المشهد اليمني الأول/
نظمت رابطة علماء اليمن بالجامع الكبير بصنعاء اليوم، أربعينية العلامة حمود بن عباس المؤيد.
وفي الفعالية أشار رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي إلى أن العلامة حمود المؤيد معروف بعلمه وعبادته وأخلاقه وزهده وصبره، استزاد منه الكثير من طلاب العلم ونهلوا من علمه وزهده وورعه خلال مسيرة حياته.
وقال ” إن العلامة المؤيد لا يحتاج إلى التعريف، ونحن نفخر بحجم هذا العالم الجليل في تحركنا ومبادئنا ومجتمعنا “.. حاثا على الاقتداء بنهج الفقيد المؤيد وتواضعه وعلمه وما قدمه للإسلام والمسلمين من سيرة طيبة ستظل عنوانا ورمزا يقتدي به الجميع.
وأضاف ” اليوم نسير في مشروعنا القرآني، ضمن المدرسة المحمدية التي أرسى قواعدها وأسسها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسار على هذا النهج سلفنا الصالح ومنهم العلامة حمود بن عباس المؤيد، بعكس المدرسة الوهابية “.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أن العلامة حمود المؤيد لم يكن يسير في الطريق الذي كان رياحها شر على المسلمين والمتمثلة في المدرسة الوهابية، وإنما كان يسير في مدرسة العبودية لله تعالى وحده لا شريك له.
وقال ” علينا كمسلمين أن نواجه محور الشر، وما الحرب الشاملة التي تشن على اليمن إلا أمريكية بامتياز، فهم من يعادون الشعب اليمني ويحاربونه ويعملون على تدميره خلال أكثر من ثلاث سنوات من العدوان والحصار والتجويع لعلمهم بحضارة وتاريخ الشعب اليمني”.
وأضاف ” كان المسلمون ينطلقون من اليمن، من شعب الإيمان والحكمة لنشر الإسلام في أوروبا وغيرها من الدول، فالشعب اليمني تحرك في مواجهة الفرس الكفار، فهم يحاربوننا بحجة وجود المجوس، ونقول لهم هاتوا لنا أي مجوسي في اليمن، ونحن سنحاكمه دون أن تشنوا علينا حربا وتدمرون بلادنا، سنحاكمه محاكمة عادلة “.
وتابع رئيس اللجنة الثورية العليا “أدعو ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وقادة الجامعات التي تحمل فكر الوهابية إلى العمل كما عمل أبناؤنا العلماء منذ ما يقارب 800 سنة فكر مقارن بين أدلتنا وأدلتكم، أدلة الحنفية والشافعية والإثنى عشرية وكل الأدلة وستجدون أن هناك الكثير ممن سيترك ما تعتقدون بالعودة إلى مذاهبهم “.
من جانبه نوه وزير العدل القاضي أحمد عبدالله عقبات بمناقب الفقيد العلامة حمود بن عباس المؤيد وعطاءاته وإسهاماته في المجال الديني والعلمي والفتاوى ودوره الكبير في إصلاح المجتمع.
وأوضح أن العلامة المؤيد كان قدوة في الأخلاق ونبراسا في الفضائل والقيم، أمضى حياته في دراسة العلم والتدريس والإرشاد، فكان مدرسة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ودعا القاضي عقبات إلى الحفاظ على مدرسة المؤيد وما تركه من إرث ثقافي وديني نابع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون منارة تضئ ويستدل به الجميع.
وأشار إلى أهمية إنشاء مدارس وجامعات تحمل اسمه وفكره ونهجه في تدريس العلوم الشرعية وفي مواصلة أعماله الاجتماعية الخيرية وإصلاح ذات البين ونصرة المستضعفين ومحاربة الظلمة والفاسدين.
ولفت وزير العدل إلى أن اليمن بحاجة ماسة للرجال من أمثال العلامة المؤيد لنستمد منهم قوة الإيمان في مواجهة العدوان الظالم على بلادنا والرد على جرائمه وانتهاكاته للسيادة والثروة والأعراض.
وأكد القاضي عقبات أن المرحلة الراهنة تستوجب من الجميع تعزيز الصمود والحشد ورفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال والبذل والتضحية بكل غال ونفيس حتى النصر ودحر الغزاة من كل شبر من الأراضي اليمنية.
فيما أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين والعلامة محمد مفتاح إلى أن العلامة حمود بن عباس المؤيد كان أنموذجا وعالما تمثلت في خصائص كثيرة وسيرته كانت نسخة متطابقة من سير الأولياء والصالحين في الزهد والتواضع والعلم الصالح والإخلاص والتفاني والصبر والإيثار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأكد أن الفقيد المؤيد كان له إسهامات كبيرة في الحفاظ على الهوية الإسلامية الصحيحة في اليمن عامة وصنعاء بصورة خاصة بجهد ذاتي، وكان له الفضل بعد الله تعالى في تعليم الناس وإرشادهم ونصحهم والسعي في قضاء حوائج المسلمين.
ولفت العلامة شرف الدين والعلامة مفتاح إلى أن الفقيد المؤيد دأب في دعم الحركة العلمية بالجامع الكبير بصنعاء، فضلا عن أنه كان يشمل مظلة ومرجعا للجميع في كثير من المسائل والقضايا، وشكل حضوره في كثير من المحطات توازنا بين كثير من التيارات الموجودة على الساحة الوطنية وكان همزة وصل بين الجميع.
من جهته عبر الدكتور علي حمود المؤيد في كلمة أسرة الفقيد عن الشكر لرابطة علماء اليمن، وكافة الحاضرين وحرصهم على تخليد حياة العلامة حمود المؤيد الحافلة بالكثير من المآثر الطبية التي لا يستطيع الفرد مهما كتب أن يوفيه حقه ويغطي كافة جوانبها.
واستعرض حياة والده العلامة حمود المؤيد منذ دخوله المدرسة وتتلمذه على أيدي جهابذة العلماء ودراسته لفنون العلم، ومن ثم التحاقه بحلقات العلم وتخرجه من المدرسة العلمية إلى جانب البرنامج الذي رسمه لنفسه يوميا عقبها والذي كان مفعما بالعبادة والعمل الصالح .
وتطرق إلى أن الفقيد بدأ أواخر الستينيات وبداية السبعينيات مسيرة المحاسن من خلال شروعه في بذل جهده وتشجيع ذوي القدرة المادية على اغتنام فرصة الحياة في أعمال البر والإحسان، وذلك بتوسعة جامع النهرين وبناء جامع النور في همدان ومن ثم بناء جامع التوفيق وغيرها من المساجد التي ساهم في إنشاءها وإعمارها .
واسترسل الدكتور المؤيد في كلمته مسيرة حياة والده العلامة حمود المؤيد الحافلة بالعلم والزهد فضلا عن نشاطه كمدرسا وخطيبا وواعظا ومحسنا وصحبته مع العلماء وطلاب العلم وتنظيم الحلقات الدينية وتعليم الأجيال وتخريج الكثير من طلبة العلم على يديه رحمه الله.
وأشاد نجل الفقيد حمود المؤيد بدور القيادة السياسية واهتمامها بالفقيد أثناء مرضه وعند وفاته وتشييعه وبعد مواراته الثرى .