المشهد اليمني الأول/ تقرير – أحمد عايض أحمد
بدأ اليمن بتطوير أنظمته الصاروخية الباليستية سواء الهجومية او الدفاعية بفترة ماقبل ثورة 21 سبتمبر2014م بمراكز الابحاث العلمية والتطوير الصاروخية التابعه لانصار الله وزادت وتيرة البحث والتطوير والتصنيع في المجال الدفاعي بصوره متسارعة وقياسية بعد شن العدوان على اليمن من قبل تحالف إقليمي-دولي.
حيث اثبت الرصيد العملاني للصواريخ طيلة ثلاثة اعوام ونصف بأن اليمن بات يمتلك بالفعل واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية بمختلفة فئاتها وانواعها ومدياتها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الكم والمدى ودقة التهديف ومستوى التدمير لرؤوسها الحربية ولاشك ان التطوير مستمر لزيادة مداها وتقليص نسبة خطأ التهديف الى نسبة هي الاقل بين جيل الصواريخ الباليستيه لكي تكون فاعلة ومدمرة بالحاضر والمستقبل ولقد تمكن اليمن منذ بداية العدوان من تطوير بنية الصناعات الدفاعية رغم كونها في مرحلتها الاولى ورغم انه يتعرض لعدوان وحشي وحصار شامل “بري وبحري وجوي” ويعاني معاناة مالية قاسيه جدا ولم تمنع هذه الصعوبات والتحديات ان يصنع اليمن أسلحته الاستراتيجية لكي يكون أحدى المراكز الرئيسيه في منطقة الشرق الوسط التي تملك هذه القدرات التقنية والبحثية المتطورة ان 60% من الصواريخ الباليستية التي بحوزة القوة الصاروخية مصدرها من خارج البلاد وتحديداً من كوريا الشمالية وروسيا والصين وغيرها لكن تم تعديلها وتطويرها الى مستوى التصنيع الكامل، و40% هي ترسانه صاروخيه محلية الصنع 100% .
حيث أعلنت قيادة القوة الصاروخية اليمنية مرات عديدة في الفترات السابقة أن سقف التسلح بالصواريخ مفتوح وبلاسقف وان قدرات صواريخ أرض-أرض التي تملكها يبلغ في الوقت الحالي حوالي 1200 كيلومتر مما أجبر الخبراء الامريكيين والصهانيه بل وقادة الجيش الامريكي ايضا على ابداء قلقهم وتخوفهم من مراكز الابحاث والتصنيع الحربي اليمني حديثة العهد التي يضع كوادرها وعامليها نصب اعينهم زيادة مدى الصواريخ وتقليص نسبة الخطأ وزيادة وزن الرأس الحربي في زمن قياسي فطبقا للرؤية الاستراتيجية الامريكية تجاه الصواريخ اليمنية يتحدث الاعلام الغربي والصهيوني ان اليمن يحذو حذو الصين وكوريا الشمالية وايران وباكستان والهند في بدايات هذه الدول الاولى والتي تعرضت للعدوان في اوائل ومنتصف القرن الماضي واستغلت ظروف العدوان لبناء قوة ردعية كاسرة للتوزان وامتلاك يد طولى وهذا ماحققته وهذا ماينتهجه اليمن بخطى متسارعة ومبهرة.
وأصبح اليمن الآن لايحتاج سوى بضع سنوات فقط لكي يصل المدى اللازم لوصول الصواريخ للكيان الصهيوني والتي تبلغ 2200 كيلومتر فقط لكي تغطي فلسطين المحتلة يقرأ الامريكيون والصهاينة بقلق حقيقي وواقعي وليس خيال حول ماينتجه اليمن من صواريخ استراتيجيه لاتمتلكها الا الدولة القومية النافذة اقليميا .
ففي الفتره الحاليه وصل مدى الصواريخ الباليستية اليمنية 1200 كم ولم يكن اليمن يمتلك صواريخ باليستية مداها يتجاوز 300 كم وفي غضون عامين وصلت مديات الصواريخ اليمنية الاستراتيجية 1200 كم تغطي الجزيرة العربية باكملها ماعدا الكويت وتغطي القرن الافريقي وشماله” السودان واريتريا واثيوبيا وجيبوتي وثلاثة ارباع الصومال ولربما تفاجأنا القوة الصاروخية بالاعلان عن جيل جديد من الصواريخ ذات المديات البعيده وهذا يعني ان كافة القواعد الامريكية والغربيه في المنطقة في مرمى الصواريخ الباليستية اليمنية ولم يعد الامر مرهون بعد نجاح زيادة المدى الا في شيء واحد وهو تدشين اول خط انتاج كمّي من الصواريخ.
