هنيئاً لك أيها الرئيس الشهيد

1384

المشهد اليمني الأول/

لم يكن خبر استشهاد الرئيس صالح الصماد مفاجئًا أو صادمًا، كان الأمر متوقعًا مسبقًا، وكنّا على يقين بسماع خبر استشهاده في أي يوم وفي أي وقت.

شخص لا يكفّ عن زيارة الجبهات وخطوط التماس المشتعلة لزيارة المجاهدين من أفراد الجيش واللجان الشعبية لمساندتهم ورفع معنوياتهم وخدمتهم، دون الاكتراث لكل المخاطر المحدّقة في مقدمة خطوط النار من قصف وغيرها، شخص مثل هذا كان متوقع ومعلوم لدى الجميع أنه سيرتقي شهيدًا في يوم من الأيام.

زار جبهات الحدود، وتوغل في جبهات الداخل السعودي وبقية جبهات القتال لملاقاة أقرانه ورفقائه، لم يعترف بمنصب ولا بمكانة سياسية تقف حائلًا بينه وبين الأبطال المرابطين أو تزيده عنهم، “والله ليست دماؤنا أعز من دمائكم، ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم”، يقول الشهيد الرئيس للمجاهدين.

لم يستشهد وهو مستلقٍ على سريره المخملي داخل قصره المترف، ولا في منتجعات وفنادق السبعة نجوم، ولا أثناء هروبه من مواجهة العدو، بل استشهد وهو يقوم بواجبه الوطني في مدينة تحفها المخاطر من كل جانب وتتعالى أصوات الغارات والانفجارات وكل شيء متحرك فيها هو هدف عسكري..

كان بإمكانه البقاء في صنعاء الآمنة، في القصر الجمهوري، أو في أي مكان مترف وبعيد عن الخطر، ويلوذ بنفسه من كل هذه المخاطر. لكنه أبى إلا أن يموت موتة الشرفاء، وأن تكون خاتمته عظيمة مشرفة؛ نتمنى جميعا ان نحظى بها وهل هناك شرف أعظم رفعة من أن ترتقي روحك وتنال الشهادة بصواريخ أقذر عدو تاريخي لهذا البلد!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: محمد العمدي

https://youtu.be/4nBDOGgDCN8

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا