المشهد اليمني الأول/

 

في إحدى الجلسات الفكرية الهادئة مع أحد العلماء من أخواننا أهل السنة ، في حوار ودي فكري وعتب علي لماذا ادافع عن المسيرة القرانية وعلى قائد المسيرة وأنا من أهل السنة ومن طلاب المدرسة السلفية ، وتناقشنا الثقافة الباطلة ثقافة التكفير والتضليل والتفسيق والتبديع الذي أصبحت ثقافة لا يمكن التخلي عنها عند المقلدين والمدعين التمسك بالكتاب والسنة ، وأثناء التحدث حول أسباب الصراع اليوم والفرقة وتسلط اليهود والنصارى علينا وعمالة آل سعود ونفاقهم ومواليهم من المرتزقة المنافقين .
فقاطعني منتقداً لمصطلح منافقين فدار بيننا هذا الحوار :-
ـــ
قال : أخي كيف تنتقد من يصفوكم بالروافض والمجوس مع أني ضد هذه المصطلحات وغيرها لكن ليس من الانصاف وصفهم بالمنافقين أبدا وكثيرا ما نسمعها من السيد عبد الملك في خطاباته ، وأنت تعرف أن هذا تكفير وتفسيق .

قلت له : السيد القائد لم يخطئ بهذا الوصف ، بل أجد هذا دليل إنصافه في خطاباته ، ولم يقلد أحدا بإطلاق الاوصاف او يتعصب كونهم محاربين وأعداء ، فهذا وصف شرعي من كتاب الله وسنة رسوله بما أنهم موالون لأعداء الله ومدافعين عنهم ويأتمرون بأمرهم ويخططون معهم ، فهم منافقين بكتاب الله وسنة رسوله . أم تنكر ذلك يا شيخ ؟
ــ
قال : لا لا لكن بما أننا نريد جمع الكلمة ووحدة الصف ووقف القتال ، فيجب أن نترك كل ما يشق الصف ويؤجج الفتنة منكم ومنهم ونحكم كتاب الله وسنة رسوله فيما نختلف فيه بدلاً من التعصبات والاطماع والاقتتال .
ــ
قلت : أحسنت شيخنا ! ونحن نعتقد أننا وفق ذلك ونسعى أن نجعل حياتنا ومسيرتنا وفق المنهج القرآني ، وهذا ما يوصي به قائد المسيرة السيد عبدالملك ، وفي سبيل ذلك قدم رأسه الشهيد القائد السيد حسين سلام الله عليهما ، وعلى ذلك حاربوه .
بينما المنافقين بنوا قتالهم واستحلالهم لدماء اليمنيين هو الطمع للمال السعودي والحقد والبغض لأن المسيرة اسقطت عروش الطغاة المجرمون وقطعت يد عملاء ال سعود والامريكان الذين كانوا سببا رئيسيا في إهانة اليمن واليمنيين وبيع ارضه وسيادته ،
ــ
قال : لااا .. كذلك الآخرين يعتقدون أنهم على منهج قرآني. في قتالكم ، فقصدي ترك مصطلحات التحريض والعمل على لم الشمل بكل السُبل ، أما أن يتمسك كل رأي برأيه فهذا هو الخطأ.
ــ
قلت له : يا شيخنا كلامك صحيح عدم التعصب ، لكن أنت قلت الحل هو الكتاب والسنة .
ـــ
قال : نعم.
ـــ
قلت له : إذن يجب أن نعمل بالتوجيهات الربانية ونسير وفق ما سار به الرسول الاعظم
ــــــــــ
قال : أكيد .
ــــــــــــ
قلت له : إذا ما حكم من يوالي أعداء الله أمريكا واسرائيل ويتحالف معهم ويعادي من يعادوا ويوالي من يوالوا ويسير معهم أينما ساروا ويتحالفوا على قتل المسلمين في العراق وسوريا واليمن وليبيا وافغانستان ويحاربوا المجاهدين ضد اليهود والنصارى ، وينفقون اموالهم إليهم، ويتوددون لهم لهم بالعطايا والهدايا ؟
ــــــ
قال : منافقين .
ــــــــ
قلت له إذن : لقد أجبت ووافقت على ما تحدث به السيد القائد وحكم عليهم .
ــــــــ
فضحك ثم قال : لا لا أنا أجبت على سؤالك إجابه عامة ، لكن ما تريده أن توصلني إليه لست معك.
ـــــــ
قلت : وهل تنكر أن آل سعود والاماراتيين ليسوا عملاء وحلفاء للامريكان .
ـــــــــ
قال : هذه المسائل تحتاج إلى تثبت وإقامة الحجة ولها شروط وموانع حتى نطلق على فرد أو جماعة بالكفر أو النفاق.
ـــــــــــ
قلت : ممتاز فكيف التثبت وإقامة الحجة على فرد أو فئة حتى نطلق عليهم مثلاً ( مجوس ـ روافض ـ عملاء إيران ــ منافقين) ومن أين نتلقى الحجة والدليل لنقم الحجة عليهم ؟ من كتاب الله تعالى أم من تأويلات البعض ، أو قنوات الفتنة والضلال.
ـــــــــــ
ضحك ثم قال : التأكد والتثبت ، وإقامة الحجة وفق منهج كتاب الله وسنة رسوله .
ــــــــــــ
قلت له : إذن أليس الله تعالى حذر من أن نواليهم حين قال في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين ) وقال تعالى (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) وقال جل جلاله أيضاً ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) وقال أيضا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) .

أليس آل سعود والاماراتيين حلفاء ويبتغون قوتهم وعزتهم من أمريكا ، اليس هؤلاء ومن معهم من الذين خانوا الوطن يجتمعون مع الامريكان والخليجيين والبريطانيين يتآمروا على بلادنا ويرتكبون المجازر والفضائع يبغون عندهم العزة ويقتلوننا بحجة أننا روافض وعملاء لايران وما يستحوا أنهم عملاء لليهود والنصارى ، وفي العراق كذلك وفي افغانستان وفلسطين وغيرها مآسي وحروب هم سببها وصناعها ، أليس بينهم وبين اعـداء الله مودة ، وتعاون وتحالف وشراكة ومناصرة ، ولا ترى ذلك فيما بينهم وبين المسلمين أشداء وأعزة على أخوانهم المسلمين ، وأذلة ورحمة مع الكافرين .
ـــــــــــــــــ
قال : صحيح الآيات واضحة لكن تنزيل الأحكام تحتاج لتأني .
ــــــــ
قلت : شيخنا ما أهلك الامم السابقة الا ترك العمل بالكتب المنزلة والعمل بتأويلات الاحبار والرهبان دون الرجوع للكتب المنزلة ، فالقرآن الكريم نزل عربي سهل واضح وأنزل الله فيه آيات بينات محكمات وهن مرجع لا غبش فيها ولا تأويل فلا نكن من الذين حذر الله منهم حين قال الله جل جلاله ( هو الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) وضوح لا يحيد عن هذا الا مفتون بالدنيا ومعجب بها ومريض قلبه ضعيف الإيمان وهذه آيات الله وقد قال تعالى ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُون ) .
ــــــــ
قال : كلام صحيح ، لكن وقعنا في فتنة والفتنة يجب أن نتجنبها ، لأن اليهود والنصارى مستفيدين من تفرقنا.
ــــــ
قلت : يا شيخ كلمة فتنة هذه أكبر كلمة فتنوية وخادعة على الشعب اليمني ، وهي لفة ضعاف النفوس .
لأن الفتنة إذا كانت بين المسلمين فقط ، لا دخل لليهود ولا للنصارى بها .. لكن إذا كان الامريكي والاسرائيلي هو صاحب قرار الحرب والسلم فهذي ليست فتنة .

يا شيخ من أين أعلنت الحرب علينا من واشنطن ، وتري البارجات الامريكية بجانب السعودية بالبحر الاحمر ، ترى المارينز الامريكي يتجول مع المنافقين بكل حرية وأمن وينسق معهم في قتالنا ، خلاف التنسيق الاستخبارتي والعسكري الذي صرح بها بن سلمان وعبدربه ، وترى هؤلاء المرتزقة يستغيثون بأمريكا ويطالبون بتطبيق قراراتها على شعبنا اليمني المجاهد ، ويبتغون عزتهم منها ،
وبالاخير لا رأي لهم ولا قرار سواء في الحرب او السلم، بل على قادة التحالف أمريكا والسعودية والامارات فقط ، رموز الكفر والنفاق باعترافك انت يا شيخ ، وتأتي تقول لي فتنة.
ثم هل يلزم أن نقاتل الناس ونستبيح دمائهم بمجرد الظن بهم فقط ، وهل لو افترضنا صحت ما يفتريه هؤلاء أن أنصار الله عملاء لإيران ـ مجوس ـ روافض فهل تستحل دماؤهم ؟
ـــــــــ
قال : لا لا كما قلت لك لست مع هذه الاوصاف في حق
انصار الله .
لكن تعرف أنهم بغاة وهم من اعتدوا ونقضوا الاتفاقيات ودمروا البيوت والمساجد وهناك تصريحات كفرية من قيادات لهم حول أن القران ناقص ومجتزأ كما سمعتها شخصيا بقناة سهيل على لسان يحيي قاسم ابوعواضه ، واشتهر لعنهم للصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم ، وفتاوى المتعة للزينبيات ، و شطحات مخالفة لدين الله كإنكار للسنة واعتبار السيد حسين الحوثي نبي ومساوي لرسول الله ؟
ــــــــــ
قلت : هههههه يا شيخ مع احترامي لك، أراك متناقض في حوارنا، كيف تنكر على من يطلق الاحكام بأن حلفاء ال سعود والامريكان منافقين و تعتبرها غير صحيحة وتؤول لهم. وتعمل لهم الاعذار ، وأراك الأن تؤصل وتحكم بلا تثبت ولا تبين ولا اقامة حجة بأنهم بغاة ويقولون بأن القران الكريم ناقص وووو وترجعنا الى بداية حوارنا …

يا شيخ إذا كانوا بغاة فلماذا اعتذر لهم الاصلاح والمؤتمر وصالح في الحوار الوطني واذا كانوا هم البغاة وقاتلهم صالح وعلي محسن واولاد الاحمر ، فلماذا صرح حميد وصادق اولاد الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر وعلي محسن أن حربهم مع أنصار الله لم تكن بسبب ما قلت أنهم بغاة أو يقولوا بتحريف القران أو يلعنون الصحابة، بل قالوا ان القضية سياسية أرادها صالح لتصفية خصومه من الاصلاح وعيال الاحمر وعلي محسن بإفتراءات مفتعلة ضد انصار الله ، ثم أليس علي صالح صرح بنفسه أن حربه التي افتعلها ضد انصار الله كانت عبثية والخلاف لم يكن فكري بل اداري ، هؤلاء صناع القرار وأصحاب الحرب متناقضون متخبطون ومعترفون بخطئهم ، من فبركة لفيديوهات وتصريحات مجتزئة وخداع الناس ضد أنصار الله لتبرير حروبهم تلك ، وتعلم يا شيخ بكل بساطة تراهم بعد سفك دماء الابرياء من نساء واطفال في صعدة وتدميرها وبعد كل هذه الجرائم يقدموا اعتذارا ويتوعدوا لاعادة الاعمار ، مثل ما حدث للجنوب ، لعب بحياة الناس .

وبخصوص كتاب الله أو الصحابة أتحداك شيخنا أن تظهر لي من ملازم السيد حسين أو من مؤلفات سيدي العلامة بدر الدين الحوثي أو من قيادات المسيرة لعن للصحابة أو أمهات المؤمنين. ، غير هدي كتاب الله ورسوله ، وتوجيهات وتوصيات لجمع الكلمة لمواجهة أعداء الله وأعدءنا ، وتشخيص للمرض الذي أصيبت به الأمة من ذل وهوان وضعف وتمزق وفرقة .

