المشهد اليمني الأول/
إذا لم تكن صواريخ الشعب اليمني قد حققت إنتصاراً وردعاً قبل أن تبدأ فعلياً بتدشين الردع الإستراتيجي بالقدرة على تعطيل موانئ ومطارات العدوان وتدمير منشأت النفط وإغلاق الممر الأكثر حيوية في العالم ردع سيؤدي لإنهيارات جماعية لأسواق البورصة للمرة الأولى في التاريخ وبشكل إستثنائي.. فماذا نسمي هرولة السعودية لأمريكا وروسيا توسلاً لطلب أحدث منظومات الدفاع الجوي من روسيا وأمريكا بمليارات الدولارات بعد فشل وهزيمة الباتريوت.. وماذا نسمى شحاته السعودية منظومات وصواريخ باتريوت إضافية من الكويت.. وماذا نقول على هرولة قوات أمريكية خاصة إلى السعودية لمحاولة تتبع مخازن وأماكن إطلاق الصواريخ وتدميرها..
إذا لم يكن المقاتل اليمني قد أدمى جحافل الغزو والعدوان وأرهق خزينة أغنى الدول في المنطقة فماذا يمكننا تسمية سياسة التقشف وغلاء الأسعار وسعدنة المهن وطرد مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين والأجانب وبالعلن وبقرارات رسمية وملكية ؟؟!
إذا كان الحوثيين يستخدمون شعب بأكمله دروع بشرية فماذا يمكننا أن نسمي إستهداف العدوان للأسواق والمدارس والمزارع والطرقات والسيارات ومجالس العزاء والأفراح.. بل لماذا لا يتم إستهداف المقاتلين في الجبهات بالأسلحة الفتاكة والحاسمة ومرور جيوش العدوان دون إعتراض وهم يبترعون ويتراقصون لإحتلال المدن..
وإذا كان المواطنين بدأو بالنفور منا لإنعدام الرواتب والحصار بعد فشلكم العسكري.. فماذا يمكننا تسمية خروج مئات الآلاف بين المناسبة والمناسبة دعماً للجيش واللجان الشعبية معمدين خروجهم بالصرخة الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام… وإذا كان هذا الحشد سهلاً ولايعني لك شيئاً فلماذا لانرى مئات الآلاف يخرجون في الجنوب أو حتى مأرب والمناطق المحتلة لتأييد هادي أو شادي أو حمادة أو أحد القادة …!
وإذا كان العدوان قادراً على الإنتصار سريعاً بأسلحته الفتاكة والحديثة وبدعم أمريكا القادرة على كل شيء -حد تخيلك- فلماذا لا يتم الإنتصار والحسم بدون الحصار الإقتصادي ونقل البنك وقطع الرواتب وسياسة تجويع شعب بأكمله.. لماذا الإضطرار لإستخدام أوراق قذرة ونتنة ولا أخلاقية تعاقب شعب بأكمله وتعترف أنت أنها كذلك… إذا كان النصر محسوم عسكرياً وشعبياً فلماذا معاقبة الشعب إقتصادياً.. ولماذا نحن في الشهر ال38 من عمر العدوان الذي عجزت كل قدراته الفتاكة والساحقة والتي لاتهزم عن تأمين شقة في الجنوب لإعادة هادي ؟!
وإذا كان هذا الإنتصار على (فئة صغيرة) محسوماً ومضموناً وأصبح في متناول اليد فلماذا يتم تشكيل الأحلاف العريضة وماذا يمكننا تسمية الإستعانة بجيوش مرتزقة من أفريقيا إلى جانب جيش شرعية وجيش إخواني وجيش حرس الجمهورية العفاشية وجيش مرتزقة القنوب وجيش السلفيين وجيش القاعدة وداعش في أبين والبيضاء بإعتراف أمريكي وبتوثيق مصور ؟!؟!!
وإذا كان الحلف قد حرر عدن وبعض لحج من قبضتنا فلماذا لانرى الدنبوع يبترع هو الآخر في شوارع كريتير أو على الأقل لماذا لا يأمن هادي على نفسه في إحدى الغرف في إحدى الشقق في أحد مباني عدن… بل أين الأمن والأمان في المحافظات الجنوبية؟ بخوف هادي وجماعته من العودة أم برسم التصفيات والفوضى لإجبار البسطاء على التوافد للمعسكرات بحثاً عن لقمة العيش من إمارات الخير والإذلال وأخيراً الإغتصاب..
