المشهد اليمني الأول/
أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسرش» إلى أنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية سلمت وسائل الإعلام العالمية «بصحة» الادعاءات الصادرة عن الحكومة البريطانية بطريقة غير مشروعة بأن الحكومة الروسية «عملت على اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا بعامل الأعصاب السام نوفيتشوك»، على حين أن هذه الوسائل نفسها لم تأت على ذكر الدعم العام الذي قدمه مسؤولون في الحكومة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس لاغتيال العميل الأمريكي السري إدوارد سنودن في روسيا.
وأكد المقال أن انتعاش ابنة سكريبال وسلسلة من التناقضات والتغييرات الأخرى في الحادثة تضع الرواية الرسمية البريطانية موضع شك، وخاصة أن هذه الرواية تتناسب مع وابل من الدعاية المعادية لروسيا الصادرة عن الحكومتين الأمريكية والبريطانية ومنظومات الاستخبارات العسكرية لتبرير المزيد من التحركات العدوانية ضد روسيا التي تنفي أي تورط لها في القضية المذكورة.
وقال المقال: الأكثر خطورة من التهديدات الموجهة ضد سنودن هي الاغتيالات اليومية التي تقوم بها الحكومة الاتحادية الأمريكية. وبحكم التعريف، فالاغتيال هو القتل بدوافع سياسية، والقتل المتعمد لفرد ما أو أكثر من دون أي إجراءات قضائية محايدة تتضمن حق الدفاع عن النفس، وأضاف: ويتم إيواء القتلة العاملين لدى حكومة الولايات المتحدة في مبنى حكومي ويتم تزويدهم بقوائم القتل أسبوعياً، لتنفيذ عمليات القتل بوساطة «طائرات من دون طيار»، ففي عهد إدارة أوباما السابقة، تم تنفيذ 563 عملية اغتيال في اليمن والصومال وباكستان وغيرها من البلدان وفق قوائم القتل التي قدمها أوباما ودائرة مستشاريه.
وتابع المقال: تم إدراج المئات من الأفراد على هذه القوائم التي لا تزال تُعد حتى اليوم، هذا فضلاً عن الأفراد الآخرين الذين يذهبون ضحية لعمليات القتل المستهدف، وعلى الرغم من أن الأفراد المستهدفين يُشار إليهم على أنهم «إرهابيون»، فإن العديد منهم هم ببساطة أعضاء في جماعات المقاومة أو معارضون سلميون للاحتلالات العسكرية الأمريكية لبلدانهم، ولم تقم أي محكمة بإصدار قرارات بتجريمهم.
ورأى المقال أنه يجب تأكيد أنه لا يوجد شيء سري حول برنامج الاغتيال الحكومي الأمريكي ولا يوجد أي شيء سري حول الحماس لاغتيال إدوارد سنودن، حيث يتم التحدث عن هذه الأمور علانية وبموافقة أعضاء الكونغرس الأمريكي والمسؤولين العسكريين والاستخباراتيين. ومن المفارقات أن هؤلاء المسؤولين أنفسهم يتظاهرون بالغضب من أن روسيا التي تنفي أي تورط لها قد «اغتالت شخصاً واحداً».