وما نسب للشهيد القائد حول الصحابة كذب فلم يلعن صحابيا قط ، فالانتقاد والتشخيص الذي تحدث به السيد حسين رضوان الله عليه في مواقف تأريخية ، لا يعتبر لعنا ولا سباً .
إتقوا الله شيخنا أنتم علماء ، لو تثبتم ولم تتأثروا بالسياسة ولم تتعصبوا ، وتجردتم لله وفي الله ، لما وصلنا لما وصلنا إليه ولكان موقفكم مخالفاً لنظرتكم المشوهه والمضللة على المسيرة .
ــــــــ
قلت : أسألك بالله. ياشيخ ، لو ظهر وتأكد لك أن ما سمعته من إفتراء تحريف القرآن حول القرآن الكريم من الأستاذ يحيى قاسم أبوعواضة ، ولا يعتبروا السيد حسين نبي ولا يساووه برسول الله. ، وكذلك لا ينكرون السنة ، وأنهم يترضون كلهم عن الصحابة الأطهار المنتجبين. ، ويحرمون المتعة ، فما يكون موقفك؟
ــــــــــ
قال : خذها مني عهد، إذا ثبت ذلك وتأكد لي ما تقول ، فأعتبرني من اليوم جندي من جنود السيد ، وموقفي متغير ، وسأعمل ليل نهار للدفاع عنهم حتى أموت .
ــــــ
تواعدت ليوم آخر معه لإثبات الافتراءات والتضليلات … ويسر الله لي تجهيز كل الردود
فعرضت عليه أولاً الفيديو المفبرك من قبل قناة الفتنة قناة سهيل على الاستاذ يحيى قاسم ابو عواضة ، فشاهد قص للفيديو وفبركة واضحة قذرة ومكشوفة، وكذلك عرضت عليه الفيديو الذي نشره إعلام صالح في الحروب السابقة المفبرك حول السيد حسين وزعم مساواته مع الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهديت له نسخة من تفسير السيد بدرالدين الحوثي ( التيسير في التفسير ) وعرضت عليه تفسير السيد بدرالدين سلام الله عليه لسورة النساء ويذكر تحريم المتعة تماما ، وأهديته كتبا فقهية وفكرية كذلك للسيد بدر الدين وملازم ممتلئة بالأحاديث والمراجع السنية والزيدية ، وبيانات علمائية لرابطة علماء اليمن وخطابات للسيد القائد فيها الترضي على الصحابة .
فلما شاهد وتأكد … رأيت عليه الندم والخجل .
ــ
ثم قال : يارب رحماك ، يالله سامحنا أين كنا من هذه الافتراءات ، حسبنا الله ونعم الوكيل .. قاتل الله السياسة ، قاتل الله آل سعود ، قاتل الله كل كذاب ومفتري ، ما اظلم وما أفجر وما احقر هؤلاء المفبركين المضللين أين سيفروا من عقاب الله ، لماذا هذا الحقد والظلم على السيد والمسيرة .
قلت : أسألك بالله يا شيخ بعد هذه الافتراءات والتضليلات التي تأكد لك …. لو سلمنا لك أن أنصار الله هم البغاة وطامعين بالسلطة ، ولم يعترف صالح ولا علي محسن ولا عيال الاحمر بحقيقة الحرب ولم يعتذروا ، ولا يظهر لك هذه الافتراءات … هل ترى أنه يجوز لهم أن يستعينوا بأمريكا وآل سعود ويحشدوا العالم ليرتكبوا مجازر بحق النساء والأطفال وتدمير المساجد والمدراس والطرق والمصانع والمستشفيات والبنية التحتية، ويحاصرون شعبا كاملا ، ويستقدمون الشذاذ من العالم بلاك ووتر والجنجويد والمرتزقة لاعادة الشرعية المزعومة كما يدعوا .
