المشهد اليمني الأول/

قال الباحث والكاتب الأمريكي فيليس بينيس إنه قد بات من الواضح أن إسرائيل ودولاً خليجية -بقيادة السعودية- متحمسون بشدة إلى التودد لبعضهم البعض، فكلا الطرفين من حلفاء أميركا، ويشتريان كميات ضخمة من سلاحها، كما يعتمد الطرفان على الحماية الدبلوماسية الأمريكية في الأمم المتحدة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم الطرفان بارتكابها.

أوضح الكاتب -في مقال نشره على موقع مركز «فورين بوليسي أن فوكس» الأمريكي للأبحاث- أن التعاون الأكثر أهمية بين إسرائيل والتحالف السعودي في الوقت الراهن، هو تحمس الأطراف جميعها ضد إيران. وتابع الكاتب أن السعودية وإيران تتصارعان على النفوذ الإقليمي منذ وقت طويل، فقد أشعل تنافسهما صراعاً بالوكالة اتسم بالوحشية في كثير من الأماكن، مثل سوريا واليمن، حيث خططت الرياض لحملة مدمرة بزعم مواجهة نفوذ إيران.

وأوضح الكاتب أن التصعيد العسكري السعودي في المنطقة، يتزامن مع جهود أخرى يجريها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لإقناع الولايات المتحدة بوقف البرنامج النووي الإيراني، وشن هجوم على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، والذي كان أحد عناصر السياسة الإسرائيلية الإقليمية لسنوات.

ويعتقد الكاتب أن إيران -رغم الدعاية السعودية والإسرائيلية- لا تشكل فعلياً أي تهديد وجودي، سواء لليهود في إسرائيل أو للسعوديين أنفسهم، لكن الواضح أن صعود نفوذ إيران يشكل تحدياً لجهود تل أبيب والرياض للسيطرة على الإقليم منذ مدة طويلة.

وأوضح الكاتب أن الخطر الأكثر سوءاً على الإقليم -رغم ذلك- هو أن إدارة ترمب تبدي كل مؤشر على أنها ترغب في تصعيد التوترات مع إيران، وهو ما سيحدث، إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، كما يطالب نتنياهو بذلك، وهو الانسحاب الذي توقعه السيناتور الأمريكي الجمهوري البارز، بوب كوركر، الذي قال إن ترامب سيخرج من الاتفاق مايو المقبل.

وما يزيد من خطر تصعيد التوتر مع إيران هو تعيين مايك بومبيرو، رئيس «سي.آي.أيه» السابق، وأحد المتشددين البارزين بشأن إيران، وزيرا للخارجية بدلاً لريكس تيلرسون، بل إن بومبيو نفسه تجاوز في انتقاده لإيران رئيسه ترامب، وهو ما ينذر بوضع سيئ للدبلوماسية الأمريكية تحت قيادته.

وكانت مجلة «ذا أتلانتك» العريقة قد نشرت مقالاً قالت فيه إن وزير الخارجية الجديد «يتبنى وجهات متعصبة ضد المسلمين، ويشهر بهم، بنفس قدر تشهير ترامب بهم». وأشار الكاتب إلى أن بومبيو -كوزير للخارجية- سيكون مسؤولاً عن إبلاغ الرئيس بما إذا كانت إيران تمتثل للاتفاق النووي أم لا، وهو أمر تؤكده الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن بومبيو -حتى قبل أن يتراس «سي.آي أيه»- عبر عن تطلعه للخروج مما أسماه اتفاق إيران «الكارثي».

ومع قيادة أشخاص مثل هؤلاء للسياسة الخارجية -يتابع الكاتب- فإن أي خطوات من واشنطن لتشجيع السعودية وإسرائيل على التحالف ضد إيران سيكون أمراً كارثياً. ويؤكد الكاتب أن إسرائيل والسعودية متحمستان في هذه الناحية، لكن ما يقف في وجههما هو الغضب الشعبي الداخلي.

ويسلط الكاتب الضوء على نفاق النظام السعودي حيال التعامل مع قضايا الإقليم، وقال إن بلداناً مثل السعودية السلطوية تذرف دموع التماسيح لمأساة الفلسطينيين، لكنها لا تفعل شيئاً لإنهاء الاحتلال الصهيوني لأراضيهم، لكن ما يمنع مسؤولي الرياض من التقاء نظرائهم اليهود علانية، هو الضغط الشعبي العربي.

وحول هذه النقطة، قال الكاتب إن جارد كوشنر -زوج ابنة ترامب- يعمل مع الرياض لتغيير هذا الواقع، فهو يحاول أن يجعل السعودية والإمارات والبحرين وغيرهم معتادين لفكرة اجتماعهم مع قادة إسرائيل في غرفة واحدة. وختم الكاتب بالإشارة إلى اجتماع عقد في واشنطن مؤخراً ضم مسؤولين إسرائيليين وعرب وأمريكيين، وكان يهدف إلى تناول قضية غزة، لكنه تحول إلى مؤتمر غرفة حرب ضد إيران.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا