في رثاء الرئيس الشهيد الذي سيبقى حياً

2609

المشهد اليمني الأول/

نعم كان وقع الخبر موجع علينا جميعا وبمثابة الصدمة والفاجعة ُذٌرفت الدموع واحترت الصدور وشعرنا جميعا بالغصة والألم لأننا فقدنا رئيس مؤمن مجاهد لا يوجد له مثيل بين رؤساء العرب وزعمائهم الخونة العملاء الذين سخّروا أنفسهم لخدمة الأمريكان وعملوا على إخناع وإركاع شعوبهم معهم ليظلوا مجرد عبيد لهم وأتباع لأسيادهم لا يفكرون حتى مجرد التفكير بأن يعيشوا أحرار دون أن يأخذوا أوامرهم من أسيادهم ويعتقدون ذلك ضربا من ضروب المستحيل.

قلوبنا جميعا قبل اعلان الخبر كانت مكلومة وتخفي وراءها العبرات بعد مشاهدتنا لمشهد ذلك الطفل من بني قيس في محافظة حجة وهو متشبث بجثمان والده الشهيد ولم تنجح محاولات اقناعه بأن يترك جثمان والده ليتمكنوا من اسعافه إلا بعد أن أبكى كل المسعفين ومع أن غالبية الأحرار من كل الفئات والأحزاب كانوا لا يزالون منهمكون بالكتابة ونشر ذلك المشهد المؤلم والموجع جاءهم خبر استشهاد الرئيس الصماد كالصاعقة فتوقفت الأقلام وجفت الدموع وشعروا بهول الخطب.

من مثل الرئيس الصماد تولى زمام الأمور في مثل هذه الظروف الصعبة فكان أخر ما يفكر به هو الحفاظ على حياته كان يتحرك مثل النحلة ويتنقل بين الجبهات العسكرية حيث هناك يجد نفسه ويعشق مواجهة العدو بسلاحه لينكل بأعداء الله لم تتغير نفسيته ولم تغره الدنيا كما فعلت بالبعض ولكنه ظل بائعا لها مناجيا الله تعالى في كل وقت بأن يوفقه للشهادة التي كانت أقصى مناه.

كنت أتأمل لكل خطاباته في كل مناسبة أو اجتماع كان خطابات قوية جدا ويشعر بصدقها العدو والخصم قبل الصديق ولكنه لم يكن يجد له عونا ممن حوله ليساعدوه في تنفيذ كل ما كان يخطط له, كان رجل المرحلة ورجل الدولة الذي تحمل المسئولية في ظروف صعبة جدا واستثنائية حيث كان رئيسا لكل اليمنيين.

أبا الفضل الصماد كان يشعر في كل زيارة يقوم بها بأنه سيستشهد فلم يثنه ذلك الشعورعن مواصلة دربه النضالي في تحمل مسؤليته في بناء الدولة حيث أطلق مشروعه العظيم يد تحمي ويد تبني والذي أقلق الأعداء وشكل لهم كابوسا مرعبا فكيف لدولة منهكة اقتصاديا متشرذمة محتلة مٌعتدى عليها كيف لها أن تفكر في مشروع بناء الدولة في مثل هذه الظروف ؟ فظل العدو يخطط في الإغتيال لأنه أقصى ما يستطيعون فعله.

ظهر السيد القائد في كلمة قصيرة ينعي فيها استشهاد الصماد وقد بدت آثار الحزن لفقدان مثل هذه الشخصية مرسومة على ملامحه . فالحزن لخسارة عظماءنا هو أمر طبيعي لأنها تعتبر نكبة كبيرة من نكباتنا ولكن السيد القائد المؤمن يوقن تماما بأن استشهاد كبار رجال المسيرة لن يزيد المسيرة سوى طهرا وانطلاقا
ولن تتوقف المسيرة وسيهيأ الله البديل طالما وهو إلتمس فينا الصدق والتحرك وفق هدي الله المتمثل في المنهج القرآني.

أشعر أن حروفي عاجزة جوفاء ولم تسعفني للتعبير وأنا أكتب في مثل هذا المصاب الجلل ولكني موقنة أن دماء الصماد الطاهرة ودماء من معه ستعجل بحسم معركة الساحل الغربي الذي يركز عليها الصهاينة وأذنابهم وكان الصماد مستشعر جدا بخطورة هذه المعركة وبخطورة تحركات العدو فلو كان رئيس وزارء حكومة الانقاذ ووزرائه يملكون ولو واحد في المائة من شعور الشهيد الصماد بخطورة المرحلة ويتحركون ويضاعفون جهودهم لتفعيل وبناء واصلاح مؤسسات الدولة لمواجهة العدوان لكانوا سندا وظهرا وعونا للسيد الرئيس في كل تحركاته.

أبناء الشعب اليمني يشعرون بالفخر الشديد لأن رئيسهم في مقدمة قوافل شهدائهم، ورئيسهم الذي كان يردد أن دماؤه ليست أغلى من دماء الشهداء وكان يقول لمسح نعال المجاهد من التراب خير من مناصب الدنيا عليهم أن يفخروا بأن رئيسهم المجاهد رحل عزيزا حرا مجاهدا نظيفا لم تلوثه الدنيا بقذارتها ولم يملك شيئا منها، مثل غيره من الزعماء الذين خلفوا ثروات خيالية , وقد قالها قبل عشرة أيام من استشهاده بأنه لو استشهد فسيعود أولاده لمسقط رأسه في صعدة لأنهم لا يملكون شيئا فكانت كل تحركاته يوقن فيها بأن سيرتقي للشهادة وهذا شعور المؤمن.

فليخجل على أنفسهم كل من تلوثت أنفسهم بالدنيا وكل من خالجهم الكبر لأن الله وضعهم في أماكن حساسة وقيادية وعليهم أن يتذكروا أن الله ما وضعهم في أماكنهم إلا لخدمة المستضعفين.

هنيئا للرئيس صالح الصماد الذي كان صالحا مثل اسمه وهنيئا لكل الشهداء وسلام ربي عليهم عدد الليل والنهار وعدد قطرات الامطار وعدد حبات الرمال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: أمة الملك الخاشب

https://youtu.be/jNOL_UTvKDs

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا