المشهد اليمني الأول/

أشار مقال نشره موقع «آسيا تايمز» إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سورية قريباً أطلق صافرة الإنذار داخل الجيش الأمريكي ووسائل الإعلام الرئيسة ومؤسسات الأبحاث، وكذلك بين الحلفاء الذين يريدون من واشنطن الحفاظ على وجودها العسكري غير الشرعي في سورية، إذ قال ولي عهد النظام السعودي، محمد ابن سلمان: «إن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل» ويشاركه الحلفاء الإسرائيليون والأوروبيون دعوته القذرة هذه.

ورأى المقال أن هناك أسباباً منطقية تدفع ترامب للانسحاب من سورية، بداية مع الدين العام الأمريكي الذي يتجاوز حاجز عشرين تريليون دولار، والمخاطر التي تهدد الدولار الأمريكي كعملة ورقية تعتمد فقط على الضمان من الحكومة على حين لا تعتمد على أي غطاء كالذهب أو الفضة أو على أي من الاحتياطيات النقدية، إضافة إلى البنية التحتية المتداعية في الولايات المتحدة والتي تحتاج إلى إصلاح شامل، فضلاً عن إنفاق خمسة تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب على الحروب ضد العراق وأفغانستان وحدهما، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 12 تريليون دولار بحلول عام 2053، إضافة إلى أن أكثر من أربعين ألفاً من المحاربين القدامى هم مشردون وبحاجة إلى علاج من الإصابات التي طالتهم في حروب «تغيير الأنظمة» في الشرق الأوسط.

وقال المقال: إن الوجود الأمريكي الحالي في سورية يتركز في الشمال الشرقي، حيث حقول النفط التي تشكّل 90٪ من إنتاج النفط السوري قبل بداية الأزمة، ولكن، وفقاً لبعض المحللين، فإن قيمة عائدات النفط في تلك المنطقة متواضعة جداً، على حين أن ما سمّوه «الغنيمة» الكبرى تقع في مكان آخر، وهو الجولان السوري المحتل.

ولفت المقال إلى أن شركة التنقيب عن النفط المسمّاة «أفق» التابعة لشركة «جيني إنرجي» الأمريكية العاملة في مجال الطاقة كانت قد اكتشفت كميات ضخمة من النفط في الجولان المحتل تقدر بمليارات من براميل النفط، وتمكنت «جيني إنرجي» التي تضم مجلساً استشارياً يعج بمسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية الاتحادية من الحصول على «تراخيص» الاستكشاف على الرغم من أن الحفر قد يلوث ريف الجولان ومصادر المياه، ولكن أكبر المشاكل تدور عدم أحقية «إسرائيل» بمنح التراخيص وإن احتلالها أجزاء من الجولان هو انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وخرق متجدد لقرارات الشرعية الدولية المطالبة لـ«إسرائيل» بإنهاء احتلالها للجولان السوري.

وأضاف المقال: إن الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في سورية من شأنه أن يسهل ضم «إسرائيل» للجولان المحتل ويسمح لشركات الطاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية باستغلال احتياطيات النفط في المنطقة هناك.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا