المشهد اليمني الأول/
ما أشبه اليوم بالبارحة، كان ذلك في الثلاثين من سبتمبر عام 2000م في اليوم الثاني للانتفاضه الفلسطينيه . ذلك اليوم الذي أَلتقطت فيه عدسة المصور الفرنسي مشهد إحتماءالطفل محمد الدرة بأبيه خلف برميل إسمنتي وصوت نحيب الصبي وموقف الأب ُّوهو يشير لجنود الكيان الصهيوني بالتوقف عن إطلاق النّار نحوهما…- لاكن لاحياة لمن تنادي-.ثم وأقل من دقيقه إنهالت رصاصات العدو على جسديهما ليَرتمي الدُّرّه في حضن أبيه شهيدا.
تلك المشاهد وغيرها من المشاهد التي تكررت وتتكرر بين الحينٍ والآخر في بلاد المسلمين كان آخرها الجريمه البشعه بحق طفل الميزان في حي التحرير المُكتض بالماره والسكان.
محمد الدُّرّه وطفل الميزان عنوان للبراءة والطفوله والحنان ،إحتميا خلف صمت الجدران التي لم تحمي حتى نفسها من النيران، الدُّره والميزان أَخَوان شهيدان بريئان ،كلاهما كان صيداً للعدوان، أُزهِقت أرواحُهما بدمٍ باردٍ وفعلٍ جبان، إذاً قُتلِتِ الطفولهُ والقاتلُ واحد، بسلاحٍ حاقد،والمصنع واحد، في تل أبيبٍ بسعادة صهيونٍ وتمويل صهاينةُ العربان، لم يُنصفهُما عدل الدينِ، أو مـَكرحقوق الإنسان، أو حتى قلق عنان.
وإنّي لأذكر حينها عندما أيقَضَت تلك المشاهد (الدُّرَّه) مشاعر الغيُورين في العالم ووقفوا إزاءَها بالشجب والتنديد، والوعيد الكاذب للإنتقام …حتى ذهبت دماء الدره هبئاً مع صدي صراخ الحشود وأُدرِجت في إرشيفِ النّسيان، وهنا يكون الفارق.
إن حماة الديار اليوم ممثلين بالجيش واللجان الشعبيه والمنظومة الصاروخية حينما تَقتصُ لإبناء اليمن تجعل الشجبَ والتنديدَ والعويلَ من نصيب العدوّ المحتل، والميدان أكبر شاهد، وهذا هو فارق الردِّ، وشتّان وألفُ شتّان بين ثغاء الشجبِ وهـَزيمُ البركان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو ذيب الذيب