وإذا كان العدوان قد سيطر على 60% من المناطق التي كانت تحت سيطرتنا… فلماذا ما تزال المعارك قائمة في أكثر من 40 جبهة جنوبية وحدودية وشرقية وغربية وكل الجهات الأصلية والفرعية… ولماذا تهرول القوات الأمريكية إلى نجران.. وأين هذه السيطرة بالضبط في صحراء الربع الخالي أم في مساحات بحرية إقليمية على الصيادين العُزّل أم في سقطرى أم في المهرة أم بالمفخخات أم بالمسدسات الكاتمة أم بإحتجاز بن دغر ومنع هادي أم أم أم !؟.. حتى جزيرة كمران لم يجرؤ أصحاب الأسلحة الحاسمة والقوة الغاشمة على الإقتراب شبر واحد منها !!
وإذا كانت إنتصاراتكم بأسلحة حارقة تعترفون انها فتاكة وربما محرمة أحياناً على مقاتلين لا يمتلكون عُشر مِعشار إمكانيات قواتكم فماذا يمكننا أن نسمي إعتراف موثق بالفيديو لأحد وزراء هادي بمصرع أكثر من 40 ألف مقاتل مرتزق في جبهات مأرب والجوف “فقط” وفي “أقل من عام” وبدون تلك الإمكانيات والقدرات التي معكم !!؟
وإذا كانت جريمة الإغتيال في أحد شوارع الحديدة لرئيس تُجرِّم القوانين الدولية إستهدافه مالم يتبين تواجده في جبهة عسكرية تعني لك إنتصاراً… أليس الإنتصار الأكبر والأشرف والأوضح والأقوى هو إنتزاع أرواح قادتكم من قلب معسكراتهم وقلب الميادين المحمية بمظلة دفاع صاروخي يتم إلجامها وفشخها وإخراسها بتكتيك صاروخي جوي متواضع لأولياء الله بصواريخ بدائية تم تطويرها بتوفيق الله حتى أضحت قادرة على سحق التكنولوجيا التي لاتقهر والتقنيات التي هزمها التوفيق الإلهي الذي تنكره..
إذا كان من أطلق سراح أكثر من 3000 أسير ومغرر به دون صفقة تبادل للأسرى هكذا لوجه الله تطلق عليه تسمية “المُنكل” بالشعب.. فماذا يمكننا تسمية المعتقلات والسجون السرية التي تنتهك الأعراض في الجنوب فضلاً عن التعذيب والتنكيل وأبشع أنواع الإهانة وبتقارير دولية موثقة وبالأدلة الدامغة..
إذا لم يكن الله معنا يابخيتي ونحن بإعترافك الأضعف تسليحاً بعشرات المرات وربما المئات من القوة الغاشمة القاهرة الحاسمة للعدوان فهل ذلك معناه أن الله معكم وسخَّر لكم الأحدث والأقوى والأفتك ومع ذلك فشلتم في الحسم للعام الرابع.. هل يعجز الله وهو يقاتلنا بأحدث ما وُجد على الكرة الأرضية من أسلحة وقدرات وبأكثر من 6 جيوش داخلية مرتزقة وأربعة جيوش خارجية أن يهزمنا، ثم يستخدم أوراق إقتصادية لصعوبة حسم المعركة، ثم يعلن التقشف في بلدان العدوان ويعلن حالة إستنفار لسرقة أموال الأمراء ويطلب المزيد من القدرات والأسلحة والمرتزقة لأتباعه ضد “لصوص البطانيات” -كما تزعم- هذا والله ضدنا -كما تقول- ولا مانع لديه -جل وعلا- من حصار الشعب بأكمله وقطع الرواتب الأرزاق والرواتب وإرتكاب عشرات المجازر وعدم منحكم الدقة والتسديد والمشيئة والتوفيق والرعاية رغم أنه ضدنا وناوي لسرق البطانيات.. هذا وهو ضدنا ويرتكب مجازر ليل صبح في مجالس عزاء وافراح حتى القبور استهدفهم وبالأخير يشتكي من الدروع البشرية وما قِدر يستفيد من الأسلحة الخارقة والماحقة والذكية والطحطوحة وما قدر يستفيد من رصد الشعب الذي خسرناه أو إنتفاضة الشعب المسكين اللي قرحنا قلبه واحنا نستخدمه درع بشري بالصبح وبعد الظهر وآخر الليل وما قدر يستفيد من قدرته هو نفسه جل وعلا، وما يقدر يضبط قبض الأرواح إخترطت عليه الحسبة بسبب الدروع البشرية ويغلط بسحق الأطفال والنساء بالخطأ.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه..
يا بخيتي إذا كان الله لايقف مع سرق البطانيات كيف تشتيه يوقف مع سرق الثروات في حضرموت ومأرب والجوف وعرض البحر وكيف تشتيه يناصر مع منتهكي الأعراض وقتلة الأطفال والنساء.. وكيف تشتيه يوقف مع مجرمين قطعوا مصدر رزق 11 مليون أسرة ومنعوا سفر آلاف المرضى لتلقي العلاج بذريعة منع مصاريف وبترول على كم شاص للفئة القليلة المنهارة والمنتهية والملاحقة شعبياً ودولياً… إلا إذا كنت تتكلم عن آمون وإبليس مش عن الله سبحانه وتعالى لا إله غيره.. هو أخبر من قبل ما تولد ونولد أين يقف.. مع ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))… مش مع الأغنياء والأقوياء المستكبرين أو الضعفاء الذين يسارعون في الأغنياء والأقوياء من أمريكا وإسرائيل ومُلاك الأسلحة الفتاكة والمدمرة ((يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ)).. صحيح نقتل ونخسر قادتنا بمكر وجبن الأعداء دائماً ولايقاتلوننا إلا ((مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ)) بالأحدث والأكثر تطوراً.. وإن قُتلنا فـ ((اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ))…
يا بخيتي بإستطاعتك القول بأن الله معك وانه ضدنا.. لكنك تعجز عن إسقاط آية واحدة من كتابه الكريم على أقوالك.. فيما كل آيات الجهاد والمواجهة مع أعداء الله بفضله ومنّه علينا تُشير إلينا من المستضعفين الواثقين بالله وحده دون سواه… وكل آيات أعداء الله المواجهين للحق تشير إلى مستكبري العالم المادي من موالاة اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل ومن أعراب النفاق..الخ.. ببساطة لدينا قرآن وحق بالمسيرة القرآنية المباركة… فماذا لديك أنت غير الأقوال البعيدة كل البعد عن القرآن الكريم.. تحدثت عن الله فماذا لديك من كتاب الله ليكون الله معك ؟ هل غرتك الأسلحة المدمرة والأموال الطائلة ؟ هذا لا يعني لك شيء من القرآن الكريم.. عدا آيات النفاق والكفر والسقوط في سخط وغضب ولعنة الله..
لا تتحدث عن الله والقرآن لأنه سينطق فوراً بأنك منافق طالما وحلف موالاة إسرائيل وأمريكا من آل سعود وآل نهيان وآل عفاش وآل جمهورية المخابرات الأردنية والأمريكية معك فالقرآن ضدك والله سبحانه وتعالى أيضاً ضدك، إلا إذا كنت تظن بأن الله جل وعلا والقرآن الكريم قاصرين وعي ومعطَّلين وعفا الزمن عنهم فهذا شأنك وشأن سجودك للطاغوت والشيطان من دون الله وحده.. حتى لو آمنت بالكلمة، مقياس هذا الإيمان التسليم والطاعة لله بترك حلف موالاة اليهود والنصارى إسرائيل وأمريكا… ومن يتخذهم منكم … ومن يرتد .. يردوكم بعد إيمانكم كافرين … هناك طرد من الإسلام بهذه الموالاة..
جيدةً كانت مقارناتك بالمنطق “إذا كان فإن” لكن المنطق الشيطاني يسقط بأول إمتحان منطق أخلاقي وملموس على الواقع ويسقط للأبد بأول منطق قرآني.. وأختتم بنفس الطريقة ولم أقول بأن الله مع الفئة هذه أو هذه…
وما سأقوله منطق لن تستطيع ولا أي أحد نقضه..
إذا كان الله -جل وعلا- يا بخيتي ضدنا لسبب لا تستطيع أنت ولا غيرك جزمه أو حسمه أو قطعه باليقين الذي لا يخالطه شك أو ريب.. فحتماً ويقيناً بأن الله ليس مع حلف موالاة اليهود والنصارى وقطعاً إن الله ضدهم وضد من والاهم من بني سعود ونهيان وعفاش وإخوان وخلايا صقور الأدرن.. إلخ.. فعزائنا في كتاب الله ومسيرتنا القرآنية الناطقة بالحق أننا نقاتل أعداء الله المستكبرين ((وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا)).. ومع الأسف لا عزاء لك وللخونة.. ولا توجد أي مقارنة منطقية بإستطاعتها نقض هذه الحقيقة الساطعة كالشمس، قبل إعلان البراءة من حلف الموالاة أعداء الله بالقرآن الكريم.
بالمختصر ((لا تستطيع إثبات أننا على جزء من الباطل طالما وأعدائنا مع الباطل المُطلق)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي