المشهد اليمني الأول| واشنطن
بعد غزو العراق عام 2003، وما تبعه من مقتل ملايين العراقيين، قال البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تتعلم من أخطائها بما فيها تلك التي تم ارتكابها خلال تنفيذ حملة غزو العراق.
وجاء ذلك عقب صدور لجنة التحقيق حول الدور البريطاني خلال غزو العراق، في العام 2003، تقريرا أكدت فيه أن التدخل العسكري البريطاني كان خطأ أدى إلى عواقب خطيرة لم يتم تجاوزها حتى اليوم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جورج إرنست، في مؤتمر صحفي دوري: “الرئيس أوباما واجه تداعيات هذا القرار، وستواجهها أيضا الإدارة المستقبلية”، وأضاف إرنست: “يتعلم بلدانا دروسا من الأخطاء المرتكبة سابقا، والعلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا خاصة، ونأمل في أن تتعزز هذه العلاقات لاحقا، من أجل ضمان الأمن والازدهار في بلدينا”.
من جانبه اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وممثل قيادة التحالف الدولي ضد الإرهاب، العقيد كريستوفر هارفير، في رده على سؤال حول تاريخ نشأ تنظيم “داعش” في سياق التقرير البريطاني، أنه لا معنى في الخوض في هذه القضية، وقال هارفير: “لا أريد أن أشارك في الجدل حول تاريخهم (…) نعلم أن هناك جذور ترجع إلى تنظيم القاعدة، وهناك أيضا جذور تعود إلى أبعد”.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لا تنوي الإسهام في استئناف الجدل حول التدخل العسكري في العراق في العام 2003، رافضا التعليق على التقرير البريطاني، وردا على سؤال حول التقييم الأميركي لاستنتاجات التقرير المذكور، قال كيربي في مؤتمر صحفي: “لا أنوي الحديث عن الاستنتاجات التي يتضمنها تقرير شيلكوت (رئيس اللجنة البريطانية الخاصة بالتحقيق في ملابسات الحملة)”.
وشدد المسؤول الأميركي على أن واشنطن “لا مصلحة لها في استئناف الجدل حول القرارات التي أدت إلى حرب العراق في العام 2003″، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تركز حاليا على مساعدة السلطات العراقية الحالية و”ضمان الانتقال السياسي في سوريا” وتدمير “داعش” الإرهابي.
وكان التقرير النهائي، حول الدور البريطاني خلال غزو العراق، أكد أن حكومة توني بلير انضمت إلى العملية العسكرية في العراق، قبل استنفاد كافة الفرص المتوفرة للحل السلمي، مضيفا أن العمل العسكري لم يكن “الملاذ الأخير”، وأشار التقرير إلى أن حملة غزو العراق تم تنفيذها على أساس “معلومات استخباراتية مغلوطة وتقييمات لم يتم التدقيق فيها” ومن دون دعم أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن هذه الخطوة أدت إلى نتائج كارثية.