المشهد اليمني الأول| متابعات
شهدت مناطق تعز تصعيداً في حدة المواجهات العسكرية في الأيام القليلة الماضية، تمكن في خلالها الجيش و«اللجان الشعبية» من إحراز تقدمٍ كبير في الجبهة الجنوبية من المحافظة المحاذية للحج الجنوبية، الأمر الذي يزيد من قلق التحالف السعودي من اقتراب الطرف الآخر أكثر فأكثر من قاعدة العند العسكرية.
في هذا الوقت، وبعد مغادرة الوفود اليمنية العاصمة الكويتية إثر تأجيل المشاورات، أعلن التحالف السعودي اعتراض صاروخ بالستي أطلق صباح أمس من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة أبها جنوبي السعودية، وهو الصاروخ الرابع الذي ينطلق من اليمن، منذ إعلان التهدئة وبدء المفاوضات.
واحتدمت المواجهات المسلحةن جنوبها، بهدف تخفيف الضغط العسكري الذي فرضته قوات الجيش و«اللجان الشعبية» عليها في محيط «اللواء 35 مدرع» الموالي للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي أواخر الأسبوع الماضي. وتزامن احتدام المواجهات مع سقوط المواقع الأمامية لمقر اللواء غربي تعز بعد مواجهات استمرت لثلاثة أيام، بالإضافة إلى سيطرة قوات الجيش و«اللجان» على عدد من مواقع عسكرية شرقي هذا اللواء.
وبعدما تراجعت المواجهات المسلحة الأسبوع الماضي في جبهات حيفان واحتدمت في القبيطة وكرش، تجددت المواجهات في خلال اليومين الماضيين في منطقة بني علي في مديرية حيفان بعد محاولات «التحالف» إدخال تعزيزات عسكرية إلى القوات الموالية له عبر خط يربط عدن بحيفان.
واتسعت المواجهات إلى منطقة الجب ونجد السلف وجبل السويدة ورام، حيث تمكن الجيش و«اللجان» من السيطرة على موقع ظبي العسكري الذي تتمركز فيه قوات موالية لهادي، كذلك أحكمت السيطرة على أحد أهمّ المحاور العسكرية التابعة للطرف الآخر وعلى إحدى القرى، وعدد من التلال المحيطة بمواقع عسكرية تابعة لتلك القوات.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إن المواجهات عنيفة، وإن الجيش و«اللجان الشعبية» حققوا تقدماً ملموساً باتجاه موقع المنظرة العسكري المطلّ على الطريق العام الذي يربط حيفان بمدينة عدن (جنوباً)، والذي تتخده القوات المواليه لهادي خط إمداد لها.
وفيما نفى مصدر عسكري أنباء سيطرة القوات الموالية لهادي على جبل جالس، دارت مواجهات بين الجيش و«اللجان الشعبية» والقوات الموالية لهادي القادمة من عدن في جبهة في جبل ذي عهده في لحج بخلال اليومين الماضيين. وامتدت تلك المواجهات التي استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة إلى جبل الصيبارة الواقع في أطراف مديرية الوازعية، واتسعت إلى جبهة الظهورة وجبال النجج والمشاولة في المديرية نفسها.
وفي هذا الوقت، أثار تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» على الحدود الشرقية لمديرية طور الباحة وسيطرته على مواقع متقدمة في مديرية القبيطة، حفيظة السلطات المحلية الموالية لهادي التي دعت قواتها في قاعدة العند العسكرية إلى الاستنفار. وطالبت قوات «التحالف» الموجودة في عدن ولحج بسرعة التدخل لإيقاف تقدم الجيش و«اللجان الشعبية».
وفي السياق، كثف طيران التحالف خلال الايام الماضية غارته على منطقة الشقب الواقعة في منطقة صبر الموادم، ومحيط «اللواء 35 مدرع» الذي يقوده العميد صادق سرحان رئيس المجلس العسكري الموالي للتحالف، كذلك طاولت تلك الغارات جبل جالس الاستراتيجي في مديرية القبيطة وجبل اليأس الذي يطل مباشرة على معسكر قاعدة العند، في محاولة منها لإسناد القوات الموالية لهادي في استعادة الجبل الذي سقط منتصف الشهر الماضي تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية».
وفيما قللت السلطات المحلية في محافظة لحج من خطر تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» على قاعدة العند، قائلةً إنها «لا تزال بعيدة عن أي هجوم محتمل من قبل قوات الجيش واللجان»، أكدت مصادر محلية في مديرية كرش في لحج، أن المواجهات العنيفة الجارية في جبهات القبيطة والتي استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة أجبرت المئات من الأسر على مغادرة قراها ومنازلها إلى مخيمات الإيواء في منطقة عقان في لحج.
إلى ذلك، تشهد جبهات ذوباب وباب المندب هدوءاً حذراً منذ أيام بعد تعرض معسكر العمري لغارات مكثفة من قبل طيران «التحالف» مطلع الأسبوع الماضي.
رشيد الحداد ــ جريدة الأخبار