المشهد اليمني الأول/
مسيرة القرأن والجهاد صقلت شخصيته وأضحى فيها الجانب الإيماني ملقياً ظلاله على فكره وسلوكه الفاضل حيث تظل قوة مواجهته للظروف قد جعلت من يصفه ـ بحق أنه “شعب في رجُل أو أمّة في رجل” شكَّل بمفرده جيش جهادي قوي في سبيل الله بقيادته ورؤيته وعلمه وفكره وقوله وفعله وجهده، وساعده رغم ثقل وقسوة الظروف وتعقيداتها خلال المسيرة الجهادية منذ اربعة عشر عاما والى اللحظة عندما ننظر إلى قائد الثورة حفظه الله من نافذة سيرته بمنظارالعل، وهو المنظار الأقرب إلى الواقع وعندما نحدق بشخصيته التي تخرجت من مدرسة الاسلام المحمدي وتربت على يدي ابيه العلامه المجتهد واخيه الشهيد القائد رضوان الله عليهم ونتأمل في مزاياها وخصائصها سنجد أنفسنا أمام شخصية استثنائية قلّ أن تتكرر أو يجود الزمان بها، شخصية متعددة الأبعاد ومتكاملة الصفات، فهو مجمع الفضائل الإنسانية، ومصدر ملهم لكل الأحرار، وقد أجاد شخصيات دينية وسياسية وقادة دول في التعبير عن هذا جامعية قائد الثورة للصفات التي تبدو متضادة فيما بينها وقلّ أن تجتمع في قائد بزمن اليوم.
القائد العالم المجاهد الميداني
السيد القائد المجاهد هو قائداً وعالماً ومجاهداً ميدانياً أيضاً، وهو ما لا نجده في التاريخ اليوم الا نادراً، فعندنا علماء لكنهم ليسوا قادة، فيما عندنا قاده ولكنهم ليسوا بعلماء، فالحكم يعني إدارة البلاد والعباد، وهو ما يحتاج إلى طاقات هائلة وتفرّغ، وحتى وإن كان مديراً لمعمل فإنه لن يتمكن من التفرّغ لطلب العلم، وعليه لا يمكن عادةً الجمع بين الإدارة وبين العلم، إلا أن قائد الثوره هو قائداً وعالماً ومحاضراته الجليله وانجازاته وانتصارته واثاره وتجليات قيادته أبلغ دليل.
أيضاً هو حليماً وشجاعاً؛ فالشجاع عادة لا يكون حليماً وإنما يكون شديداً، حيث تدفعه القوة إلى البطش، إلا أننا نجد شخصية قائد الثورة السيد القائد المجاهد عبد الملك الحوثي حفظه الله في قمة الشجاعة وأيضاً هو في قمة الحلم، فهو قائد، عالم، حليم، شجاع، فاتك، ناسك، فقير، جواد. فهو فقير لا يملك شيئاً ولكنه جواد، فهل تجد قائداً فقيراً يكون جواداً؟
شخصية جهادية ثرية بالإنجازات
أما بالبعد الجهادي في شخصية قائد الثورة فهو رأس تلك الابعاد التي يتم جمعها من خلالها، حيث يتمّ التركيز على بطولاته الجهادية في المعارك، ونرى في أشعارنا وأدبياتنا اليوم رغم قصر الفترة لكن ثرية جداً جداً فاربعة عشر عاماً ليس سوى رصيد تاريخي مليء بالانجازات والانتصارات الكبرى نتغنى كثيراً في كيفية خوض قائد الثورة لتلك المعارك ولمعارك اليوم ولمابعد اليوم بدء من خوض المعارك ضد الارهاب ثم الحكام الظالمين ثم التحالف الاقليمي الدولي الاستعماري الوحشي، أليس هذا ما يغلب جمعه من قائد الثورة سلام الله عليه في خطابنا وتعبيراتنا وكتاباتنا فنحن رجاله الاوفياء الصادقون في كل ميدان.
ولذا نعبّر عن حبنا وولائنا لقائد الثورة برفع شعاري الصرخة والتضحية ونعلقهما في صدورنا أو بيوتنا أو ما إلى ذلك ونطبق ماتنظويه وتحتويه وتتضمنه الشعارات من مناهج وتعاليم بحياتنا، ولا شك أن قائد الثورة من أشجع الناس وأمضاهم بأساً وعزيمة، ولكن هل هذا هو كل شيء في قائد الثورة؟ أو قل: هل هذا أهم شيء في السيد القائد؟ وماذا عن سائر خصاله؟ ومن أين استمد السيد القائد هذه الشجاعة؟ ولعل السر في التركيز على هذا الجانب الجهادي البطولي من شخصية القائد هو الافتخار والاعتزاز والامتنان بطريقة تغيب معها الأبعاد الأخرى من شخصية السيد القائد الحيّه بحياتنا.. أنّ الأمة المهزومة المظلومة المضطهدة تنتصر بقادتها كما أنتصرنا بقائدنا الاكرم الاعز الاشرف لانه الجانب الذي ملأ الفراغ وفجر ينابيع الكرامة والعزة، فهو خلق واقع منتصر عزيز نفتخر به اليوم ومابعد اليوم الى ابد الدهر.
ان الشخصية الريادية التي يمتلكها السيد القائد، لا يجوز تغييبها أو إغفالها، ومن أهمّ تلك الأبعاد البعد الإنساني في شخصية قائد الثورة ففي عطائه الفكري هو ملهم للإنسانية جمعاء، وفي سلوكه الأخلاقي والعملي جسد أنبل القيم الدينيه والإنسانية، ولهذا فهو – بحق – قائد الإنسانية وليس قائد اليمن فحسب.
بالختام.. كتبت هذا باليوم الثاني من شهر رمضان المبارك عام تسعة وثلاثين والف واربعمائة من الهجرة الشريفة عن قائد الثورة، قائد الانسانية، بدر اليمن المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيداء والقفار ولجج البحار، دليل الهدى والمُنجي من الردى، السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة، قائد المؤمنين ويعسوب اليمن والامة المحمدية سيدي القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عايض أحمد