المشهد اليمني الأول/
في العشرين من إبريل من العام 2015إرتكبت طائرات الحقد السلولية السعودية واحدة من أبشع الجرائم والمذابح البشرية الأكثر وحشية ، مجزرة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ، مذبحة تقشعر الأبدان من هولها وفداحتها ، بكل حقد وغل وإجرام ألقت طائرات العدوان قنبلة فراغية محرمة دوليا على حي فج عطان بالعاصمة صنعاء ، أحدثت زلزالا مدمرا أتى على مساحة جغرافية واسعة حيث تحكي المشاهد التي وثقتها عدسات الكاميرات ما لا يمكن وصفه ، وما تشيب من هوله الرؤوس ، مشاهد لدمار يفوق الوصف ، ولضحايا بالمئات سقطوا شهداء وجرحى في مختلف أحياء فج عطان ، منازل إحترقت بأهلها ، وأخرى دمرت على رؤوس ساكنيها ، حتى الصخور حولها الانفجار العنيف الذي ضرب جبل عطان إلى أدوات للقتل والدمار والخراب ، الكل في حالة ذهول ، الرعب سيطر على المكان ، لم يكن من المتوقع أن تصل الوحشية اليهودية السعودية إلى هذا الحد الذي تطلق فيه هذه القنبلة المدمرة المحرمة دوليا على الأحياء السكنية بالعاصمة صنعاء ، كون النتائج التي ستخلفها ستكون كارثية فوق حدود التخيل .
البعض ظنه زلزالا مدمرا ، والبعض الآخر ظن بأن القيامة قامت ، والبعض ظن بأن مخازن الصواريخ المزعومة التي تروج لها فضائيات العدوان قد انفجرت ، ومن شاهدوا لحظة القصف وانفجار القنبلة شعروا بالصعقة ، ومنهم من لا يزالون يرتادون عيادات ومستشفيات الطب النفسي والعصبي بعد أن أرعبهم المشهد ولم يقدروا على استيعابه ، السيارات والمركبات تحولت إلى أكوام من الحديد المنصهر ، أعداد هائلة دفنت تحت التراب والأحجار التي تساقطت من الجبل وكأنها قنابل عنقودية ، إحداها وصل إلى أمام مركز العزاني التجاري بشارع صنعاء تعز ، ولكم أن تتخيلوا حجم هذه الصخرة الكبيرة والمسافة التي قطعتها لتدركوا حجم القوة التدميرية لهذه القنبلة الأمريكية التي أطلقت على عطان قبل ثلاثة أعوام .
ثلاثة أعوام مضت على مجزرة فج عطان المروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وما تزال شواهدها وآثارها ماثلة للعيان ، وما يزال معها الحزن مخيما لدى أهالي وأقارب الضحايا الذين سقطوا فيها ، يتذكرون ماحصل بمرارة ، ويتساءلون بكل وجع بأي ذنب قتل أهلهم وذويهم ؟! وأين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية من مجزرة فج عطان ؟! يذهبون خلف أكاذيب السلاح الكيماوي في سوريا ، ويحجمون عن إدانة مجزرة فج عطان والتي تكفي مشاهد القتل والخراب والدمار التي خلفتها لأن يتحرك العالم بأسره للإنتقام من آل سعود ومحاكمتهم العلنية عليها ، ولكنها المصالح المادية التي تتحكم في مواقف هذه المنظمات والهيئات والجمعيات والأنظمة من تدفعها للتعامي عن جرائم ومذابح العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا ، قبل أن تبصر وهي تتعاطى مع إطلاق القوة الصاروخية اليمنية الصواريخ البالستية التي تستهدف المنشآت الحيوية السعودية والتي لم ولن تطال المدنيين مطلقا ، وكأن الأرواح والدماء اليمنية لاقيمة لها عندهم ؟!
بالمختصر المفيد مجزرة فج عطان ستظل الأكثر بشاعة وإجراما في مسلسل الجرائم والمذابح التي إرتكبها العدوان على الإطلاق ، حيث كشفت النزعة الإجرامية الوحشية لآل سعود ، والتي بلغت ذروتها بإستخدام هذا النوع من القنابل المحرمة دوليا والتي كانت تهدف إلى تدمير العاصمة صنعاء وإبادة كل من فيها ، وفي الذكرى الثالثة لهذه الجريمة البشعة ، أتمنى على الإخوة في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ تسليم نسخة من الفيلم التسجيلي الخاص بتلكم المجزرة خاصة ، ومعها بقية المجازر والمذابح التي ارتكبتها طائرات العدوان للمبعوث الأممي مارتن غريفيت وتزويد مختلف الفضائيات والمواقع الإخبارية الإلكترونية الأجنبية والعربية ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي المتعاطفين مع اليمن بنسخة من هذا الفيلم ليطلع العالم على الهمجية والإجرام الخماسي السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمنيين لأكثر من ثلاث سنوات دون توقف ، لا يجب أن نستسلم للإنحياز العالمي لصف العدوان والتحامل الدولي ضد بلادنا ، صحيح السعودية تضخ المليارات لشراء الذمم وكسب الولاءات وإسكات الهيئات والمنظمات عن التطرق لمذابحها ومجازرها في اليمن ، ولكن لا يعني ذلك أن نيأس ، فعلينا مواصلة الصمود وفضح جرائم ومذابح ومجازر العدوان وإطلاع العالم عليها ليعرفوا حقيقة هذا التحالف الإجرامي وحجم المظلومية اليمنية التي لا مثيل لها في عصرنا الراهن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم – عبدالفتاح علي البنوس