المشهد اليمني الأول/ تقرير – فؤاد عبدالواسع هبه
سمع المواطنون هناك ذات يوم تحذيراً من “تتار”، لكنهم حينها لم يكونوا يدركون تماماً التتار المقصودين حتى انقشع الغبار عن تتار نهب الأراضي يزحفون نحو الحديدة بعدتهم وعتادهم محدثين جلبة لم تعد تخفى على أحد.
تتار يركضون في المزارع والمساكن والأحياء والقفار والشوارع وأحياء الصفيح والمساحات المفتوحة المأهولة، وأخرى تابعة لمواطنين لا يستطيعون الذود عن أملاكهم لأنهم بلا شيخ ولا قائد يقفون بملفات الشكوى في أبواب المكاتب الرسمية دون أن يحظوا بمجرد التفاتة.. توجيهات تعجز عن التنفيذ في ضبط جناة هم أكبر من السلطة المحلية وإدارة الأمن، وربما حتى الوزارات المعنية، وحتى توجيهات الرئاسة.
فقط في محافظات الشمال باليمن يمتلك القائد العسكري ”علي محسن الأحمر” ما يقارب مساحة ”مملكة البحرين”، حيث نهب الأحمر تلك العقارات والمساحات والاراضي بقوة السلاح والنفوذ.
وتشير معلومات دقيقة بإمتلاك الأحمر مزرعة على طريق الخوخة بمحافظة الحديدة، وتقدر مساحة هذه المزرعة التي تشير بعض المصادر الى أن اللواء صالح الضنين يمتلك جزءاً منها بنحو : 224 كيلومتر مربع أي ما يساوي ( 5045 ) لبنة.
كما يمتلك الجنرال العجوز سلسلة أراضي ومنازل وفلل شمال وجنوب وغرب جامعة الحديدة تبلغ مساحتها الإجمالية 421 الفا و732 متر مربع ( 421.7 ) كيلو متر مربع أي ما يساوي ( 9498 ) لبنة وهي موزعة على النحو التالي:
– 4455 لبنة جنوب جامعة الحديدة.
– 516 لبنة غرب جامعة الحديدة ( على البحر )
– 4527 لبنة شمال جامعة الحديدة .
وتقدر المساحة الاجمالية لأراضي وعقارات ومزارع اللواء علي محسن الأحمر التي استطعنا تجميع معلوماتها حتى الان في الشمال بنحو ( 725024 ) متر مربع أي ( 725 ) كيلومتر مربع وهو ما يعادل ( 15923 ) لبنة وهذه المساحة تقل عن مساحة مملكة البحرين بنحو 25 كيلومتر مربع حيث تبلغ مساحة البحرين 750 كيلو متر مربع.
يصبح ذلك ممكناً عندما يكون الشعب والخيرات للدولة وعندما يحكم البلاد مجموعة من البلاطجة واللصوص، أما عندما يحكم البلاد رجل قول وفعل بشعار “دولة للشعب وليس شعب للدولة” كالرئيس الشهيد صالح الصماد ومن قبله إبراهيم الحمدي، يفتدون بدمائهم الزكية الشعب، بنيران وحقد مملكة الإرهاب السعودية.
مؤخراً وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة بمناسبة تشييع الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه رسالة مباشرة إلى أبناء تهامة الشرفاء بحكم خوضهم تجربة مريرة في الماضي مع كثير من الشخصيات في الدولة من مواقعها في السلطة، مشيراً أنهم كانوا ينزلون إلى محافظة الحديدة ليس ليقدموا أرواحهم في خدمة والدفاع عن أبناء محافظة الحديدة وليس ليخوضوا البحر دونهم، إنما كانوا ينزلون إلى هناك فيسطون على الأراضي.
وقصد السيد في كلمته أحد عتاولة نهب الأراضي في شبة الجزيرة العربية الجنرال “علي محسن الأحمر”.. وقال سيد “أصبح لمشاهير المسؤولين في الدولة أصبح لهم في محافظة الحديدة مزارع ومنشآت وتجارة وأراضٍ كبيرة وتلك المزرعة التي هي مسافة 13 كيلو للمسئول الفلاني والمزرعة التي هي 5 كيلو لفلان والتي هي 8 كيلو لفلان، مناطق شاسعة جدا وتلك الأراضي التي أصبحت من نصيب فلان أو علان ووو إلخ.”
المقارنة التي وضعها السيد كانت بين نموذج يفتدي أبناء تهامة بدمائه ونموذج ينهب خيراتهم وأراضيهم مستغلاً قوة النفوذ والسلاح، وأضاف السيد مخاطباً أبناء الساحل: “المباني والمنشآت الترفيهية الخاصة تعرفون الحكاية عنها الصماد لم ينزل يوما ما إلى الحديدة ليقتطع له أرضا يجعل منها مزرعة له مزرعة تجارية كبيرة أو يبني له فيها فيلا أو قصرا فخما أو منشأة ترفيهية، لم ينزل ليأخذ بل نزل ليضحي ويقدم ويعطي حتى حياته وروحه في سبيل الله وفي فداء هذا الشعب وفي الدفاع عن هذا البلد وعن أبناء تهامة”.
ودعا السيد في كلمته أبناء تهامة للوفاء للشهيد الرئيس وقال: “لا ينبغي لأبناء تهامة أن ينسوا للشهيد الصماد هذا العطاء، هذه الروح العظيمة التي لم يسبق لهم أن عرفوها لا عن فلان ولا عن علان.”
وأكد قائد الثورة أن “الشهيد الصماد نزل يحمل روحه بين كفيه لم يرغب ولم يقبل لنفسه أن يبقى بعيدا عن تلك المخاطر التي تحيط بكم يا أبناء تهامة، نزل إليكم عاش معكم المخاطر التي تعيشونها والتحديات التي تواجهونها وقدم روحه في سبيل الله وفداءً لكم أنتم وكل أبناء اليمن وفي سبيل الدفاع عن وطنه وفي سبيل النهوض بمسؤوليته لم يتردد بأن يخوض هذه المخاطر والتحديات وأن يضحي بنفسه”.
أبناء تهامة اليوم أمام نموذجين شاهدوه بأم العين، إما نموذج الجباية والنهب والعمالة والإرتزاق للخارج الإستعماري، وإما الكرامة والعزة والشرف للداخل الوطني بالمضي في درب الرئيس الشهيد وكل الشهداء في معركة الحق.
https://youtu.be/92K4Z3GfE7E
