المشهد اليمني الأول/
في خضم الإشارة إلى حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن قرب إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لفتت مجلة «ناشونال انترست»، إلى أن الولايات المتحدة معنية بـ«إنهاء ثلاث حروب» في كل من سوريا واليمن وأفغانستان.
وشددت «ناشونال انترست»، على أنه «ثمة ثلاث حروب، يتعين على إدارة ترامب أن تفكر بجدية في تقليص حجم المشاركة فيها، أو حتى إنهائها».
وفي ما يخص حرب اليمن، فقد شرحت المجلة أن الولايات المتحدة، منذ البدء، اضطلعت بدور «محطة الوقود» لقوات «التحالف»، الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في ذلك البلد، مضيفة أن تلك الحرب «دخلت (مرحلة) أسوأ»، على نحو رتب تداعيات سلبية على الدولة اليمنية التي «أصبحت بدورها كياناً قومياً، وفق المفهوم الأكثر ضيقاً للكلمة»، حيث تم تدمير نصف المستشفيات على الأقل، في حين يقف قرابة سبعة ملايين يمني على حافة المجاعة.
وأضافت المجلة أن «الغموض لطالما أحاط بالأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة إلى دس أنفها في هذا الصراع الداخلي»، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة نظرت إلى مسألة دعم «التحالف»، كنوع من «التعويض» للرياض، عن الإتفاقية النووية الموقعة مع إيران.
وذهبت «ناشونال انترست» إلى أن «سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ستستمر كما هي، بمعزل عن الطرف المسلح الذي سيتسيد في صنعاء» في أي وقت مقبل، موضحة أن الترحيب بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في واشنطن، «ليس سبباً جيداً بما فيه الكفاية، من أجل تشويه المكانة الأخلاقية لأمريكا، عن طريق الانجرار إلى حضيض الكارثة الإنسانية» الحاصلة في اليمن.
وعلى الساحة السورية، وإثر تصريحات ترامب حول سحب قواته من هناك، مع انتهاء المعارك ضد تنظيم «داعش»، لفتت المجلة إلى أنه «يتوجب على الرئيس، أن يخطو خطوة كبيرة إضافية»، موضحة أن «الحل للتصدعات السياسية في سوريا، إنما هو في أيدي السوريين، والدول المجاورة، وليس في أيدي قوة أجنبية، مثل الولايات المتحدة».
أما في أفغانستان، و على الرغم من مرور ثمانية أشهر على إعلان الرئيس الأمريكي عن الإستراتيجية الجديدة هناك، والتي تضمنت تخصيص موارد إضافية، ووضع جدول زمني محدد على نحو أدق، ما زالت الحرب تراوح مكانها، كما كانت عليه الحال قبل أن تزج واشنطن بأكثر من 3 آلاف جندي إضافي في ذلك البلد، وفق الإستراتيجية المشار إليها.