وسيحدث ذلك قريبا كما حدث لصواريخ بدر1 قصيرة المدى وصواريخ قاهر ام تو متوسطة المدى لذلك ظهر القلق الغربي والصهيوني من خلال شيطنه شامله لليمن في المقام الاول من اجل نشر القلق في المحيط اليمني وطرح تفسيرات خاطئه وخبيثه تصب ابراز خطورة الصواريخ اليمنية، هكذا يرسم الامريكيين والصهاينة الصور المخيفه لشعوب وانظمة دول المنطقه والترويج الاعلامي العدواني الكبير لذلك من أجل خلق عداء عربي واقليمي تجاه اليمن .. وهذا السيناريو اي سيناريو الشيطنه طُبق على ايران وكوريا الشمالية وباكستان والصين وغيرها في المراحل الاولى من ثورتهم الصناعية العسكرية وفشلت الشيطنة وسيفشل الامريكيون والصهاينه في شيطنة اليمن أن القلق الامريكي والصهيوني المضلل ليس حرصا على انظمة وشعوب دول المنطقة العربية بل من أجل منع اي دوله عربيه تنتج اسلحتها الدفاعيه ومن جانب حماية الكيان الصهيوني والحفاظ على هيمنة الكيان الصهيوني على دول منطقة الشرق الاوسط وهذا هو الوجه الحقيقي للقلق الامريكي الصهيوني اما الوجه الاخر فمن المعلوم ان اليمن لايمكن بل ومن المستحيل ان يشكل خطرا على دولة شقيقة سواء عربية او اسلامية… لماذا؟؟ لان العقيده العسكريه اليمنيه هي دفاعيه تحكمها القيم والاخلاق والمباديء الاسلاميه وتوجهها تعاليم الله ورسوله وليست عقيدة تقتل وتدمر وتعتدي من أجل المصالح وحماية المصالح وتوسيع المصالح .
وقد نفى السيد القائد وقادة الجيش واللجان والقوة الصاروخية صراحةً أي مصلحة لليمن في تطوير الصواريخ بعيدة المدى كصواريخ عدوانية، بل هي ردعية ضد العدوان على اليمن بالحاضر والمستقبل لأنها لا تندرج في إطار العقيدة العسكرية اليمنية، لكن الأدلة الامريكية والصهيونية الشريرة والكاذبة تشير لعكس هذا، لاشك ان اليمن ينظر للكيان الصهيوني كعدو لدود على كافة المستويات ومن حق اليمن المشروع أن تعمل مراكز الابحاث والتطوير الدفاعية التابعة له لانتاج الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى و لم ولن تتوقف هذه المراكز البحثية والتطويرية التابع لوزارة الدفاع اليمنية عند مدى 1200-1300 كيلو متر والهدف الاستراتيجي هو صناعة صواريخ بمدى2000كم الى 2500 كم التي هي بالاصل جوهر المشروع الدفاعي الوطني لكي يمتلك اليمن قوّة استراتيجية ضاربة تعزز مكانة المؤسسة العسكرية اليمنية على المستوى الاقليمي والدولي والمسألة تحتاج الى وقت، مؤكدة الجهات المختصة انها مستمره في تطوير صواريخ ضعف مدى الصواريخ الحالية دون أي قيود بل تحظى بدعم السيد القائد والشعب اليمني بشكل كامل ان الاهداف الامريكية-الصهيونية والتي يشارك في تحقيقها النظام السعودي ومشيخات النفط تصطدم بوعي وصمود وعزم وطموح السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية وهذا التصادم كان متوقعا منذ ثلاثة اعوام وقد تنبأ الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه قبل 13 عاماً قرب حدوث التصادم العسكري اليمني ضد امريكا والكيان الصهيوني وادواتهم في المنطقة وهذا ماحدث فعلا بــ 26 مارس 2015م والى اليوم تستمر المعركة الدفاعية ضد الغزاة والمرتزقة والارهابيين وسيهزمون هزيمة نكراء وسوداء ان هذا التصادم الاستراتيجي بين طرفين، طرف دفاعي يواجه المشروع الامريكي-الصهيوني القاضي على السيطرة على البحر الاحمر والعربي وجعلها مياه وفق التوصيف الصهيوني” مياه يهودية وليس عربية” وان تكون البحرية الصهيونية سيدة البحرين العربي والاحمر بمساندة غربية ولكن هذا المشروع الاستعماري اصطدم بوعي وشجاعة السيد القائد والشعب والجيش واللجان الشعبية وكانت المعركة صادمة لامريكا والكيان الصهيوني وادواتهم الاقليمية الرخيص.
معركه صنعت مفاجأت غير متوقعة واحدثت تغييرات كبيره جدا في اليمن والمنطقة، وجنى اليمن فوائد كثيرة في المجال العسكري والقيمي والاجتماعي رغم المعاناة والحصار والتضحيات الجسام ان البرنامج اليمني للصواريخ الباليستية وفق التصريحات العسكرية الامريكية باتت من البرامج المتقدمة والذي سيتطور مع مرور سنوات قليلة بشكل أكبر وفعال. ويشمل هذا البرنامج كادرًا مميزًا من المهندسين والفنيين الماهرين، طبقًا لما وصفهم به الاعلام الغربي والذين يعملون في إطار ” معركه الاكتفاء الذاتي ” التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، والتي تملك عدة مراكز ابحاث وتطوير وتصنيع .
اشار الاعلام الغربي والمحللين العسكريين الصهاينة ان السبب الأساسي في ذلك، يعود إلى عدم امتلاك اليمن لسلاح الجو وسلاح البحرية في فترة العدوان مما دفع اليمن الى خلق البدائل والاعتماد على النفس لذلك فإن اليمن يعتمد بشكل مطلق على الصواريخ الباليستية في قدرته على تسديد الضربات الباليستية بعيدة المدى، لخلق توازن عسكري في المعركه امام سلاح الجو والبحر الغازي وهذا يثبت ان اليمن يحتفظ بالمعرفة التقنية والمعدات اللازمة لتوسيع مدى الصواريخ التي يملكها فعلًا أو تصنيع نماذج جديدة بعيدة المدى بشكل متسارع.
الامر المثير للجدل بالنسبة للامريكيين والصهاينة هو ان اليمن استطاع تحويل صواريخ ارض-جو ذات المدى التكتيكي والتي لاتتجاوز 70كم الى صواريخ ارض-ارض وصل مداها 400 كم وهذا الامر ليس بالسهل انما دلالة على السعي الحثيث على ان المراحل التطويرية للبنية الصناعية الدفاعية اليمنية باتت تدخل المرحلة الثالثه اضافة الى انجازات مذهلة حققها الخبراء والفنيين والمهندسين اليمنيين بتطوير دقة الصواريخ اليمنيه وجعلها فعالة بشكل كبير وان تكون نسبة الخطأ 5 م فقط وهذا انجاز كبير بالنسبة لليمن والذي كانت صواريخه نسبة الخطأ مابين 100 الى 300م وهذا الانجاز العلمي تحقق في غضون عام فقط اضافة الى ذلك استطاع اليمن ان يطور مديات الصواريخ من 400 كم الى 600كم الى 800كم الى 1000 كم في غضون عام والى 1300كم بغضون عامين وهذا يعد انجاز دفاعي كبير لم يسبق لدوله فقيرة محاصرة وعلى حافة المجاعة وتخوض حرب عالمية ضد 17 دولة وبنفس الوقت لاتمتلك اي بنية بحثية علمية في المجال الدفاعي ابدا وفجأه تمتلك قطاع صناعي حربي كامل وان كان في مرحلته الاولى ولكن هذا مؤشر فخر واعتزاز يترجم مستوى الكفاءة العلمية والبحثية والهندسية التي يمتلكها كوادر التصنيع الحربي اليمني.
ان عمليات التطوير والتصنيع في اليمن تتم بإحاطه كاملة من السرية، ولا توجد معلومات كافية حولها، بما يثير العديد من التكهنات حول كون اليمن يخطط لمواجهة التحديات العسكرية في نطاقها الإقليمي وفي الختام ان مسألة الصواريخ الاستراتيجية اليمنية بالواقع ليست خطر على أحد وانما سلاح ردع لاي عدوان في الحاضر والمستقبل وهي نتاج مشروع الاكتفاء الذاتي من الاسلحة الدفاعية الذي اسسه السيد القائد وخيرة قادة اليمن العسكريين والفنيين وسر النجاح هو الدعم الشعبي الكامل لذلك هو مستمر الى ماشاء الله .
عموما … الرؤية الاستراتيجية الامريكية تجاه الصواريخ اليمنية لاتبني ارضية لخلق ذرائع لاحتلال الحديدة لان الامريكيون والصهاينة وادواتهم الاقليمية خلقوا الذرائع مسبقا لشن عدوان على اليمن وتعددت الذرائع منها مكافحة النفوذ الايراني ومنع تهريب الاسلحة الايرانية لليمن واعادة من اسموها بالشرعية وجميع هذه الذرائع الكاذبه لاأساس لها ولكن الجميع يعلم عندما تريد امريكا شن عدوان على اي بلد من الضرورة ان تختلق ذرائع ولا يهمها ان يصدقها احد المهم تفرضها وتجبر العالم ان يصدقها لذلك لدى الامريكان والصهاينة مشروع استعماري كما ذكرنا سابقا وهذا المشروع لن يتم الا بمواجهة الشعب اليمني وجيشه ولجانه وهذا مايحدث وسينتصر اليمن ويستمربتنفيذ مشروعه الدفاعي الوطني كاملاً باذن الله..وللحديث بقية.