المشهد اليمني الأول/

 

ليس من فراغ حين قال السيد القائد عبدالملك الحوثي أن معركة الحديدة والشريط الساحلي التهامي فقط مع الأجندات الداخلية المساندة للعدوان بل مع القوى الغربية بشقيها الأمريكي والبريطاني وهذا الكلام عين العقل ولم يتناوله من باب الاستهلاك الكلامي بل وفقا لمعطيات ووقائع تتحدث عن ذاتها وبالذات حين ربط سلسلة أحداث الماضي بالحاضر وصولا للمستجدات الراهنة .

 

لو حاولنا ربط بين ما تم تناوله علي لسان السيد عبدالملك لقراءة بعض المحطات التاريخية للقوى الغربية الطامعة في هذا البحر من الماضي للحاضر ربما نجد شفرات اللغز ليصبح من السهل ترجمة المستجدات الحالية بالشريط التهامي وتكون الصورة أكثر وضوح ويتطلب الأمر العودة لإرشيف الذاكرة التاريخية إعتبارا من الربع الاول من القرن المنصرم بحثا عن الأسباب التي دفعت بريطانيا لمساومة الإمام يحي بذلك الحين عن ميناء المخاء وسنجدها تصب لنفس الأهداف الغربية في المنطقة بما فيه البحث عن العوامل لاحتلال جزيرة كمران من قبل بريطانيا خلال القرن المنصرم.

 

سنجد مجريات الاحداث الراهنة هي جزء من المسلسل الجاري في شريط تهامة وتصب لنفس الأهداف الإمبريالية بل سنتعرف عن دور اليمن في التصدي لتلك المطامع أبرزها عام 73م، حين شاركت اليمن الجنوبي بإغلاق مضيق باب المندب بوجه البوارج الإسرائيلية بالتعاون والتنسيق مع بعض الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر منها إثيوبيا إبان الحكم الاشتراكي بعد أن شارك ملك السعودية فيصل إبن عبدالعزيز بقطع النفط وتعتبر حالة نادرة في تاريخ المملكة السعودية اليهودية فترتب على ذلك إنتصار دولة مصر على إسرائيل توج بإستعادتها جزيرتي تيران وصنافير للسيادة المصرية بعد أن كانت خاضعة للإحتلال الإسرائيلي منذ عام 67م بغض النظر عن الدور الأخير والسلبي بذلك الحين للرئيس أنور السادات الذي قدم من خلاله تنازلات كارثية على حساب دول المنطقة موضحة بإتفاقية كمب ديفد بعد أن شكلت نكسة لتطلعات القوى الثورية بالشرق الأوسط في طليعتها اليسار التقدمي الذي إستطاع إستثمار التوازن الدولي الذي كان سائدا بتلك الفترة بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي من جهة وبين المعسكر الغربي من جهة اخرى الأمر الذي جعل الغرب يضع سلاح ذوى حدين لتصفية حساباته مع خصومه علي المستوى الدولي وفي المنطقة حيث سخرت قوى الإمبريالية والرجعية جزء من نشاطها لتفكيك المعسكر الاشتراكي بهدف إضعاف المنظومة الاشتراكية بالمنطقة والانتقام من بعض دول المنطقة التي إشتركت ضدها عام 73م منها على سبيل المثال هندسة مشروع إغتيال الملك فيصل كأن جزء من الانتقام نظرا لاقدامه على قطع النفط ومن ثم تفرغت لتدمير النظام الشوعي بإثيوبيا وتقسيمها الي دولتين إريتريا وإثيوبيا بعد أن شارك على عبدالله صالح ببرنامج الاستهداف بجانب دول الخليج من خلال إحتضان جبهة إرتيريا فكان له دور بتقسيم الحبشة الي دولتين وحرمان المساحة الأعظم من المنافذ البحرية والقضاء على النظام الشوعي.
***
تولت دول الغرب الاستمرار بمشاريع الانتقام وواد أي مشروع مضاد لسياستها في هذا المربع على سبيل المثال هندسة إغتيال إبراهيم الحمدي وقتل مشروع الوحدة مع إستمرارها بتغذية الصراعات السياسية بالجنوب اليمني وكذا الصومال الذي رفض كل المغريات الأمريكية مقابل بناء قاعدة إمريكية في بربره والذي لم يعرف أي إستقرار حتى اليوم .

ظلت دول الغرب تنفذ مشاريع الانتقام بادوات خليجية وبالتعاون والتنسيق مع نظام على صالح بتغذية الصراعات في اليمن منها أحداث 13 يناير 86م ومن ثم انتقلت لتمزيق القوى الثورية واليسارية تحديدا في السودان أفضى الي صناعة نظام وهابي تولى تقسيم السودان الي دولتين .

 

كما كان جزء من تصفية حساباتها ان تلعب الغربيات والخليجيات دورا لتعميق الأزمة قبل وبعد صيف 94م في اليمن وفعلا توفرت لها الفرصة لتحقيق جزء من مطامعها الاقتصادية خصوصا بالجنوب كللت بالسيطرة على المربعات النفطية من قبل شركات الناتو وبتسهيل من النظام الذي إجتاح الجنوب وحكم اليمن 38 فأصبح حائزا على الايزوا بنهب الثروة البحرية والنفطية إضافة لنهب ارضي الجنوب و تهامة من قبل مراكز القوى الإفسادية القابعة داخل جسد النظام ذاته .
***
سعت الغرب والخليج وعبر سلطة على صالح بالداخل على هندسة مشروع إحتلال أرخبيل حنيش من قبل إرتيريا تلبيتا لرغبة إسرائيل في بناء منصات صاروخية بجزء من الارخبيل الذي تم التنازل عن جزء منه علي الضفة الموازية لارتيريا بعد ان وضعت مسرحية تظليلية روج لها النظام وتحت شعار حكمة يمانية كغطاء للفضيحة ويقاس الأمر أن مايقوم به طارق عفاش هذه الايام بتهامة هو إمتداد لمشاريع الخيانة الوطنية مثل عمه الصريع وتصب لخدمة إسرائيل .

 

استمر المسلسل في البحر الاحمر من قبل تلك القوى الدولية والإقليمية منها مشاريع القرصنة البحرية بعد أن نسجت ذرائع تحمل ماركة الناتو كحادثة المدمرة كول ليتوفر المبرر بدخول الاساطيل البحرية لأمريكا وبريطانيا في المياه السيادية اليمنية وتحت مسمى الإرهاب، لهذا السبب ادرك الشهيد حسين الحوثي خطورت المسائلة فبدأ يحذر من خطر التواجد الامريكي وجسدها في محاضراته أمام طلابه الشباب المؤمن فكان ذلك مزعجا للنظام والقوى الامبريالية .ولنعتبر أن ذلك هو جزء من التمهيد للوصول لآخر نقطة كما هو ملموس بساحل تهامة .
***
يتضح للعيان مطامع واشنطن ولندن مع وكلائها إقليميا ( الإمارات +السعودية ) في البحر الأحمر من خلال عدة مشاريع بل يكفى الاستدلال بمشروع أنور عشقي وما يحدث اليوم من قبل دول التحالف هو جزء من ذاك المشروع .

هنا سنجد الإجابة عن الأسباب التي دفعت ال نهيان إستاجار قاعدة عسكرية بارتيريا وسعيها لبربره في الصومال والبسط على سقطرى وميون ووووالخ وسيتضح للعامة سعى السعودية للاستحواذ على جزيرتي تيران وصنافير.

 

كي لا نتوه عن ترجمة مجريات الأحداث الراهنة بالساحل التهامي ينبغي أن نضع النقاط على الحروف بعيدا عن التسطيح المشوه والاخذ بعين الاعتبار أن أمريكا وبقية الغربيات كما أوضح السيد القائد عبدالملك الحوثي هدفها السيطرة الكاملة على الساحة اليمنية لعدة أهداف منها عسكرية واقتصادية كمدخل لتمزيق الجسد الوطني وفقا لمشروع شرق أوسط جديد ومن الطبيعي ان تضع لكل رقصة إيقاع معين . ولديها آليات تنفيذية منها إقليمية والأخرى داخلية من طابور العملاء والمرتزقة كعبدربه منصور وطارق عفاش ولا حصر لهم .

حاولت الإمارات قبل مصرع على عبدالله صالح تكرار تجربة المبادرات لتصل الي لعبتها الآني تم إستخدامها في عدن وأجزاء من تعز تم بموجبها إتاحة الفرصة للإمارات بالسيطرة على عدن وأجزاء من محافظة تعز وكانت تستثمر حليفها المبطن داخل القوى المناهضة للعدوان ولكن بقية القوى المناهضة للعدوان إنتهت لذلك ورفضت تسليم قيادة المنطقة الخامسة لطارق عفاش ثم حاولت إستخدام حيلة أخرى إتضحت بمبادرة الراعي في مجلس النواب ولكن الأنصار رفضها لانها فخ وهذا بوك سعى قوى الخارج وقراصنتها بالداخل رغبتهم بالسيطرة على محافظة الحديدة.
***
كما هو واضحا تسعى قوى إقليمية ( إماراتية وسعودية ) لإستكمال السيطرة على ما تبقى من الشريط التهامي بعد أن بدأت دول الغرب والخليج نسج مبررات وذرائع للتدخل العسكري تارتا بإسم إعادة الشرعية التي هي لا شرعية وفقا للثوابت الدولية والمواثيق الأممية وإتفاق السلم والشراكة حتى مبادرة الخليج وتارتا بذريعة وهمية تحمل إسم حماية الملاحة البحرية او تتخذ مبررات كاذبة كما هو الحال بتوجيه إتهامات لأنصار الله انهم يهددون الملاحة البحرية وتسوق ضجيجا إعلاميا كاذبا أن إيران ترسل صواريخ لأنصار الله مع ان الساحة الدولية علي علم انها وعبر وكلائها الموامركين بالخليج ( الكيان النهيوسعودي ) من يحاصر اليمن بحرا وجوا وبحرا وكل ذلك يصب لنفس بنك الأهداف الغربية في هذا الشريط الساحلي .
***
فوق هذا وذاك شعرت الناتو واقليميا الإمارات والسعودية أن القوى المناهضة للعدوان باليمن بقيادة أنصار الله قد أدركت عمق المخطط الانجلوإمريكي والنهيوسعودي وأصبحت دول العدوان تخشى إنتصار تلك القوى المناهضة للعدوان من تأسيس مشاريع تعمق ثقافة المقاومة الجهادية والوطنية المضادة للقوى الإمبريالية والاستهداف لثقافة الفساد والوهابية المتوحشة التي تعتبر من مخرجات الغرب لأن ذلك يشكل خطرا على المطامع الصهيونية بالمنطقة ورهانها على إبادة هذه القوى رغم العدوان المستمر منذ 4 سنوات وحتى اليوم يعد فاشلا رغم المكنات العسكرية والإعلامية وغيرها لدول العدوان في الوقت الذي نجد درجة إفتقار القوى المناهضة للعدوان لأدنى درجات التسليح بعد ان استخدم التحالف كل وسائل القتل والإبادة والضغوط منها قطع الراتب ونقل البنك والرشاوى التي تضخها لمن هم في الدهاليز الأممية ومنظمات دولية ولم تجد سوى أن تسعى للسيطرة الكاملة على ما تبقى من هذا الشريط من خلال الزج بالمرتزقة في هذه المعركة كوسيلة لمحاصرة القوى المضادة للعدوان وتوسيع نفوذ قوى الاحتلال وحلفائها من قوى الفيد والفتوى بالداخل ( المؤتمر . والتيارات الوهابية ) بعد أن وضعت حزمة من الوسائل الاحتيالية التي تجلت بعضها بشروط المندوب الأممي السابق ولد الشيخ الذي حاول مرارا عدة بالضغط على أنصار الله بتسليم الحديدة من خلال الوعود الوهمية والخطط الخداعية تارتا مقابل شروط صرف مرتبات موظفي الجهاز الاداري للدولة وتارتا بذرائع أخرى ولكنها تبخرت أمام صمود القوى المناهضة للعدوان ولم تجد قوى الاحتلال الخارجي هذه الأيام سوى إستثمار ورقة عملائها من طارق عفاش وغيره لمهمة إقتحام الحديدة بإسناد إماراتي ومباركة إنجلوإمريكية ولكنها ستفشل لأن ليس لديهم قضية .
***
لو نظرنا لأبعاد التصعيد الأخير من الناحية العسكرية في هذا الساحل التهامي بقيادة طارق ومشاركة عسكرية جوية وبرية وبحرية من التحالف سنجد هناك مصفوفة من الأهداف لدول العدوان تقف خلفها واشنطن ولندن أستطيع قراءتها من وجهة نظري ووفقا لبعض المعطيات التي لدى أشير لنموذج منها.

