المشهد اليمني الأول| متابعات
أظهرت الصور مرارا وتكرارا على القنوات التلفزيونية في المملكة العربية السعودية ذلك الشخص الذي فجر نفسه في موقف للسيارات، وتطايرت أشلاءه في الشارع، وكانت سحب الدخان الأسود تتصاعد بالقرب من واحدة من الأماكن المقدسة، حيث وقعت الهجمات الثلاث المنسقة على ما يبدو في مدن مختلفة في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع “.
صحيفة هآرتس الاسرائيلية قالت إنه بينما الدول الأخرى كانت تبحث عن سبل للتعامل مع الإرهاب الذي ضرب مؤخرا اسطنبول، ودكا وبغداد مشيرين بأصابع الاتهام إلى المملكة العربية السعودية، لأنها تغذي وتصدر نسخة متطرفة من الإسلام وتنشر الفكر الوهابي في العالم،
فضلا عن أن بعض الخبراء يؤكدون أن المملكة تدعم بعض هذه المنظمات المتطرفة، بما يخدم مصالحها في صراعها الجيوسياسي ضد إيران، لكن الهجمات الأخيرة تبرز حقيقة أن المملكة العربية السعودية نفسها ليست في مأمن من الهجمات الإرهابية.
ورغم أنه لم تعلن أي منظمة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت في المملكة العربية السعودية يوم الإثنين الماضي، إلا أنها متشابهة في طبيعتها مع الهجمات التي نفذت في وقت سابق بأيدي منظمة “داعش”، وبعض أعضاء تنظيم القاعدة والجهاديين، مما يهدد استمرار عرش العائلة المالكة السعودية.
واعتبرت هآرتس أن التفجيرات الأخيرة يجب أن تنبه الرياض لإدراك تهديد المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية وتعبئتها للمواطنين لمحاربة الأجهزة الأمنية والقتال في البلدان المختلفة من منطقة الشرق الأوسط.
وكانت آخر مرة واجهت المملكة تهديدا مماثلا لما حدث في عام 2003، عندما تم تنظيم هجمات بالقرب من الحرم، وحينها اتجهت الأجهزة الأمنية للضرب بقسوة، واعتقلت وأعدمت العديد من المتطرفين، وفي عام 2008 يبدو أن المملكة تمكنت من القضاء على هذه الآفة،
وبقي الوضع هادئا نسبيا حتى عام 2014، وفي نفس العام، اعتمد تنظيم داعش خط مشابه لأسامة بن لادن للهجوم عدة مرات على الأماكن المقدسة، لا سيما المساجد الشيعية وقوات الأمن، ومنذ قيام المنظمة وقع نحو 25 هجوما في المملكة العربية السعودية، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص.
يركز فكريا الصراع بين داعش والمملكة العربية السعودية بشأن مسألة النموذج الصحيح “للدولة الإسلامية” (داعش)، والهجمات هذا الأسبوع تعكس طبيعة الانتقادات للجهاديين على الحكومة في الرياض، وعلى وجه الخصوص تحالفها مع الولايات المتحدة والحماية التي توفرها للشيعة الحجاج إلى مكة المكرمة.
ويستند النظام السعودي على التحالف التاريخي بين العائلة المالكة، وبعض المسائل السياسة والشؤون الخارجية والأمن، والمؤسسة الدينية، وهو المسؤول عن القضايا الدينية ويعطي شرعية للسلطة، والعائلة المالكة تدعو المؤسسة الدينية إلى الطاعة والسير في ركب السلطة كجزء من الالتزامات الدينية.