المشهد اليمني الأول/

لم يكن ما حصل في اليمن في بداية ديسمبر من هذا العام ارتجالي, ولم يكن صدفة تواليها ضمن احداث الشبيهة في الهدف والمشغل بل كانت منظمة ومدروسة ضمن مسلسل فوضى مترابط اضطر اليها المشغل الصهيوامريكي لتفجير الجبهات الداخلية للدول العربية التي خسر فيها نفوذه, كما حصل في العراق بتحريك البرزاني بورقة الاستقلال الكردي وبعد فشل المؤامرة وسقوط البرزاني, اختطف الحريري واجبره على الاستقالة وعندما فشلت المؤامرة في لبنان وتراجع عن الاستقالة حرك عفاش في الجبهة الداخلية اليمنية بعنوان الانتفاضة ضد اسوار القلعة وانتهت بثورة مضادة اسقطت المؤامرة والادوات.

وجميعها او بعضها كانت متطلب صهيوخليجي امريكي لتكون منصة لتمرير العداون الامريكي على القدس بالاعتراف بها عاصمة لليهود وبوابة لمرور مؤامرة صفقة القرن الصهيوسعواماراكية بالاعتراف بالكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه.

وكذلك مقدمة لاعلان تحالف الناتوالسعوصهيواماراكي ضد شعوب ودول محور المقاومة العربي الاسلامي في معركة هي بالنسبة للصهيونية معركة المصير بعدما فشلت سبع سنوات من مؤامرة الفوضى التي هدفت الى تفكيك محور المقاومة وتفتيت الوطن العربية واستنزاف الشعوب العربية وضرب تماسكها ومسخ هويتها بالحروب الاهليه والطائفية وعوضا عن ذلك انتجت مؤامره السبع سنوات ان خرج محور المقاومة اقوى تماسكاً واصلب ارادة واوسع نفوذا وتاييد واكثر تحكماً بالديمغرافيا العسكريه والسياسيه والامنية والشعبية في المنطقة من عمقه الاستراتيجي الى خطوط التماس مع الكيان الصهيوني, ولذلك نستطيع القول بان محور المقاومة بات اليوم محور تحرير بما للكلمة من معنى في مقابل سقوط الرهانات والاهداف الاستراتيجية الصهيوامريكية وتفكك حلفاءها من كانوا خطوط دفاعها الاولى .

الصهيوامريكي خرج بتصنيف نفسه في خانة الخاسر في مربع الحروب بالوكالة عنه, مما دفعه للتفكير بعقلية مضطربة تحت ضغوط القلق ومخاوف الزوال للبحث عن منصة مشتعلة في خواتيم هذا المشهد داخل قلاع اعداءه العرب والمسلمين لايجاد ارضية صلبة تفرض مكاسب و توازنات اقليمية بالامر الواقع قبل انتقال المعسكر الصهيوامريكي الى مربع المواجهات العسكرية المباشرة في المنطقة التي تعتبر استحقاقا للتصفيات النهائية بين اقطاب العالم التقليدية والحديثة لتقرير مصير قيادة النظام العالمي وشكله وتوازناته.

وبالنسبه للصهيوني الذي شارك في دفع العالم الى الحرب العالمية الاولى فقطف وعد بلفور ودفع الحرب الثانية فتم تمكينه من ارض فلسطين هو اليوم يدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة للهروب من استحقاق زواله في معركة المصير مستغلا نجم الغرب الايل للافول ,واي تسويات مهما كانت الضمانات الدولية لا تضمن تنازل اعداء الصهيوني الى مقبل 2011 ستكون بمثابة قرار لترحيل معركة المصير الى مدى زمني قريب يكون الصهيوني فيها بمفرده امام محور التحرير العربي الاسلامي الذي تتعاظم قوته السياسيه والاقتصاديه والعسكرية ويتعمق مستوى الترابط والتحالف الجيواستراتيجي.

قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني يعبر عن توجه امريكي خطير على المنطقة والعالم وايضا هو اخطر على الكيان الصهيوني ويقامر بمصيره بجعله منصة مشتعلة تقود لاشعال المنطقة وهذا ما تجلى في مواقف الشعوب العربيه والاسلامية الذي فرض عزلة سياسية غربيه وعالمية على الكيان الصهيوني والادارة الامريكية واحدثت تلك المواقف التي تعتبر في مقدماتها مؤشرات لتسونامي شعبوي يقوده محور التحرير برؤية استراتيجية تفرض ارادات ورهانات ومسارات مواجهة واضحة وقواعد اشتباك عسكريه وسياسية في المنطقة تصنع النصر النهائي في معركة المصير.

وصدق السيد نصر الله وقائد الثورة العربيه والاسلامية ضد الكيان الصهيوني والهيمنة الامريكية عندما ذكر بقول الله وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم” واختزل عنوان الثورة في الموت لامريكا والموت لاسرائيل”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: حميد القطواني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا