المشهد اليمني الأول/
بخمس رحلات جوية لطائرات عسكرية عملاقة نقلت الإمارات المعدات العسكرية والقوات العسكرية إلى جزيرة سقطرى اليمنية، وسط تنديد يمني واسع من كافة المكونات السياسية حتى التي تقف مع صف العدوان.
وأقدمت القوات الإماراتية على تمزيق العلم اليمني المرفوع على بوابات أحد المعسكرات اليمنية التي استولت عليها في ظل تصاعد للأزمة بين الإمارات وحكومة هادي.
وأظهرت الصور التي تابعها المشهد اليمني الأول من مواقع التواصل الإجتماعي وجود علم يمني على أحد جوانب بوابة المعسكر الذي استولت عليه القوات الإماراتي فيما كان العلم الإماراتي مرفوعاً بالجانب الآخر من البوابة بشكل لافت في أسوار المعسكر ومناطق أخرى.
لكن الصور التي نشرها ناشطون أظهرت أنه وعقب وصول قوات إماراتية إلى الجزيرة اليمنية تمزيق العلم اليمني والإبقاء على العلم الإماراتي، في شاهد حقيقي على مدى الطموح الإماراتي بإحتلال الجزيرة.
وكان عضو المجلس السياسي لأنصار الله “سليم المغلس” قد كشف كواليس ما يجري في جزيرة سقطرى من تبادل أدوار بين دول العدوان ينتهي بشرعنة الإحتلال للجزيرة اليمنية الثمينة. مؤكداً أن شحن الاجواء بين المرتزقة في سقطرى وتعز يأتي “لإمتصاص ردة الفعل الشعبي من التواجد العسكري الإماراتي المباشر”. مؤكداً أن دول العدوان كلما ارادت إتخاذ خطوات متقدمة ومباشرة على الارض تقوم بإيجاد التناقضات والصراعات بين أدواتها.
وأكد عضو المكتب السياسي أن “ما يحصل في جزيرة سقطرى ومحافظة تعز تم اعدادها من قبل الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين والاماراتيين”. مشيراً إلى أن الهدف الاحداث في الجنوب هو إحتلال سقطرى بجنود وآليات عسكرية إماراتية مباشرة.
من جانبه حذر اللقاء الدوري لمكوّن الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية اليوم السبت دولة الإمارات من تداعيات الممارسات العدوانية في محافظة أرخبيل سقطرى، وذلك في قاء موسع عقد اليوم بصنعاء.
بدوره اعتبر رئيس الوزراء في حكومة الإنقاذ “عبدالعزيز بن حبتور” أن كل من يتعاون أو يتصل بمشروع العدوان والاحتلال جزء منهما.. مشيرا إلى أن المشروع الوطني الذي يقاوم العدوان منذ للحظة الأولى حذر منذ البداية المرحبين بالمعتدين بأنهم غدا سيشربون كأس العلقم جراء هذا الموقف.
وحذر محافظ سقطرى “هاشم سعد السقطري” السلطات الإماراتية من التمادي في أعمالها العبثية في الأرخبيل.. معتبراً إرسال قوات إماراتية إلى الأرخبيل، إنتهاكا سافرا للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية التي تجرم تدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة .
ولفت المحافظ السقطري إلى أعمال العبث التي تمارسها قوى الاحتلال الإماراتية في أرخبيل سقطرى ومنها سرقة الأشجار المعمرة والنادرة ونهب أحجار الشعاب المرجانية والطيور النادرة وغيرها من الإنتهاكات التي تقوم بها على مرأى ومسمع حكومة الفار هادي التي تشرعن للمحتل هذه الممارسات والإنتهاكات غير القانونية. داعياً المنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو إلى القيام بواجبها في الحفاظ على سقطرى كونها ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي وضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية، وتجرم هذه الممارسات السافرة لمشيخة الإمارات.
وتداعت في الأيام القليلة الماضية أحداث طارئة في جزيرة سقطرى منها واقعة منع القوات الإماراتية في جزيرة سقطرى لحكومة المنافقين برئاسة أحمد عبيد بن دغر، من مغادرتها، ونشرها لقوة كبيرة من الجنود والعربات، يقال استقدمتها على وجه السرعة إلى مطار وميناء الجزيرة، شكّلت مفاجأة للجميع. خصوصاً أن الواقعة أتت بعد مرور أيام من وجود بن دغر مع قرابة عشرة من وزراء حكومته بالجزيرة، تم خلالها وضع أحجار أساس لمشاريع تقول الحكومة إنها ستنفذها، ما يعني أن ثمة أمراً قد طرأ من جانب الحكومة تجاه الإمارات، حمَلَ القوات الإماراتية على هكذا تصرف (وصفته الحكومة بـ«التصرف العدائي») مثير للجدل في صفوف النخب اليمنية، وبالذات في أوساط السلطة المعترف بها دولياً برئاسة عبد ربه منصور هادي و«حزب الإصلاح» المسماة بـ«الشرعية».
وبرزت الأطماع الإماراتية لجنوب اليمن بعد ثمانية أشهر من العدوان، حيث كانت الإمارات تتجه مئات الكيلومترات بحرًا، إلى الجنوب، حيث الجزر التي تحتلّ موقعًا عسكريًّا واستراتيجيًا بحكم موقعها الجغرافي جنوب خليج عدن، وغرب المحيط الهندي، وهي بذلك تُطل برأسها على القرن الأفريقي من جهة، وتعترض خطوط التجارة العالمية من جهة أخرى، لذا خططت الإمارات للاستحواذ عليها عبر ثلاث خُطوات: «إنساني وتجاري وعسكري».
https://youtu.be/1jNBZNabiRQ