المشهد اليمني الأول/
لم تنته معاناة المواطن اليمني عند فقره وحاجته،بل تعدت إلى درجة حرمانه من حقوقه الاساسية من صحة وتعليم وغيرها.فبعد أن تدهورت معظم النواحي الحياتية إلى أسوأ المستويات بسبب ظروف الحرب والحصار المفروض من قوى العدوان، كان الجانب الصحي هو أكبر المتضررين فقد عمل العدوان على منع وصول الأدوية والاجهزة الطبية ومنع الالاف من السفر للعلاج مما أدى إلى استشهاد الالاف من المرضى،وكان العدد الاكبر منهم من مرضى الفشل الكلوي.
مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة والوحيد بمحافظة إب خير شاهد على حجم المأساة، فهذا المركز والذي بمجرد أن تطأه قدماك فإن رائحة الموت تكاد تشمها الأنوف بمجرد عبور بوابة المركز،وترى في المرضى شعور الموت الذي يلازمهم في كل حين ولكنهم يعيشون على أمل التخفيف من معاناتهم، منهم من أسلم روحه لبارئها ومنهم من يموتون في اليوم مرتين من شدة أوجاعهم من جهة ، ومن تخوفهم بعدم الحصول على جلسة غسيل قادمة من جهة أخرى.
تعمل إدارة المستشفى جاهدة لإبقاء أبواب المركز مفتوحة أمام المرضى والذين تجاوزوا القدرة الاستيعابية للمركز ووصل تعدادهم إلى أكثر من 500 مريض ،ومايزال المركز يقدم خدماته لكن بإمكانات شحيحة جداً في ظل الجهود التي تبذلها قيادة المحافظة وإدارة المستشفى في السعي لتوفير احتياجات المركز من محاليل وفلاتر والاعتماد على ماتجود به بعض المنظمات وفاعلي الخير ، مع تنامي المخاوف من عدم القدرة على استمرارية عمل المركز ووصوله إلى مرحلة التوقف والإغلاق التام إذا استمر الحال على ماهو عليه مما قد يؤدي إلى كارثة انسانية كبرى.
المحزن والمخزي في نفس الوقت هو تجاهل وزارة الصحة للمناشدات التي أطلقتها إدارة المستشفى وأيضاً تجاهل المنظمات الدولية لهذه الكارثة الوشيكة مع استنفاذ كل الوسائل المتاحة لقيادة المحافظة وإدارة مستشفى الثورة.
ولكن مازال المعوّل عليه هو الله سبحانه وتعالى ثم فاعلي الخير في إنقاذ حياة اولئك المرضى وخصوصا رجال الاعمال والمغتربين وهي فرصة لكسب رضا الله والاجر عنده ،وهذا العمل الخيّر لايوجد فيه أي لبس وخصوصاً لدى الكثير ممن لم يدعموا المجاهدين الابطال في الجبهات بحجة عدم معرفتهم لمن هو على حق واستغرب جهلهم هذا للحق بعد كل مانشاهده يومياً من مجازر ومآسي جلبها العدوان ومرتزقته علينا ،فيا ترى هل سيجهلون أن هؤلاء المرضى على حق أم لا؟؟
وإذا كانت الحكومة عاجزة فأين دور المجتمع ؟أين ضمائرنا ؟اين انسانيتنا؟
المطلوب من الجميع وقفة انسانية مع اخوانكم المرضى وخصوصاً مرضى الفشل الكلوي ودعماً لهذه القضية الانسانية وأن تطلقوا بدوركم المناشدات ونشرها في أي وسيلة لتصل إلى الناس وكل أصحاب الضمائر الحية فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: الكاتب معاذ الجنيد