المعركة الأخيرة .. يد تحمي ويد تبني

2637

المشهد اليمني الأول/

كثيرة هي المعارك التي خاضها الشهيد الرئيس صالح الصماد رضوان الله عليه والتي سطر في أتونها أسمى أيات البطولة والفداء والاستبسال والإخلاص والتفاني الذي قل له نظير مجسدا في مسيرته الجهادية أرقى معاني الوفاء والولاء والإنتماء والعطاء ، فلم تفتر يوما همته ولم تتزحزح ثقته ولم تخبو عزيمته ولم تنكسر اراداته ولم يفت الدهر بنوائبه وتقلباته عضد ثباته بل كان ينتقل من معركة الى اخرى أقوى إيمانا وأنقى يقينا وأشد بأسا وأصلب شكيمة فضَّل يرتقي ويرتقى حتى بلغ الغاية الأسمى والمنحة العظمى شهيدا مجيدا سعيدا خالدا .

لقد كانت معركة الرئيس الشهيد الأخيرة هي معركة مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة بمساريها المحددين في الشعار الذي رفعه قبل أقل من شهر على استشهاده ( يد تحمي ويد تبني ) المعركة الأخيرة للقائد الشجاع للشعب العظيم دفاعا عن قضية عادلة ومشروعة فمن حق كل شعوب العالم أن تحلم بدولة حديثة تضمن لها الحرية والعدالة والسيادة والاستقلال ومن حقها المشروع أيضا أن تسعى في تحقيق ذلك الحلم خلف قياداتها الوطنية التي تهب نفسها وتبذل روحها في سبيل ذلك بكل إخلاص وتفاني وتجرد من حب الذات وشهوة النفوذ وغرائز التسلط واطماع الجاه والثروة .

لقد خضت معركتك الأخيرة ياسيدي الشهيد الرئيس بكل شجاعة واقتدار وكنت فيها على أتم الجهوزية بكل خطواتك وتحركاتك وتصريحاتك ومواقفك التي سيسطرها تاريخ اليمنيين الأقدم والأعرق في أسمى صحائفه وكأنك تعلم أنها آخر معاركك الخالدة حتى حققت فيها نصرا عظيما مؤزرا على كل المستويات إبتداء بهدفك الذاتي الذي بلغته في أرقى درجاته شهيدا مجاهدا وإنتهاء بالهدف العام والذي كتبت دماؤك الطاهرة شهادة ميلاده ومنحته أشلاؤك المباركة فرصة الإستمرار والبقاء وضمنت له روحك القدسية الحياة .

سيدي الشهيد الرئيس لم تكن بدعا من العظماء الخالدين في مسيرة الحق على هدى القرآن والأقران من العترة المطهرة بل كنت النموذج الأرقى والأنقى في إتباع الهدى واستشعار المسؤولية وتحملها على أكمل وجه وكانت عظمة مواقف وجسامة تضحياتك خير شاهد لك بذلك فلم يكن لنفسك حظ في قرارك ولا لهواك نصيب في اختيارك فلم تخلد الى الدنيا وابتغيت فيما آتك الله الدار الأخرة ولم تبغ الفساد في الارض بل حاربته بضراوة وقاومته بإستماته فخلدك الله في الدنيا وسيؤتيك بإذنه وفضله نعم ثواب الآخرة .

حين انتصرت لمشروعك انتصر بك وأنتصرت به إرادة الشعب اليمني العظيم وكنت في كل مشوارك في قيادة هذا الشعب القوي الأمين الصادق الناصح والرائد الذي لايكذب أهله فلم تكد تخلو من آثار أقدامك جبهة عسكرية من جبهات المواجهة و لم يكد يغيب مداد أقلامك عن كل توجيه في مصلحة الشعب فكانت يدك أول و أشجع الأيدي التي تحمي وأصدق وأمهر الأيدي التي تبني والتي فجع الشعب بغيابها بعد عامين من رعاياتها له هي أشبه في لحظاته بعامي الشهيد الرئيس الحمدي من قبلك وكأن العامين هي العمر الأفتراضي لكل من حمل هذا المشروع الوطني .

سيدي الشهيد الرئيس كم كنت وفيا ومعطاءا لهذا الشعب وهذه الأمة ولابد من الوفاء لك من خلال السير في المسيرة التي ارتضيتها نهجا لحياتك ومن خلال مواصلة السعي بكل جد واخلاص لتنفيذ مشروع بناء الدولة اليمنية الذي اطلقته ورفعت شعاره ومن خلال الوفاء لكل المبادئ والقيم التي حملتها وناضلت من اجلها وضحيت بأغلى ماتملك باذلا روحك في سبيلها والله على مانقول شهيد .

#يد_تحمي_ويد_تبني
#الرئيس_الشهيد_صالح_الصماد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: حمير العزكي

https://youtu.be/rlg98p0TWdI

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا