المشهد اليمني الأول/
أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» إلى أن الدولة السورية، مرة جديدة، تُتهم زوراً وبهتاناً «باستخدام» الأسلحة الكيمائية، ولكن هذه المرة في دوما، آخر معاقل الإرهابيين في الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الرئيسة في الغرب اعتمدت في الحصول على «معلومات» حول «الهجوم» المزعوم على «جيش الإسلام» الإرهابي وجماعة ما يسمى «الخوذ البيضاء» الإرهابية.
وقال المقال: دعونا أولاً نتحدث عما يسمى «جيش الإسلام»، إذ كيف يمكن لفصيل إرهابي ينشر علانية صوراً عن نساء قام باستخدامهن دروعاً بشرية في الوقت الذي أمطر فيه العاصمة دمشق بآلاف القذائف أن يكون «مصدراً موثوقاً للمعلومات»؟! وكيف يمكن لهذه التقارير الإعلامية نفسها أن تستند إلى أقاويل صادرة عن فصيل إرهابي متزعمه كان قد أثنى على الإرهابي أسامة بن لادن وهو المسؤول عن هجمات 11 أيلول الإرهابية؟ ولماذا يمكن للإرهابيين ارتكاب هذه الفظائع الأخيرة بعيداًعن حسابات الصحافة الغربية؟!
وأكد المقال أن «جيش الإسلام» هو فصيل إرهابي متطرف لا يتورع عن استخدام المدنيين دروعاً بشرية، واحتمال أن يكون مسؤولاً عن هذا «الهجوم الكيميائي» الأخير احتمال قائم بشدة وخاصة أن الباحثة في جامعة أكسفورد شارمين نارواني، التي كانت موجودة في الغوطة الشرقية الشهر الماضي، أكدت أن الجيش العربي السوري حرر المزارع الواقعة بين بلدة الشيفونية ودوما واكتشف خلال ذلك مختبراً كيميائياً مجهزاً بشكل جيد يديره إرهابيون مدعومون من السعودية.
وأضاف المقال: المصدر الثاني «للمعلومات» الذي استخدمته وسائل الإعلام الغربية هو جماعة ما يعرف بـ«الخوذ البيضاء» الإرهابية ولن نخوض في تفاصيل كونها مصدراً غير موثوق به، ومع ذلك، لا بد من التساؤل عن سبب عمل «الخوذ البيضاء» التي تزعم أنها «محايدة» فقط في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية على شاكلة «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»؟، أو لماذا يقوم أعضاؤها في كثير من الأحيان بتغيير زيهم بين الخوذة البيضاء والزي العسكري؟ إن هذا يقودنا إلى استنتاج رهيب هو أن الإعلام الغربي يعتمد على تنظيمين متوافقين إيديولوجياً مع «القاعدة» الإرهابي كمصدر وحيد لمعلوماته.
وتساءل المقال: لماذا يلجأ الجيش العربي السوري الذي قام خلال شهر ونيف بتحرير أكثر من 90٪ من الغوطة الشرقية من الإرهابيين «باستخدام» الأسلحة الكيميائية ومجريات الميدان لمصلحته؟ لايمكن أن يحدث ذلك.
وأكد المقال أن خطوة كهذه لا يمكن أن تتخذها الحكومة السورية وخاصة بعد مرور أيام فقط من إعلان ترامب أنه يريد سحب قواته من سورية، أضف إلى ذلك أن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تم تدميرها بالكامل بحلول عام 2013.
ولفت المقال إلى أن من المعروف أن الولايات المتحدة ضمنياً لاتريد أن تنسحب من سورية، وحادث كهذا يوفر الذريعة المناسبة لواشنطن للبقاء فيها، وقال: إضافة إلى ذلك، يجب علينا أيضاً أن نتساءل: لماذا يبدو أن هذه الهجمات تقتل دائماً النساء والأطفال وليس الإرهابيين؟
وتابع المقال: الجيش العربي السوري يتخذ دائماً كل الاحتياطات كي لا يسقط أي مدني ضحية لعملياته التي ينفذها ضد الإرهابيين، لدرجة أن الحكومة السورية لعدة أسابيع حاولت التوصل إلى حل سلمي فيما يخص إرهابيي دوما تماماً مثلما حصل مع أمثالهم في حرستا وأجزاء أخرى من الغوطة الشرقية، كما لا يمكننا أن ننسى أن الحكومتين السورية والروسية أكدتا في الآونة الأخيرة أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية كانوا يعدون لهجوم كيميائي، لذلك، قبل أن يتم توجيه أصابع الاتهام للدولة السورية يجب على الحكومات الغربية ووسائل الإعلام الموالية لها انتظار إجراء التحقيقات.