ـــــــــــــــــــ
قال : للأسف لا ، لا يجوز لهم أن يستعينوا بكفار لا أمريكا ولا غيرهم ، ليعتدوا علينا بهذا الإجرام والخبث والافساد ، لأنه نفاق وعاقبته الكفر واللعن والغضب من الله ، وقول لك الصدق إن تدخل التحالف السعودي والاماراتي ما وجدنا منهم خير ، ولا هم حق خير، والله إنهم أساس كل بلوى هذه الأيام ، سواء ببلادنا او مصر او سوريا او ليبيا ، بسبب تدخلاتهم وتناقضاتهم لا همهم شرعية ولا غيرها ،
همهم أنفسهم ورضا امريكا ، والبترول ، يفتنوا بين المسلمين ويستغلوا قدسية الحرمين وكثرة الأموال ، ليلعبوا بعواطف المسلمين، فيفعلوا ما يريدون ، صدق رسول الله أن نجد منبع الزلازل والفتن ويطلع منها قرن الشيطان ، ومنها رأس الكفر .
ــــــــــــــــ
قلت : إذن يا شيخ بعد كل هذا فما واجبنا تجاه هذا العدوان وهذا اللعب بدين الله وهذا النفاق ، أن يستسلم أنصار الله أو النفير وتحريض الناس للمواجهة لدفع العدوان ، ووأد أشراره .
ــــــــــــ
قال : بلا شك ولا تردد الآن … المواجهة لدفع شرهم وعدوانهم ، فرض عين بكل ما نقدر سواء بالمال أو النفس أو السلاح ، أقل شيء ننصح لله ولرسوله.
والدفاع عن المستضعفين من النساء والولدان بعد كل هذه المجازر وهذا الخداع وهذا التضليل يعتبر جهاد في سبيل الله .
ــــــــــــــــ
اسهب الشيخ في تفكير عميق ثم قال بحزن : السياسة قذرة وما توضحه يا اخي صحيح ، لو أن حكامنا يتقون الله ما يلعبوا بشعوبهم هكذا ، لكن همهم السلطة ولو حتى على اشلاء مواطنيهم .
لكن بصراحة أنصار الله مخطئون لأنهم لم يوضحوا للناس التضليلات هذه وخفايا الاعيب السياسة القذرة .
ــــــــــــــ
قلت : شيخنا نحن في زمن يصدق الكاذب ويخون الامين، واصبحت مصادرنا. هو الاعلام واصبحت عند الناس مصادر يثقون بها عجيبة ، فبالله عليك شيخنا هل اصبحت قناة العربية والجزيرة مثلا مصدر ثقة نقرر فيها قتل الناس ونحكم عليهم ، واصبحت مراجع حتى لعلماءنا المسلمين نساء كاسيات عاريات مميلات في القنوات ومصدر لنقل الاخبار فتؤجج الاوضاع وتظهر الفتن فيتقاتل الناس بمجرد اخبار اعلامية كاذبة ومفبركة ، ثم ياليت يسمحوا لقناة المسيرة المنبر الاعلامي الوحيد المتحدث عن انصار الله توضح وتدافع وترد على الكم الهائل من التضليلات ، بل اغلقوها مرات عديدة لإخفاء الحقائق ، والعجيب أنك تجد القنوات الاستخباراتية التي تفرق الامة سواء قنوات منسوبة للشيعة او للسنة محرضة مدمرة مخربة او القنوات التنصيرية التي تخرج الناس من دينهم او قنوات المجون قائمة وثابتة ولا اغلقوها ابدا .. لو كانوا صادقين أنهم حماة الدين والسنة ، لأنها ترضي زعيمتهم أمريكا اسرائيل وتخدم مشاريعهم في التفريق والتقسيم في المنطقة .
ـــــــــــــــــ
قال : صدقت ، المسلمون ضحية للاسف لحكام خونة عملاء يخدمون مشاريع أمريكا وإسرائيل.
ـــــــــــــــ
قلت : أرايت إذن … الآن أراك يا شيخنا تتحدث مطابقا لما تحدث به الشهيد القائد قبل سنوات في الكثير من ملازمه ووضح وبين للأمه كملزمة ( خطر دخول امريكا لليمن) وملزمة ( المولاة والمعاداة) وملزمة ( خطورة المرحلة) وملزمة ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) وغيرها من الملازم، وهذا هو سبب شن الحروب والتضليلات عليه وعلى مشروعه .
ـــــــــــ
قال : لم اطلع ولم اتابع ملازمه التي ذكرت ، ولكن هذا الواقع للاسف يحتاج الى جهود كبيرة من أجل ان تخرج امتنا من هذا المأزق وهذا الخضوع ، ونترك التعصب لكي نجاهد الاعداء … أما إذا اصبحنا متفرقين هكذا متناحرين فلا أمل أن نعود لعزتنا وكرامتنا ونحكم العالم .
ــــــــــــــ
قلت : شيخنا اليس هناك قاعدة فقهية تقول ( معرفة الشيء فرع عن تصوره) لو تعرفت وتأملت لملازم الشهيد القائد ، حتى تتثبت ويخلق لك معرفة وتصور عن ملازمه وتوجهه ، لوجدت انه حرص على نقد الامامية والسنة والزيدية ليس تعصبا لفكر او لجماعة بل لله ورسوله منطلق نقده من كتاب الله ، وشخَّص سبب التفرق والتمزق ، ودعا لتحكيم كتاب الله وتفعيله كمنهج لأنه المخرج الوحيد من التفرق والاقتتال والتحزب مستدلا بقوله تعالى (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) وكما قال ايضاً (وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) وغيرها من الايات لا يسع المقام لذكرها .
ــــــــــــــــــــ
قال : عجيب ، سلام على على السيد ومشروعه ، يعلم الله أن السيد وأتباعه كنت أبغضهم واكره سماعه أو الثناء عليهم ، لكن بعد ما تأكد لي وثبت لي بهتان وافتراءات اتباع ال سعود ، اصبحت احب السيد واحب هذه المسيرة ، وسأفرغ من وقتي لقراءة الملازم والنظر فيها ، وتوجيه الناس والعلماء وغيرهم إن شاء الله .
ــــــــــــــ
قلت : سلمك الله شيخنا ، وهذا اعتقادي بالعلماء الصادقين، من امثالك ، وكان إحساسي كبير أن أجلس معك وأحاورك ، لثقتي بإنصافك وعدلك ، وقناعتي أنك من العلماء الذين يخشون الله ولا يخشون أحدا غيره ، ولي دعوة لك وهي أن نقوم بزيارة للقاء مع قيادة المسيرة ما تيسر لنا منهم، وعلى رأسهم قائد المسيرة ، لتعرفه بنفسك وتسمع منه وتطمئن، وتعرف أنه القائد الرباني وعلم من أعلام أهل البيت الذي من تمسك بكتاب الله ثم بهم نجا من الضلال وستدرك أنه من الذين تبحث عنه الأمة في هذا الزمان ، ودعوتي لك هي دعوة أخ لأخيه ودعوة طالب علم لشيخه .
ــــــ
فرد قائلا ً: بكل رحب وسعة فأنا على استعداد تام إن شاء الله لأي زيارة وأتمنى أن ألتقي بقيادة أنصار الله
وعلى رأسهم قائد المسيرة ، ليطمئن قلبي لا غير ، وأعتذر عن تقصيرنا بالسابق .
ــــــ
قلت : إذن نستأذن مجلسك شيخنا ، فالحمد لله أنك أدركت لماذا التحقت بهذه المسيرة ، وأن ما اقتنعت به نابع عن حق وانصاف بلا إكراه ولا مصلحة، والله يعلم بالسرائر .
السلام عليكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو نصر الغرباني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا