المشهد اليمني الأول/

سلَّطت مجلة «فورين بوليسي» الضوء على تزايد الاعتراضات على حرب اليمن داخل الكونغرس الأمريكي، فأشارت إلى «نفاد صبر» المشرعين الأمريكيين «المحبطين»، إزاء «الحملة الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين، وساعدت في إذكاء إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم»، واستمرار الإدارة الأمريكية في «تقديم الذرائع والمبررات نفسها»، التي ساقتها الإدارة السابقة، من أجل مواصلة دعم «التحالف» في اليمن.

وذكرت المجلة أن «الجهود المكثفة» التي بذلها البيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي، وهي كناية عن «إحاطة سرية»، وسلسلة من «المناشدات المباشرة» من قبل وزير الدفاع جيمس ماتيس، إلى جانب مجموعة من «الاتصالات الهاتفية» التي أجرتها مؤسسة الرئاسة مع أعضاء المؤسسة التشريعية، ساعدت في إلحاق الهزيمة بمشروع قرار «لي- ساندرز»، الذي هدف إلى وقف دعم الولايات المتحدة لـ«التحالف»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن. ومع أن أداء الإدارة الأمريكية «كان كافياً من أجل تفادي حصيلة تصويت محرجة، من الناحية السياسية، داخل الكونغرس»، فإن «مشاكل الرياض في مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) لم تشارف على الانتهاء بعد».

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن «المملكة العربية السعودية ربما تكون قد تفادت الرصاصة الموجهة ضدها» في الكونغرس، في إشارة إلى سقوط مشروع قرار «لي- ساندرز»، إلا أن «المناخ السياسي داخل المؤسسة التشريعية يتحرك في اتجاه عدائي إزاء المملكة»، لا سيما وأن عدداً من أعضائها ممن صوتوا ضد مشروع القرار المذكور، وجهوا «انتقادات لاذعة» للرياض بسبب إخفاق «التحالف» في فعل المزيد من أجل وقف حرب اليمن، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى هناك بصورة تامة، ومفتوحة.

وأردفت «فورين بوليسي» أن احتمال عرض مشروع قرار آخر، يكون «أكثر اعتدالاً»، ويعمل على «تقييد التفويض المطلق» الممنوح من الولايات المتحدة، لحليفتها الخليجية، يبقى قائماً، ومطروحاً على الطاولة، من بينها مشروع قرار يعمل عليه السيناتور الجمهوري تويد يونغ، والسيناتور الديمقراطية جاين شاهين، ومن المقرر عرضه على لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الشهر المقبل. ومع الإشارة إلى انتقادات موجهة ضد مشروع قرار «يونغ- شاهين»، بدعوى كونه «أقل طموحاً» من المشروع السابق، نقلت المجلة عن مساعد أحد أعضاء مجلس الشيوخ قوله إن المشروع المزمع عرضه على التصويت في الفترة المقبلة «سيخلق ضغوطاً على السعوديين ليست موجود في الوقت الحالي».

كذلك، شرحت المجلة أن مؤيدي المشروع المذكور يرون أن لديه «فرصاً أفضل» للحصول على دعم وتأييد أعضاء مجلس الشيوخ، من الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي»، من بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، الذي عارض مشروع «لي-ساندرز»، مع تقديمه وعوداً بعقد جلسة استماع حول اليمن الشهر المقبل.

واعتبرت «فورين بوليسي» أن عرض أربعة مقترحات قوانين داخل الكونغرس، في ما يخص العلاقات الأمريكية السعودية، على مدى السنوات الثلاث الماضية، وتمرير إحداها، الذي بات يعرف بقانون «جاستا»، إنما «يشير إلى وجود استياء عميق، ومتزايد من المملكة العربية السعودية» في أوساط أعضائه. وفي هذا الإطار، أوضح سكوت بول، وهو كبير مستشاري السياسة الإنسانية في فرع منظمة «أوكسفام» داخل الولايات المتحدة، أن «درجة الحرارة (في الكونغرس) آخذة في الارتفاع، وذلك وفق مسار (تصاعدي) شهدته الأعوام الثلاثة الماضية».

هذا، وتوقفت «فورين بوليسي» عند الهجمات الصاروخية الأخيرة التي طاولت أراضي المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى مخاوف من إمكانية استخدام الرياض لتلك الهجمات كـ«ذريعة لتكثيف الحرب» في اليمن. وفي هذا السياق، قالت سماح حديد، وهي ناشطة حقوقية في «منظمة العفو الدولية»، إنه «لا يجب استخدام هذه الهجمات غير القانونية، كذريعة من جانب التحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، من أجل ضرب المدنيين من دون تمييز، أو مفاقمة الأوضاع الإنسانية» في ذلك البلد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا