المشهد اليمني الأول/
ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس القمة التاريخية التي كانت مقررة خلال اقل من ثلاثة اسابيع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون منددا ب”غضب” و”عدائية” نظام بيونغ يانغ، وأكد استمرار حملة “الضغوط القصوى” على كوريا الشمالية، فيما أعلن البنتاغون أنه “مستعد للرد” على أي استفزاز من بيونغيانغ.
كما حذر ترامب كوريا الشمالية الخميس من أي خطوة “طائشة” او “متهورة” بعد أن ألغى قمة مرتقبة مع كيم جونغ أون الشهر المقبل. وقال ترامب إن كوريا الجنوبية واليابان على استعداد للرد إلى جانب الولايات المتحدة على أي “خطوة طائشة أو متهورة تتخذها كوريا الشمالية”.
وأضاف “آمل أن تكون هناك أمور إيجابية فيما يتعلق بمستقبل كوريا الشمالية (…) لكن إذا لم يحدث ذلك فنحن مستعدون أكثر من اي وقت مضى”. وأكد أنه “في غضون ذلك، ستستمر عقوباتنا القوية، إنها أقوى العقوبات المفروضة على الإطلاق، كما ستستمر حملة الضغوط القصوى”.
وفي رسالة مقتضبة جاءت في عشرين سطرا وجهها الرئيس الأمريكي إلى كيم، أعلن قراره الغاء القمة بينهما في سنغافورة في 12 يونيو والتي كانت موضع ترقب شديد في آسيا والعالم، ووافق ترامب شخصيا على عقدها. وقال ترامب في الرسالة التي نشر البيت الأبيض نصها “للاسف ونظرا إلى الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحاتكم الأخيرة، اشعر أنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد هذه القمة المقررة”.
وبعد أسابيع من التصريحات المتفائلة جدا حول عقد أول قمة بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية، بدل دونالد ترامب لهجته في الأيام الأخيرة. وأضاف في الرسالة “”لقد شعرت بأن حواراً بدأ يجري بينكم وبيني، وذلك في النهاية هو ما يهم. وأتطلع بحق إلى لقائكم يوما ما”. وتابع “في حال غيرتم رأيكم بخصوص هذه القمة المهمة للغاية، الرجاء عدم التردد في الاتصال بي أو الكتابة لي”.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس أن سبب الغاء القمة هو عدم إمكانية التوصل إلى “نتيجة ناجحة”.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن عن أسفه ازاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء القمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وحض الرجلين على إجراء محادثات مباشرة، حسبما ذكر مكتب الرئاسة في سيول.
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، قال مون إنه من “المؤسف للغاية أن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لن تعقد” بعد أن كانت مقررة في 12 يونيو في سنغافورة.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن “قلقه الشديد” إثر إلغاء القمة التاريخية. وقال خلال عرض برنامجه لنزع الأسلحة في جنيف “أنا قلق جدا، واحض كل الأطراف على مواصلة حوارهم لإيجاد سبيل نحو نزع الأسلحة النووية بشكل سلمي ويمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية”.
وكان بنس حذّر الإثنين خلال مقابلة مع قناة فوكس الزعيم الكوري الشمالي من المراوغة مع واشنطن والتلاعب بها قبل القمة المقررة بين زعيمي البلدين الشهر المقبل في سنغافورة، معتبرا أن ذلك سيكون “خطأ كبيرا”.
وقال أيضا إن كوريا الشمالية قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا “إذا لم يبرم كيم جونغ اون صفقة” بشأن برنامجه النووي. وقتل الزعيم الليبي معمر القذافي على يد مسلحين مدعومين من الولايات المتحدة بعد سنوات من تخليه عن سعيه لامتلاك أسلحة ذرية.
وفي رسالته أشار الرئيس الأمريكي إلى الترسانة النووية الأمريكية في تحذير مبطن لبيونغ يانغ. وكتب ترامب قائلا “أنتم تتحدثون عن قدراتكم النووية، ولكن قدراتنا هائلة وقوية لدرجة أنني أدعو الله أن لا نضطر أبدا لاستخدامها”.
وختم رسالته بالقول “لقد خسر العالم، وكوريا الشمالية بشكل خاص، فرصة عظيمة للسلام الدائم والإزدهار والثروة العظيمين. إن هذه الفرصة الضائعة هي بحق لحظة حزينة في التاريخ”.