المشهد اليمني الأول/

عندما أطلق الشهيد الرئيس الصماد رحمه الله مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة تحت شعار ، يد تحمي ويد تبني ، في بداية العام الرابع من الصمود في وجه العدوان السعودي الامريكي كان على سبيل المواكبة للمرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد – وذلك كما جاء في خطابه عندزيارته الاخيرة لمحافظة ذمار – ولكنه أكد على ضرورة تكاتف كل الجهود لتنفيذ ذلك المشروع الطموح ، فاتحا المجال أمام الجميع من النخب السياسية للمشاركة الفاعلة والجادة ومحملا المسؤولية الدينية والوطنية والتاريخية كل المفكرين والمثقفين والمختصين والخبراء وذلك للقيام بدورهم في إعداد وصياغة أدبيات المشروع ووضع الآليات والخطط والوسائل وتحويل المشروع من رؤية الى برنامج عمل مزمن ومحدد الأولويات والخطوات .

وتعتبر المهمة الأولى والأصعب في مشروع بناء الدولة ، يد تحمي ويد تبني ، والتي تقع على عاتق المفكرين والمثقفين والخبراء والاكاديميين والمختصين والمتمثلة في وضع الاطار النظري للمشروع بإعتبارهم المعنيون بذلك بالدرجة الأولى ، واذا ما تخاذلوا أوتقاعسوا عن هذا الواجب فسيلعنهم التاريخ على إضاعة هذه الفرصة و إهدار آمال الشعب واغتيال حلم الوطن .. فهم اكثر من يعرف أن التاريخ لايرحم .

فهل يملك مفكرو ومثقفو وأكاديميو هذا الوطن من الشجاعة والوطنية والشعور بالمسؤولية مايؤهلهم لخوض هذا التجربة واستحقاق شرف المحاولة بالمشاركة التي ستجنبهم إلقاء الاحكام جزافا والتقوقع داخل مخاوفهم ، فيبادروا بوضع رؤاهم ومقترحاتهم حول مشروع بناء الدولة ليتسنى لهم بعد ذلك الحكم على الاخرين من خلال تفاعلهم وتجاوبهم وجدية تعاطيهم مع تلك الرؤى والمقترحات ؟؟ أم أنهم لن يغادروا مربع الأعذار ودوامة الانحسار على أفكار تراكم عليها الغبار بعد أن عطلت بوصلتها قوى الاستعمار والاستكبار والاستحمار !!!!!

ثقوا أيها المفكرون والمثقفون والأكاديميون لن تشفع لكم عند الأجيال القادمة قناعاتكم المسبقة ومواقفكم المحسومة تجاه صاحب مشروع بناء الدولة ولن تعفيكم صراعاتكم الداخلية النفسية وخلافاتكم الأيدلوجية الفكرية من مسؤوليتكم التاريخية التي وضعتكم أمامها مبادرته القوية والشجاعة التي دفع حياته ثمنا لها ، إذا لم تبادروا للقيام بواجبكم تجاه هذا المشروع الوطني .

فما دمتم تعتقدون أنكم نخبة هذا الشعب و ليكن لكم ذلك .. ولكن … بالمقابل هل لهذا الشعب عندكم مايستحق منكم ان تقفوا الى جانبه ولو موقفا واحدا مشرفا ؟! وأن تشاركوا بجدية وتجرد وحيادية في تحقيق حلمه ببناء دولة حديثة ، وأن تبذلوا من أجله أفكاركم وخبراتكم فقط ، لتكونوا بعد ذلك شهودا عند الشعب لأصحاب مشروع بناء الدولة أو عليهم ؟؟!!
وإن لم تفعلوا فبئس النخبة أنتم !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: حمير العزكي

https://youtu.be/qFa09ZQEzDw

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا