المشهد اليمني الأول/
الجنرال الذي يتزيَّا ملابس حريم السفير السعودي في اليمن فراراً من الإقرار بحق الأُخُوَّة في الوطن والدين لحركة ترعى الذمام وتخاصم وتخالف وتعاهد وتُحالفُ بشرف كـ«أنصار الله».
الجنرال الذي يرضى لنفسه أن يكون «حرم السفير السعودي» على أن يكون أخاً نداً لأبناء الأرض، هو اختزال لماهية السلطة التي حكمت اليمنيين لبضعة عقود باسم جمهورية ظلَّ يخر أكابرها للأذقان سجداً عند أقدام مليك النفط ومن يربأ منهم وسَّدته أيدي المليك المحلية وذبحته قرباناً للملحق العسكري في سفارة المملكة بالجمهورية اليمنية!
رواية محمد آل جابر حول ملابسات فرار الجنرال علي محسن الأحمر من صنعاء عقب ثورة 21 أيلول 2014، والمبثوثة هذا الأسبوع على شاشة الـ«إم بي سي»، رواية مهينة لكل اليمنيين الشرفاء، وفي مقدمتهم خصوم الجنرال، لكنها ليست كذلك بالنسبة لهذا الأخير، لدرجة أنه لم يكلف نفسه الوضيعة عناء الرد على راويها ولو من قبيل العتب واللوم.
قال السفير آل جابر إنه أقلَّ علي محسن في سيارته الدبلوماسية وعبر به حواجز التفتيش وصولاً إلى مقطورة الطائرة باعتباره عقيلته، وكان بوسعه أن يورد الرواية بصيغة سردية أكثر حشمة فيقول إنه وفر للجنرال غطاءً دبلوماسياً للفرار؛ على أن شبق كائنات الطفرة النفطية لامتهان أقنان بلاطها أفجر من أن يكبحها منطق محتشم وأن تنضبط له!
كحال ملك اسكوتلندا في العصور الوسطى الذي اشترى تاجه بتوسيد شعبه لعبودية بريطانيا وبخيانة بطل ثورة التحرير (وليام والاس)… كحال هذا الملك السبة البهلوان في علاقته بلندن تبدو «شرعية هادي وجوقة دنابيع وأقنان تحالف الاحتلال» في علاقتها بـ«الرياض وأبوظبي وقطر وواشنطن وتل أبيب».
«هل غسلت مؤخرتك جيداً؟!» يسأل الجندي السعودي ـ الإماراتي الموكول بحراسة مقصورة «شرعية العمالة» رفيقه… ويتابع بهزء «.. يتعين أن تغسلها جيداً لأن رئيس جمهورية ورئيس وزراء وأمناء عموم أحزاب ورجال دين كبار وقيادات حراكية سوف يقبلونها..»!!
ما الذي استعصى على كرامة هذه الجوقة الوضيعة أن تهضمه من غبن في أداء «أنصار الله»، وهي التي تستلقي اليوم راضية مرضية تحت شلال مجارير الصرف الصحي لتحالف دول العدوان وتهضم كل فجوره بحقها بصدر رحب؟!
لقد استيقظت سلطة الأقنان هذه، في الـ21 من أيلول 2014 فلم تعثر على حذاء سفارات الوصاية فوق رأسها، وكانت تستدل على وجودها به وتتحسس سبيلها من خلاله، فركضت ركض الهيم خلف الوصاة تستسقي أقدامهم عرقاً وصديد شرعية ووجود..
هذا كل ما في الأمر!
غير أن آل جابر لم يحدد ما إذا كان اقترانه بـ«محسن» زواج «متعة» أم «كاثوليكي» لاطلاق فيه!
*صلاح الدكاك