المشهد اليمني الأول/ الوقت
يدخل العدوان على اليمن عامه الرابع، ولم يدع فيها باباً للجرم، ولا نافذة للقتل والتنكيل إلا طرقها وولج منها. جرائم تتوالى وانتهاكات تتعاقب، تتفنن فيها المملكة ومرتزقتها بإخراج مسلسلات قذرة من الانتهاكات والتجاوزات، بدؤوها بقتل النفس واغتصاب الأرض، ثم ختموها باغتصاب العرض في المناطق المحررة على طريقتهم، يواصلون عبثهم وغيّهم، ولا رادع أو رقيب من عالم واهن ورخيص، قبض ثمن سكوته وصمته بريالات النفط ودراهم الانحطاط.
فتاة اليمن، عرض اليمنيين
المرأة اليمنية، تلك العتيقة الشريفة، حاكت معاطفها خيوط الجلال، وتضرّجت من أنفاسها نسمات التاريخ، بخطا قدميها تقبّل خد الأرض، وبلمسة كفيها تمسح دموع البؤس من مآقي العابرين. بنت اليمن، أرضية العفاف، شرف القبيلة، نبع الوفاء، ومصنع الرجال، تسقط كرامتها اليوم بمخالب الأغراب، يعبر دوي ارتطامها سراديب الصمت، يلّف ظلامها سكون النفس الثكلى، وينام الضمير مخنوقاً بعبرات المتأوهين.
بنت الخوخة اليمنية، وقبلها بنات وبنات، جعل منها المرتزقة دمى تسلية، ووسادات شهوة، ورفعوا رايات الدياثة والانحطاط على ملامح مدن حرروها من أهلها، وأزقتها تكتظ بعفن الغزاة من كل عرق ولون.
تنديد رسمي وحقوقي
وزارة حقوق الإنسان اليمنية، اتحاد نساء اليمن، منظمات المجتمع المدني، علماء اليمن، وجميع المؤسسات الرسمية والخاصة والجهات الحقوقية، جميعها عبرت عن إدانتها الشديدة إزاء الجريمة البشعة بحق الفتاة اليمنية التي اغتصبت من قبل جندي سوداني بمدينة الخوخة. وأكدت أن هذه الجريمة البشعة لا تمس بعرض الفتاة وأسرتها وحدهم فقط، بل تمس أعراض اليمنيين جميعهم، الذين توحدت مطالبهم بالدفاع عن الأرض والعرض وطرد المحتل الغاصب. مؤكدة أن هذه الممارسات الإجرامية بحق النساء والأطفال بالقتل أولاً ثم بهتك الأعراض تدل على أن هذا العدو لا يملك ذرة من الدين والأخلاق. إضافة إلى إدانة الصمت المخزي للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إزاء هذه الجريمة وكل المجازر البشعة التي ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني منذ ثلاثة أعوام، داعيين جميع أطياف الشعب اليمني بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم إلى الأخذ بالثأر دفاعاً عن الأرض والعرض، باعتبار أن هذه الجريمة تمس شرف كل يمني أصيل، ولن تمر دون عقاب، مشددة على أهمية النفير العام ورفد الجبهات بالمال والرجال حتى يتم تطهير الوطن من رجس ودنس الغازي الغاصب المحتل الذي انتهك الأرض والعرض.
مسيرات رفض شعبي
فعاليات شعبية منددة شهدتها العاصمة صنعاء ومدن يمنية في مقدمها مدينة الحديدة محافظة الضحية، نددت بجريمة الاغتصاب لسيدة يمنية من قبل غاز أجنبي في ضوء دعوة اللجنة الثورية العليا لحراك شعبي واسع رداً على جريمة الغزاة، ودعت الهيئة النسائية في العاصمة صنعاء لمسيرات نسائية رفضاً وتنديداً واستنكاراً لجريمة اغتصاب ابنة المخاء من قبل أحد جنود قوات الغزو والاحتلال، فيما أصدرت الهيئة النسائية الثقافية بياناً نددت من خلاله بالجريمة النكراء، ودعت إلى النكف القبلي ثأراً لعرض اليمنيات الذي انتهك في الخوخة من قبل مرتزقة جلبتهم السعودية والإمارات لقتل اليمنيين وانتهاك أعراضهم. بيانات التنديد تعددت وتتالت فقد أصدرت وزارة حقوق الإنسان بياناً أدانت فيه الجريمة ودعت المنظمات الدولية إلى إدانة ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وانتهاك أعراض من قبل قوى العدوان ومرتزقته، فيما عبّرت منظمات المجتمع المدني عن استنكارها للجريمة معتبرة إياها في سياق الاذلال الذي تنتهجه قوى العدوان في المناطق التي تحتلها، وتستغل عدم وجود رقابة دولية لممارسة جرائمها. ومن المقرر أن تشهد صنعاء العاصمة وبقية محافظات الجمهورية وقفات شعبية ورسمية متتابعة منددة بالجريمة، ولتؤكد على أن خيار الدفاع عن التراب والعرض هو السلاح الأمضى في مواجهة عدوان بلغ به الانحطاط بأن يجبر الضحية بالإكراه على التنازل عن حقها في ملاحقة المعتدي والتستر على الجريمة.
الجالية السودانية تستنكر
لعل من أبرز المواقف المنددة بجريمة الخوخة اليمنية، الموقف الصادر عن الجالية السودانية في العاصمة صنعاء، والتي أكدت أن ما قام به المرتزق السوداني يخالف سجية وأخلاق الشعب السوداني المحب لليمن، والرافض للمشاركة في العدوان القائم عليه مقابل حفنة من الريالات السعودية أو الدراهم الإماراتية. وأعلنت براءتها وبراءة الشعب السوداني من المرتزق الذي ارتكب جريمة الاغتصاب بحق سيدة من أبناء منطقة الخوخة.
مسك الختام
يجمع اليمنيون اليوم على أن اليهود وراء كل جريمة، وأن هتك الأعراض والحرمات مشروع أمريكي إسرائيلي يستوجب من الجميع التصدي له بكل حزم، وأن الدفاع عن الأعراض والحرمات مسؤولية الجميع، والكل معني بمواجهة الاحتلال السعودي الأمريكي. وبغض النظر عن تذبذب المرتزقة المحليين حيث اختار العديد منهم السقوط إلى قاع الوحل بالدفاع عن المرتزقة الأجانب وقيادة قوات العدوان التي استهانت بالضحية وتسترت على المعتدي، فيما آثر البعض الآخر الصمت.
تدرك قوى العدوان بأن تفشي جرائم المرتزقة الأجانب في المناطق التي يتمكنون من احتلالها سيصعب كثيراً من عملياتهم العسكرية، وسيجعل من البيئة الشعبية تلتف أكثر فأكثر حول الجيش واللجان الشعبية وتشارك بوتيرة أكبر في القتال ضد الغازي والمحتل الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.