المشهد اليمني الأول/
منذ الخطاب الطليعي الأول الذي دشن من خلاله السيد القائد عبدالملك الحوثي ثورة شعبية، أطاحت في الـ 21 من أيلول العام 2014 بمنظومة أدوات الوصاية الحاكمة في اليمن، وصولاً إلى خطابه عشية ولوج عام رابع من الصمود اليمني، في وجه تحالف عدوان المدير التنفيذي الأمريكي لأدوات الوصاية المحلية، تحضر المرجعيات الناظمة لمواقف «أنصار الله»، قولاً وفعلاً بجلاء لا يعوز المراقب، غير الكيدي، معه كثير من الوقت لاكتشاف بطلان مزاعم تبعية الحركة لإيران وميوعة منطقها.
من السخف ـ يقول سيد الثورة ـ أن هناك من لا يزال يصدق اليوم، أن كل الأموال الطائلة والعتاد الحربي الضخم والخسائر الفادحة، التي تكبدها ويتكبدها تحالف العدوان الكوني على اليمن، هي كرمى لـ«عيون هادي»، وعلى جادة إعادته إلى رأس السلطة بوصفه رئيساً شرعياً.
في المقابل، فإن أحداً لا يمكنه الزعم بأن حربنا طيلة الثلاثة أعوام الفائتة، في مواجهة التحالف، كانت حرباً بالإنابة عن «إيران»، من دون أن يتسلح بأطنان من الصفاقة والابتذال ويقع ـ رغمها ـ فريسة سهلة لهزء مراقب يتوافر على نزر يسير من الموضوعية والعافية الذهنية.
بمنأى عن الشماتة، يشير سيد الثورة إلى الحال المزرية التي آل إليها قطيع التبعية لتحالف الغزاة والمحتلين… ها هي الـ«شرعية» تقبع بلا حيلة في حضيض سرداب «الإقامة الجبرية»، وتنهال على وجهها صفعات كبار وصغار ضباط التحالف، سعوديين وإماراتيين، فلا يضيف ذلك إلى هوانها الوافر، مزيد هوان، سوى شيوع أمرها وسفوره لعيون وأسماع السذَّج المراهنين عليها في الداخل، والمتكسبين تحت مظلتها في الخارج.
يبرق «هادي» من محبسه في الرياض لمجلس الأمن الدولي، شاكياً جبروت «مدير أمن عدن» وطغيان «الإمارات»، وتبرق صنعاء الثورة من منصة الكرامة وموقع المقتدر، بالصليات الباليستية تلو الصليات إلى مضاجع ملوك النفط في الرياض وعواصم دول العدوان.
يفتح العالم المنافق ـ مرغماً ـ قنوات تواصل دبلوماسية مع صنعاء، خاطباً تريُّثها العسكري لوجه الحوار السياسي، ويطوي «ملك الحزم والعزم والظفرات»، أقطار الأرض شاحذاً بالمليارات ملوكها ورؤساءها النجدة والعون والحماية وفق التوصيف الأممي.
تتشظى حظيرة التحالف الكوني إلى عشرات الحظائر المحتربة، على وقع إخفاقاته العسكرية والسياسية، وتحتشد جماهير شعبنا الشريف بالملايين، مجددةً رفضها القاطع لمشاريع الوصاية والهيمنة الأجنبية، واستمرارها في مواجهة تحالف عدوانها العسكري، واصطفافها خلف قيادتها الثورية والوطنية الموحدة المتماسكة المعبرة عن آلام وآمال الشعب، جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، بالقول والفعل… ذات القيادة التي تصفها دبلوماسية العدوان بـ«أقلية معزولة لا تتجاوز 2% من تعداد اليمنيين»!
«نحن أصحاب القرار في صنعاء»، يقول الرئيس صالح الصماد، ويصرخ كبار العملاء والمرتزقة «لقد وقعنا ضحايا لاحتلال خولناه لتحريرنا وهتفنا له كمنقذ، وأصبحنا لا نملك دفعاً له ولا فكاكاً من أكباله…».
وإذ يدشن الرئيس الصماد مشيعاً بملايين شعبنا المحتشدة في «سبعين العاصمة صنعاء»، مرحلة «يد تبني وأخرى تحمل السلاح»، يستصرخ مرتزقة الشتات شارعهم المحلي الافتراضي، للخروج في مظاهرات ضاغطة على التحالف، ومطالبة بـ«الكشف عن مصير الرئيس هادي»، دمية الشرعية الكبرى، فلا يحتشد لصراخهم أحد، مذمومين في كل صوب.
طوبى لـ«تبعية المجوس» ـ إذن ـ إن كان «سبعين صنعاء الصمود والتحدي» بعض ثمارها، وتعساً وسحقاً لـ«حرية عربان السنة وأسودها» التي تفصل جلود الرؤساء «أوراق تواليت» لأفخاذ «طويل العمر»!
بقلم/ صلاح الدكاك