المشهد اليمني الأول/
رأى «منتدى الأمن الأمريكي» (جاست سيكيورتي)، أن الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن والمدعومة من الولايات المتحدة، لا تقود اليمن نحو أسوأ أزمة إنسانية في العالم فحسب، بل تزيد من التهديد الإرهابي للولايات المتحدة.
وأشار المنتدى الأمريكي إلى أنه وبعد ألف يوم من الصراع، الذي جعل من 22 مليون يمني، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وثلث منهم على حافة المجاعة، وحدوث أكبر تفشٍ لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث، بعد إصابة أكثر من مليون شخص في تسعة أشهر فقط، وحيث يقتل خمسة أطفال كل يوم أما بسبب القتل، أو الجوع، أو المرض، بدأت أخيراً «إدارة ترامب» بعد عام من الدعم الأمريكي للسعودية، بالتشكيك في توجهات ذلك الصراع.
وأكد «جاست سيكيورتي» على أن إنهاء أزمة إنسانية بهذا الحجم، يعد سبباً كافياً لتكثيف الولايات المتحدة للعمل القيادي الدبلوماسي في اليمن، كما أن إنهاء علاقة ذلك البلد بالإرهاب يعد دافعاً جديداً للولايات المتحدة لإنهاء الحرب، عطفاً على كون اليمن شهد هجوم «تنظيم القاعدة»، على المدمرة الأمريكية كول في العام 2000، وحيث تدرب فيها النيجيري عمر الفاروق، الذي حاول تفجير الطائرة الأمريكية في العام 2009، كما أنه في الآونة الأخيرة شهد اليمن تواجداً متزايداً لعناصر داعش.
واعتبر المنتدى الأمريكي أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة، فشلت في تقليل تهديد الإرهاب، موضحاً إنه عندما تتضرر عناصر تنظيم «القاعدة»، فأن عناصر «داعش» تملأ الفراغ، كما رأى أن القصف الجوي المكثف الذي يشنه «التحالف» منذ مارس من العام 2015، لم يجعل الرياض أقرب إلى تحقيق أهدافها، ولم يفعل أي شيء للتخفيف من مشكلة الإرهاب.
ولفت «جاست سيكيورتي» إلى قوات «أنصار الله»، كانت من بين أشد المعارضين اليمنيين للمتطرفين السنة، تنظيمي «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، وتنظيم داعش، مبيناً أنه وفي مقابل ذلك، فإن تقارير كشفت عن وجود مقاتلين من التنظيمين الإرهابيين يعملون ويتواجدون جنباً إلى جنب مع القوات اليمنية المدعومة من السعودية، التي تواجه «أنصار الله».
وشدد المنتدى الأمريكي على أهمية أن تأخذ الولايات المتحدة العبرة من الدرس، الذي حدث لها في أفغانستان والعراق، ومؤكداً على أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو السعودية أن تقصف طريقهما إلى النصر، موضحاً أن المتطرفين يأخذون بالتكاثر في الأماكن غير الخاضعة لسيطرة الدولة، والتي تعاني من بؤس الحرب والحرمان، منوهاً إلى أنه وطالما استمرت الحرب في اليمن، فأن المدنيين سيعانون، وسيزداد التهديد الإرهابي على الولايات المتحدة، حيث أن انهيار مؤسسات الدولة، مكّن كل من «القاعدة»، و«داعش» من تجنيد، وحتى السيطرة على الأراضي.
وأوضح «جاست سيكيورتي» أن الخسائر المدنية الناجمة عن الحملة السعودية وعلاقة الولايات المتحدة بها، تولد جيلاً من المدنيين اليمنيين الذين يرون الولايات المتحدة كعدو، مشيراً إلى أن المصالح الإنسانية الأمريكية ومكافحة الإرهاب في اليمن، تتطلبان حلاً سياسياً للصراع. وشدد على أنه ما لم يتوقف القتال، ستستمر الحالة لإنسانية، وستستمر قدرات تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» بالازدياد.
وأكد على أن «إنقاذ حياة المدنيين اليمنيين وتقليص المكاسب التي حققها تنظيمي القاعدة وداعش، يحتاج من الرئيس ترامب تأكيد دور الولايات المتحدة، القيادي في ضمان إنهاء الصراع»، موضحاً أن تلك هي الطريقة الوحيدة للحصول على الاستقرار في اليمن الذي فشلت الرياض في تحقيقه في ساحة المعركة، بحسب قوله.
وختم المنتدى الأمريكي تقريره بالتأكيد على أن قراراً جديداً من مجلس الأمن، يمكن أن يمهد الطريق لمحادثات السلام، التي عرضت سلطنة عمان استضافتها، وأنه ومع مطالبات «البيت الأبيض» الدائمة بوقف إطلاق النار، فأنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون واضحة مع حليفيها محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، في أن استمرار الغارات الجوية سيؤدي إلى تعليق المساعدات الأمريكية، ما لم فإن حرب اليمن لن يكون خطرها فقط على حياة الملايين من اليمنيين، بل أيضاً على حياة الأمريكيين.