المشهد اليمني الأول/ رشيد الحداد – العربي
تخوض القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والقوات الموالية لحركة «أنصار الله» مواجهات عنيفة للعام الثالث على التوالي في جبهات نهم، إلا أن التباب التي سيطرت عليها قوات هادي خلال عام سرعان ما آلت للسقوط.
وأعلنت القوات الموالية لهادي، أمس، إحراز تقدم كبير شرق العاصمة، وأكدت أنها أصبحت على مقربة من العاصمة. ووفقاً للناطق الرسمي للمنطقة العسكرية السابعة، العقيد عبدالله الشندقيان، فإن مديريات أرحب وبني حشيش وبني الحارث، وصولاً إلى المواقع في جبل نقم شرق العاصمة، ومعسكرات الجميمة وبيت دهرة وقاعدة الصمع التي تشرف على مطار صنعاء أصبحت تحت رحمة قذائف القوات المواليه لهادي، وأعاد ذلك إلى تحقيق القوات تقدم في جبلي الصخر والأحمر، وسلسلة جبال جرشب الأسبوع الماضي.
ماذا حدث في صرواح؟
الإنتصارات التي لم يباركها الجنرال علي محسن الأحمر، ولم يشيد بها هادي نظراً للشكوك التي تدور حولها، قوبلت بتمكن قوات الجيش و«أنصار الله» من إعادة المواجهات العسكرية في صراوح غرب محافظة مأرب إلى المربع الأول، وأسقطت بالفعل اللواء 81 الموالى لحكومة هادي، واستعادة السيطرة على عدد من التباب الاستراتيجية في صرواح ومنها التبة الحمراء وتبة مطار صرواح المطلة على معسكر كوفل أحد أكبر معسكرات مأرب التي تسيطر عليها قوات هادي منذ عام 2016.
مصادر في القوات الموالية لهادي اتهمت قيادة جيش هادي ببيع اللواء 81 في صرواح، وأشارت إلى أن اللواء أرسلت عشرات الرسائل والإشارات لقيادة «التحالف» في مأرب مطالباً بتعزيزات عسكرية وإسناد جوي كثيف على مدى الأيام التي سبقت الهجوم الذي قامت به القوات الموالية لـ«أنصار الله»، والذي انتهى بمقتل العشرات من ضباط وجنود اللواء والسيطرة عليه.
وبعد سقوط أهم مواقع صرواح صعدت القوات الموالية لهادي مواجهاتها في نهم خلال الأيام القليلة الماضية، وحاولت إحراز تقدم إلا أنها بالغت كثيراً في إنجازاتها على الأرض كما أكد مصدر عسكري في صنعاء.
وقال المصدر لـ«العربي» إن قوات الجيش و«أنصار الله» تصدت لعملية زحف مسنودة جواً من قبل طيران «التحالف» الجمعة الماضية، استمرت ست ساعات وانتهت بدون نتائج. ووفقاً للمصدر فإن قوات هادي حاولت السيطرة على منطقتي القتب والمدفون، التي سقطت تحت سيطرة القوات الموالية لـ«أنصار الله» مطلع إبريل الجاري، بالإضافة إلى استعادة منطقة الحول ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة قوات هادي.
نكسة مارس
تلك الاستماتة التي تبديها قوات هادي في عدد من جبهات نهم في الآونة الأخيرة، جاءت بعد أن فقدت أكثر من 60% من المناطق التي سبق أن سيطرت عليها خلال العامين الماضيين في مارس الماضي.
وعلى الرغم من أن نهم شهدت خلال الربع الأخير أكبر تصعيد عسكري من قبل القوات الموالية لهادي مسنودة بطيران «التحالف»، إلا أنها فقدت معظم المكاسب التي حققتها على الأرض منذ بدأ الحرب في شهر واحد.
وبعد تخطيط عسكري دقيق، انتقلت القوات الموالية لـ«أنصار الله» من موقع الدفاع إلى الهجوم النوعي والمباغت خلال الشهر الماضي، ونفذت عملية عسكرية واسعة استمرت أكثر من عشرين يوماً. مصدر عسكري في صنعاء أكد لـ«العربي» أن العملية نفذت من ثلاثة محاور، المحور الأول تمكنت فيه من استعادة سلسلة جبال يام شمال شرق العاصمة، وبدأ الهجوم المباغت على القوات الموالية لهادي من محور الجرشب وامتد إلى شمال سلسلة الانصاب وتمددت باتجاه جبال رياعين ومنه قطعت امدادات القوات الموالية لهادي في جبل حلبان ودوة، ووصلت قوات «أنصار الله» إلى منطقة غول ساحب، ومنه استطاعت السيطرة على جبل عدن والتباب المحيطة به وجبل الادمغ والتباب المحيطة به.
وانطلق المحور الثاني في عمليات مارس من سلسلة مواقع السود وتمددت تلك باتجاه سلسلة جبال الأنصب وجبل الحصين وتم السيطرة عليها.
والمحور الثالث انطلق من قبل سلسلة جبال يام وتمكنت قوات «أنصار الله» من التقدم والسيطرة على مواقع القوات الموالية لهادي في سلسلة جبال البياض وتمددت حتى مواقع عياش والتباب المحيطة بها، وانتهت العملية باستعادة كامل سلسلة جبال يام الاستراتيجية التي تشرف على مفرق الجوف، ولم تتوقف تلك العملية التي استعادت من خلالها القوات ما خسرته منذ عام، حيث تواصلت لتسيطر على سلسلة جبال عيدة الشرقية والغربية والمنصاع.
ووفقاً لمصادر عسكرية في صنعاء فإن العمليات النوعية والإغارة المباغتة انتهت بمقتل العشرات من الجنود والقيادات العسكرية الموالية لهادي والمنتمية معظمها لحزب «الإصلاح».