 

تنظر قوى العدوان ومن خلفها الناتو أن إستكمال السيطرة على ما تبقى من هذا الشريط هي الوسيلة الممكنة التي من المحتمل تجعل القوى المناهضة للعدوان تستسلم ولا تعترض على أي مطامع توسعية للغرب بإعتبار ذلك ورقة إما تصيب أو تخيب فأوكلت المهمة لطارق عفاش لكونه من عائلة متجذرة بالعمالة والارتزاق من القاع حتى النخاع ويسجد هو وبقية عائلته لابوظبي وفسادهم يخدم العدوان من الماضي للحاضر منه نهب أراضي تهامة والجنوب والثروات النفطية والبحرية وليس غريبا أن يقف بصف العدوان مثلما إستدرجت ووزعت مهمة السيطرة على الجنوب للحراك الجنوبي وبمساندة السلفية الوهابية وبقية مراكز القوي الإفسادية القابعة في الرياض وتركيا.
***
تعتبر دول الغرب أن الإسراع بالسيطرة على هذا المربع الخاضع لسلطة القوى المناهضة للعدوان هو إحدى الأسباب التي تدفع واشنطن ولندن من إستكمال عملية العزل لروسيا والصين وإيران ويحد من توسع ثقافة المقاومة المضادة للإمبريالية في المنطقة بقيادة أنصار الله .

إستطاعت قوى العدوان ومن خلفها الناتو الزج بالقوى الثورية والأحزاب اليسارية منها التي تحت غطاء الحراك الجنوبي بإقحامها بجرائم العدوان ولازالت تخشى أي تمرد لها من هذا الحراك وهذه هي الوسيلة الأفضل لإضعافه واستهلاكه وإيصاله لمرحلة الشلل خشيتا من إنقلاب السحر على الساحر مستقبلا بما يمكنها من إحكام سيطرتها على الجنوب والشمال على إعتبار أن التخلص من القوى الثورية عبر هذه المشاريع تتوافق مع القاعدة الانجليزية فرق تسد في الساحة الجنوبية خصوصا ذات الجذور اليسارية من خلال إستهلاك ما يمكن في معركة الساحل التهامي ومنها العسكرية التي تدربت وتاهلت بدول الشرق خلال الحرب الباردة لان الغرب يطمح أن يكون نسيج جيوش وبرامج التسليح بالمنطقة له طابعا غربيا إما إمريكي أوبريطاني وتنظر أن إستهلاك هذه القوى يكفل تأمين الأجندات العميلة لواشنطن ولندن وبالتالي تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد أي قوى العدوان .
***
واشنطن ولندن مع الكيان الصهيوسعودي علي يقين تام أن القوى التقليدية باليمن أي قوى الفيد والفتوى وحلفائهم متورطون كما أشرت سلفا بنهب أراضي الساحل التهامي وكذا أراضي الجنوب ومصالح هذه المافيا مرتبطة بلوبيات ومافيا إماراتية وسعودية وبريطانيا وأمريكية فأصبحت المصالح مشتركة تقتضي توحدها داخليا وإقليميا ودوليا ضد القوى المناهضة للعدوان لأن وجود دولة قانون تشكل تهديدا لهم وتخشى تفعيل قانون من اين لك هذا طالما ودولة العدل ستكون تنبذ الفساد وترفض التفريط بالسيادة الوطنية وتقول لا للوصاية الخارجية وتسعى لإستقرار اليمن من شمال الشمال لأقصى الجنوب سيجعل كل تلك الأطراف المتورطة بقفص الاتهام ولن تستطيع القوى الطامعة دوليا وإقليميا تحقيق أهدافها باليمن وهنا من الطبيعي أن تتوحد ضد القوى المناهضة للعدوان وتحاول إستكمال سيطرتها على الشريط التهامي .
***
التصعيد العسكري بساحل عروسة البحر الاحمر هو الوسيلة الأفضل للتعتيم على ما يدور من خلف الكواليس بالجزر اليمنية 4 أرخبيل سقطرى وميون وغيرها حتى في غير الجزر لا ن ذلك يجعل عامة اليمنيون منشغلون بمستجدات تهامة ولا تلتفت لما هو تحت التعتيم والتظليل العدواني بما يتيح لقوى العدوان الإسراع ببناء قواعد عسكرية بصمت في الجزر اليمنية أو في البر منها محافظة تعز الذي يجرى الأعداد والتحضير من قبل الإمارات لبناء مطار عسكري ومنظومة قواعد صاروخية وغرف عمليات في منطقة المعافر تعز وتحديدا الصنة .
***
تدرك مراكز القوى العميلة للغرب والخليج من الماضي للأرض أن لديها مشاريع لتصفية حساباتها المرحلة من الفترة الماضية مع بعض فصائل الجنوب وعبدربه منصور يحاول تصفية حساباته المرحلة مع أصحاب الضالع وردفان والصبيحة القابعة في اعماقه منذ أحداث يناير 86م وليس أمامه سوى التخلص من تلك الأطراف من خلال عدة آليات منها الاغتيالات وتصفية ما تبقى بمشاريع صراع مع القوى المناهضة للعدوان وهذا ماهو جاري الي اليوم ولم ينتبه لها الكثير من أبناء الجنوب بما فيه وضع اليات لتمزيق الحراك الجنوبي الذي يعتبر الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية مع أن المسلمات توضح أن تمزيق وشتات الحراك الجنوبي يعتبر تمزيق للقضية الجنوبية وكذلك صعدة واستهدافا للقضية التهامية وتجاهل مظلومية تعز .
***
ينظر الكيان الرباعي ( الانجلوإمريكي والنهيوسعودي إقليميا ) أن البحر الأحمر ومعظم الساحة اليمنية بانها مليئة بالثروات ولا زالت بكرا وفقا لبعض التسريبات التي تأتي من مراكز دراسات خارجية مع أن أسرار هذه المنطقة هي بين لندن وواشنطن وبلا شك هي من تدير المعركة من خلف الستار بتهامة لكي تتمكن من القبض والبسط عليها وتهيئة المجال للشروع بتحقيق تلك المطامع الصهيونية في هذه المنطقة .
***
إذا التاريخ يعيد ذاته من جديد بدء من العلاقة التاريخية لدور اليمن في إستعادة جزيرتي تيران وصنافير للسيادة المصرية كما تم الإشارة إليه سلفا بقطع الخط على إسرائيل بتلك الفترة والتصدي للمطامع الغربية وهاهو الدور يعود من جديد لكن بديكورات إماراتية سعودية ومشاركة تنفيذية من قوى الفيد والفتوى والفساد العفاشية والداعشية والعملاء والمرتزقة بمختلف الأوزان والاحجام بما يتناسب مع ظرف الزمان والمكان .
***
تخشى دول الغرب أن بقاء الشريط الساحلى بيد القوى المضادة للعدوان سيكون عاملا لتنامي ثقافة المقاومة المضادة للإمبريالية وعاملا لانقراض وإفشال مشاريع السلام التي تأتي معلبة جاهزة من تل أبيب وتشكل خطرا على نشاط وثقافة التيارات الوهابية المتوحشة مع إحتراق المصالح الغير مشروعة لقوى الفساد المساندة لها وعاملا لتهديد اي تواجد عسكري لها في هذا المربع وما يترتب عليه من انعكاسات اقتصادية وليس أمامها سوى دعم وإسناد مراكز تلك القوى المساندة لها بالسيطرة على الشريط التهامي للأهداف السالفة الذكر.
***
تخشى الإمارات ومن خلفها بريطانيا أن بقاء السيطرة على هذا الشريط من قبل القوى المناهضة للعدوان وعودة الاستقرار لليمن يترتب عليها تفعيل المواني البحرية من ميدى الي المهرة مرورا بالجزر اليمنية يفضي الي تعطيل جزء من نشاط مواني دبي وهذا امرا مقلقا لهم الأمر الذي يجعل الإمارات تغامر وتحرص وتراهن على السيطرة الكاملة للساحل التهامي لتحافظ على نشاط مواني دبي .

مع أن ما تناولته سلفا تسعى دول التحالف مع لندن وواشنطن بالسيطرة على الساحل التهامي برمته ويحمل ملامح عابرة لبناء قواعد عسكرية وإغلاق مضيق المندب لإستهداف جمهورية إيران .

علي هذا الأساس فإن الشهيد الرئيس صالح الصماد كان على إدراك بذلك وأثار مخاوف العدوان ولهذا اغتالوه بشكل واضح من قبل الأمريكان كوسيلة لإضعاف القوى المضادة للعدوان مع انه كان مؤمنا بقدره ونذر ذاته للدفاع عن وطنه لان ذلك واجبا مقدس من منطلق جهادي وايماني ووطني لكن بعد ان أسس مدرسة للتضحية والاستشهاد من أجل الوطن ولا شك أن الاغتيال يعد جزء من عملية الأعداد والتحضير والتهيئة لما هو جاري اليوم بتفعيل نشاط عصابة طارق عفاش وبقية العناصر التي تسجد سرا وعلانية لدول العدوان في هذا الشريط وتحمل نفس الطابع لبنك الأهداف القذرة .
***
قوى التحالف الخارجي تعلم يقينا أن التوسع للقوى المناهضة للعدوان سيكون حتما عاملا لإضعاف دورها في بقية الجبهات ويترتب عليه مزيدا من التصدع .
إذا هذه نبذة من الأهداف التي تسعى ال نهيان وال سعود مع لندن وواشنطن والأجندات الداخلية من خلال رهانها بالسيطرة الكاملة على شريط تهامة .
لكن طالما تعرفنا على أهدافهم ما ينبغى سوى الاجتهاد بفضح المخطط ورفد الجبهات بما فيه التهامية مع وضع برامج مدروسة لمواجهة قوى الاحتلال الخارجي وإشراك كل شرائح المجتمع في مقاومة العدوان من منطلق لا تفريط بالسيادة اليمنية على قاعدة إما أن نكون أو لا نكون وتجسيدا لمشروع الشهيد الصماد على حد قوله يدا تحمى ويدا تبني .
***
و أتمنى أن يتم نقل نصائح السيد القائد عبدالملك الحوثي بشأن معركة الحديدة الي حيز التنفيذ وعلى كافة الأصعدة كجزء من الوفاء للشهيد الصماد وبإعتبار ذلك هو خارطة طريق نحو الانتصار على قوى العدوان خصوصا في الساحل التهامي وهو المطلوب لتجاوز التحديات الراهنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة – فهمي اليوسفي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا