعها.
وأكد رئيس الثورية العليا فشل ورقة مقايضة الرواتب مقابل الحديدة والتي استخدمت لأكثر من عام لإركاع الشعب اليمني، وأنه لا يحق لأحد التدخل في ملف الرواتب، محملاً أميركا والسعودية وبريطانيا والإمارات وكل دول التحالف التي تشارك في الحصار المسئولة عن الوضع المعيشي الصعب في اليمن.
العلاقات الدولية:
وعن العلاقات مع بعض الدول و الحراك الدبلوماسي أوضح رئيس اللجنة الثورية العليا عدم إغلاق أبواب اليمن أمام أي علاقات ودية مع الدول الأخرى موضحاً أن إغلاق السفارات في اليمن قبيل العدوان تم بإيعاز أميركي فيما استمرت بعض السفارات كالعراق وروسيا والصين.
وأضاف نحن نمد أيدينا لجميع الاخوة ولجميع الاشقاء العرب والمسلمين لأن تكون لدينا نحن وهم علاقات إيجابية، وقد رحبنا بالعلاقة الندية مع أي دولة بما في ذلك السعودية أو غيرها، ولا مانع بأن تكون لدينا علاقات جيدة مع قطر التي نعتبر محاصرتها خطوة في الاتجاه الخاطئ، كما ندعو الإخوة في تركيا إلى أن يكونوا إلى جانب الشعب اليمني ورؤيته في الحل السياسي، ونتطلع إلى بقية الدول الأوروبية لأخذ قرار بوقف بيع السلاح للسعودية، مشيراً إلى أن جولة وفد أنصار الله الخارجية هدفها توضيح الصورة ضد محاولة الشيطنة بحق الشعب اليمني.
وعن المزاعم بوجود دور إيراني في مد الشعب اليمني بالسلاح أوضح رئيس الثورية العليا أن كل الحديث عن دعم إيراني هدفه محاولة تبرير قتل الشعب اليمني واستهدافه، متسائلاً أي مساهمة يمكن أن تقدمها إيران واليمن محاصر برا وجوا وبحرا؟، لافتاً إلى التأكيد الصيني في مجلس الأمن الدولي بأن في كل ما قُدم لا يوجد أي دليل على صحة ما تقوله أمريكا، بل إن أوباما وإدارته تحدثا بأن ما يقال عن دعم إيراني للشعب اليمني بانه حديث مبالغ فيه، وأيضا هناك تصريحات للإيرانيين أنفسهم ينفون أي علاقة ووجود أي دعم مما يتحدثون عنه.
الوضع العسكري:
وعن الجاهزية العسكرية اليمنية لمواصلة التصدي للتصعيد العسكري كشف رئيس الثورية العليا عن مفاجآت عسكرية قد يتم تنفيذها في القريب العاجل، مؤكداً أن الكثير من الأهداف الأوراق التي يستطيع الجيش واللجان الشعبية تحريكها في وجه العدوان، مشيراً إلى أن كل الأدوات تستخدم في إطار ردع العدوان.
وعن الوضع العسكري في محافظة الحديدة أكد رئيس الثورية العليا أن قوات التحالف لم تحرز أي انتصارات حقيقية، وإنما حاولت الاختراق في أماكن فارغة لا يوجد فيها أي تواجد عسكري، واصفاً ذلك بالدخول في المكان الخطأ والمؤامرة على بعض الأطراف المعتدية بالزج بجنودها إلى محرقة حقيقية، مبديا الترحيب بوسائل الإعلام للدخول للإطلاع على الوضع الميداني في الساحل.
مضيفاً إن الذي يجب ان يفهمه العالم أجمع أننا وأبناء الشعب اليمني ـ كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين ـ نستطيع المواجهة الى يوم القيامة، ليس من منطلق تهديد الآخرين ولكن نحن نواجه التهديد ونحاول ردعه من خلال ما لدينا من أسلحة في معركة النفس الطويل.
وضع التحالف:
وعن التصدعات التي بات يشهدها تحالف العدوان على اليمن قال رئيس الثورية العليا إن التحالف اليوم أقل بكثير مما كان في السابق، فلم يعد على ما كان عليه بل انقسم وتسوده الانقلابات بين أعضائه، وهناك اختلاف شديد وتباين واضح في وجهات النظر فيما بين دوله، وهناك أيضاً انقلابات حتى على بعض هذه الدول، انقلاب على الأردن والمغرب وقطر، مؤكدا أن السعودية وأمريكا تنقلبان على أي اتفاق، واصفا ولي العهد السعودي “بن سلمان” بالشخص المتهور في قيادة السعودية والذي لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به.
المشاركة الإسرائيلية :
وعن المشاركة الإسرائيلية في معارك الساحل أكد رئيس الثورية العليا أن العسكريين اليمنيين وثقوا مشاركة الطيران الحربي الإسرائيلي في تلك المعارك، لافتاً إلى أن اليمن هي الدولة الثانية التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية إضافة إلى سوريا، مشيراً إلى حديث قائد القوات الجوية الإسرائيلي مؤخرا بهذا الصدد، معتبرا أن عدم تصريح الإسرائيليين بمشاركتهم في العدوان على اليمن عائد إلى ما يقولونه عن عدم تعريض من يساندونه من الأعراب للإحراج.
وذكّر محمد الحوثي بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي عام 2015 عن أن سيطرة أنصارالله على باب المندب أكبر من خطر النووي الإيراني، معتبرا ذلك توصيفا إسرائيليا واضحا للجبهة التي يمكن ان يشارك فيها الجيش الإسرائيلي.
موضحا أن الشعب اليمني يواجه إسرائيل وأميركا ببوارجها في الساحل، وفي هذه الأيام هناك إعلانات أمريكية وبريطانية متكررة باشتراكهما في الحرب على اليمن.
القضية الفلسطينية:
وعن القضية الفلسطينية وصف رئيس الثورية العليا مسيرات العودة بالإيجابية داعياً إلى استمرارها، معتبراً أن الفلسطينيين يسيرون في الاتجاه الصحيح، موجها النصح لهم بأن يرفضوا مقترحات إرسال قوات سلام إلى غزة.
وربط محمد الحوثي بين العدوان على اليمن وما يحدث في فلسطين قائلاً لم نر عاصفة حزم ولا عاصفة عزم من أجل مقدساتنا في فلسطين، ساخراً من الدول العربية المشاركة في العدوان على اليمن أو المؤيدة له التي تزعم بأنها تحاصر الشعب اليمني من أجل إعادته الى الحضن العربي بينما تحاصر الشعب الفلسطيني من أجل اسقاط مناطقه وقراه ومدنه في الحضن الإسرائيلي، داعيا إلى فك المنافذ وفتح المعابر أمام الفلسطينيين في الأردن ومصر.
وأكد رئيس الثورية العليا جاهزية الشعب اليمني للوقوف إلى جانب الفلسطينيين متى أمكن الوصول إليهم، وأن الشعب اليمني يملك القوة والإرادة لمواجهة إسرائيل ولا يخشاها.