المشهد اليمني الأول/
يعيش عمال وعاملات اليمن الذكرى السنوية لعيد العمال اليوم ، وهم في معاناة مستمرة منذ ثمانية اعوام ، وتفاقمت معاناتهم حتى بلغت ذروتها في الثلاثة الاعوام الاخيرة بسبب العدوان الاجرامي وحصاره وقصفه للمؤسسات الخدمية والمصانع والمزارع والمضخات ،والمنشآت مما نتج عنه ارتفاع نسبة البطالة بين افراد المجتمع الى اعلى مستوى ،فالعمالة في القطاع الخاص وصلت نسبة البطالة فيها الى ٨٧٪ لتوقف المصانع والمعامل والمزارع ومضخاتها بسبب قصفه المباشر لها.
واما التي سلمت منها فالبعض منها توقفت بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج او نتيجة لانعدام المواد الخام او المنتجات الوسيطة التي تستخدمها في انتاج السلع النهائية بسبب حصار العدوان واغلاقه للمنافذ وتوقف الاستيراد وارتفاع سعر الدولار ، والبعض الآخر منها قليل ومحدود ، لا زالت تعمل لكن نشاطها تقلص ، الى ادنى مستوى للاسباب المذكورة ، وتسرحت غالبية عمالتها
وكذلك الحال بالنسبة للشركات التجارية التي تستورد فقد اصبحت شبه مشلولة ،في ضل العدوان وحصاره وقد سرحت معظم العمالة فيها .
اما المصالح الحكومية فبسبب مؤامرة العدوان بنقل البنك المركزي توقفت مرتبات الموظفين واصبحوا في حكم العاطلين ورقابهم تحت حد البطالة لكل منتسبيها و نسبة البطالة بينهم وصلت ٩٩.٩٪
هذه الاسباب جعلت المعدل العام للبطالة في المجتمع اليمني يرتفع من ٦٧٪ في بداية عام ٢٠١٥ ليصل الى ٩٣،٧٪ في هذا العام
هذه النسبة نسبة كارثية ، لم تحصل في اي مجتمع اطلاقا واصبحنا فعلا نعاني من اخطر كارثة انسانية في التاريخ على مستوى العالم ، ناهيك عن العوامل الاخرى وهو ما اكدته تقارير الامم المتحدة وعدد من المنظمات الحقوقية العالمية ، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب اليمني من هذه الكارثة الخطيرة او حتى للتخفيف من آثارها ، بل التزم الصمت عنها كما هو صامت عن الدم اليمني .
هذه الحقائق تفرض علينا نحن اليمنيون ان ننطلق ونتحرك لمواجهة هذه الكارثة ، دون ان ننتظر العون من اي يد خارجية لأننا مهما انتظرنا فلن نجدها ،
فالنار ما تحرق إلا رجل واطيها ،والجرح لا يؤلم المتفرج بل يؤلم الجريح وحده .
ونحن هو الجريح الذي يتألم ويعرف حجم الالم، وعذابه.
وهذا الوضع هو ما حذر منه السيد القائد ابو جبريل سلام الله عليه منذ وقت مبكر فوجه بتطبيق النقاط الاثنى عشر ووعاه الشهيد الرئيس فقيد الوطن سلام الله على روحه الطاهرة وسار عليه ،فأطلق مشروع بناء الدولة (يد تحمي ويد تبني ) والذي هدفه الاول والاخير مواجهة هذه الكارثة الانسانية الخطيرة بأنفسنا وبإصرارنا وصبرنا وتحركنا الفعلي نحو الاعتماد على انفسنا ومحاربة الفساد في مؤسساتنا بجد وعمل حتى الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في غذائنا واحتياجاتنا الاخرى ، عن طريق تصحيح مؤسسات الدولة والتوجه إلى الزراعة للمحاصيل الغذائية ، ومصادر المنتجات السلعية والمحاصيل التي تدخل في صناعتها .
ولن يتحقق ذلك إلا بإهتمامنا بالزراعة والعودة إلى الارض والمحراث لنرويها من عرقنا ، فتجود علينا بغذائنا والعودة مبدئيا إلى المنتجات اليدوية ، والانطلاق منها لتأسيس معامل انتاج للسلع الاخرى المتنوعة والسعي لتطويرها، وتوسيعها شيئا فشيئا إلى أن تغطي منتجاتها احتياجاتنا جميعا وان نجعل الوصول الى الاكتفاء الذاتي هدفنا المنشود اما ان يظل كل واحد منا واضع يده في خده فذلك هو ما يريده عدونا ويحلم ان نصل اليه.
إذن لننطلق جميعا لنخوض معركة التحدي تحت شعار يد تبني ويد تحمي فالشدائد تبني المجتمع المتماسك ، والاتكال على الغير يجعل المجتمع مسترقا ومستعبدا وذليلا لعدوه ، وهذا ما تأباه نفوسنا ، ولا نرضاه ابدا
#يد_تبني_ويد_تحمي
#مشروع_الرئيس_الشهيد
ــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: منير الشامي
https://youtu.be/J5HwJuFbxi0