المشهد اليمني الأول/
وصف مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن سايمون هندرسون، السياسة الخارجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالمتهورة، مبينا أن تصريحاته مع وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة تكشف ضعف المملكة.
واستدل هندرسون في مقال نشر له على موقع “معهد واسنطن لسياسة الشرق الأدني”، بمقابلة ولي العهد السعودي مع توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز، نوفمبر الماضي عندما شرح أن المرشد الأعلى الإيراني “يريد التوسع عبر إنشاء مشروع خاص به في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير مشروع هتلر التوسعي في عصره”، مضيفا: “لم تدرك العديد من الدول حول العالم وفي أوروبا مدى خطورة هتلر حتى حدث ما حدث. لا أريد أن أرى نفس الأحداث تتكرر في الشرق الأوسط”.
وقال هندرسون إن هذه التصريحات هي نسخة مما قاله ابن سلمان في برنامج 60 دقيقة على شبكة سي بي إس، والتي تعبر عن طريقة تفكيره القائمة على أن إيران الشيعية تشكّل خطراً على العالم الإسلامي السنّي بقيادة السعودية.
ونوه هندرسون إلى أن هذا التصريح “مؤلم” فهو يعني في الأساس أن الولايات المتحدة لم تفهم حقاً الخطر الذي شكّله هتلر – وربما لا تقدّر اليوم أيضاً الخطر الإيراني الفعلي.
كما أشار هندرسون إلى تصريح ابن سلمان التالي في نفس المقابلة عندما سئل: “هل السعودية بحاجة إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران؟”. فقد قال الأمير إن “المملكة العربية السعودية لا تريد الحصول على الأسلحة النووية، لكن دون شك إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن”.
وأكد هندرسون أن ما يقوله ولي العهد السعودي مغاير تماما لواقع السعودية التي ترغب فعلاً في شراء مفاعلات للطاقة النووية وتكوين اتحاد مع الشركات الأمريكية بقيادة “وستنغهاوس” واختيارها كمزوّد لها. كما ترغب الرياض في امتلاك تكنولوجيات التخصيب وإعادة المعالجة، وهما الطريقتان المستخدمتان لإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم العالي التخصيب على التوالي، وكلاهما من المواد النووية المتفجرة”.
وتساءل هندرسون عما إذا كان الأمير محمد بن سلمان قد فكر في عواقب تصريحه المقتضب والمباشر هذا قبل الإدلاء به.
ولفت هندرسون إلى أنه “من المرجح أن تثير التعليقات حول هتلر والتصريح بشأن السلاح النووي المخاوف من تهوّر الأمير محمد بن سلمان على صعيد السياسة الخارجية. فالحياة ليست بسيطة. وسلوك إيران يشكل تهديداً للمملكة، وقد تكون المنطقة أفضل من دون وجود آيات الله في طهران. لكن تحقيق ذلك حافل بالتحديات. فإذا حاولت السعودية زعزعة استقرار إيران من خلال تشجيع العصيان، وفقاً لما صرّح به الأمير للمحاورين الزائرين في جلسات خاصة، فقد ينكشف ضعف المملكة بسرعة إلى العلن”.
وأوضح هندرسون أنه في حين تلقى الإصلاحات الاجتماعية التي يجريها الأمير محمد بن سلمان – مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة وتعزيز الإسلام المعتدل – استحساناً واسع النطاق على الصعيد الدولي، “وإن كانت مفرطة في الطموح”، إلا أن ينظر إليه بأنه أقل ثباتا في السياسة الخارجية، وهو ما يظهر مثلا في اليمن التي تحولت إلى مستنقع موحل وسط الصحراء.
ولفت أيضًا إلى ما قام به ابن سلمان بالتعاون مع ولي عهد إمارة أبوظبي في حصار قطر، مشيرًا إلى أن ما قاما به باء بالفشل في إخضاع قطر لهما.
ونوه هندرسون كذلك إلى محاولة ابن سلمان “لي ذراع” رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقال من “الرياض” لفترة وجيزة مما يعتبر “أمراً سخيفاً”.