المشهد اليمني الأول/
يتبع العدوان منذ ثلاثة أعوام إلى جانب مجازره وجرائمه سياسة التجويع والحصار لمحاولة تركيع وإذلال الشعب اليمني والدفع به نحو الاستسلام والقنوط لاطماعهم
إلا أن ثبات وصمود الشعب اليمني رغم المعاناة على مختلف الأصعدة والمجالات سجل بطولة وبسالة أبهرت العالم وتوجت أحقية المظلومية اليمنية التي تدافع عن حق مقدس ومشروع في ظل استمرار العدوان والحصار الذي لم يزد شعبنا اليمني إلا إيمانا وصبرا وصمودا ولعل حشود السبعين المليونية في مختلف الفعاليات تؤكد وتبرهن أن الشعب اليمني لا يقهر ولا يستسلم.
في البداية يقول المحلل السياسي زيد الغرسي إن الشعب اليمني سجل أسطورة تاريخية بصبره وصموده بالرغم من أنه محاصر منذ ثلاث سنوات في لقمة عيشه وفي منع دخول المستلزمات الطبية.ولكن ذلك زادهم إصرارا على المضي في طريق العزة والكرامة لا الاستسلام.
وبين الغرسي أن الأمم المتحدة شريك في تجويع الشعوب وهي من تنهب خيراتها وتعمل على إفقار الشعوب لصالح دول الاستكبار. وبالمقابل هي من أصدرت تقارير تؤكد أن الملايين من اليمنيين في خط المجاعة وهذا فقط يؤكد لنا مستوى النفاق الأممي الذي وصلت إليه الأمم المتحدة.
فيما اعتبر الدكتور محمد الحميري أن سياسة الثبات والتحلي بالصمود لدى أبناء اليمن وصدقهم في الدفاع ومواجهة جرائم التحالف العدواني السعودي الأمريكي الصهيوني يجب أن يفسر بعدة معان تكشف مدى بسالة وشجاعة وقوة إيمان هذا الشعب بربه وبعدالة قضيته وسلامة موقفه من جهة.
ومن جهة ثانية توضح مدى قوة تماسك أبناء اليمن ووعيهم بخطورة مخططات الأعداء الذين ثبت أنهم لا يريدون خيرا لهذا الشعب بمجمله بمن فيهم ذلك القسم من الشعب الذين قبلوا بأن يعملوا في معسكر أعداء الوطن كمرتزقة ضمن خدعة إعادة الشرعية (غير الشرعية) لحكم البلاد وفرض تلك القيادة الخائنة على رؤوسهم وعلى رؤوس اخوتهم اليمنيين في الصف المقابل وهو الصف الوطني الذي افرز القوات المدافعة عن اليمن من منتسبي الجيش واللجان الشعبية الذين بفضل الله ثم بفضل تضحياتهم وبسالتهم وشجاعتهم النوعية تعزز صمود هذا الشعب وتم منحه عزيمة أكبر في استمرار مواجهة التحديات والصعوبات الاقتصادية والمعيشية.
موضحا أن ذلك الأمر زاد من تقدير الشعب ودعمه لدور رجال الجيش واللجان الشعبية وحفزهم على رفدهم بالمقاتلين وبالسلع التموينية اللازمة وبالدعوات والابتهالات الصالحة لله رب العالمين بأن ينصرهم ويلطف بهذا الشعب ويفشل ويدمر مخططات وأسلحة وجيش ومرتزقة أعداء اليمن الذين لم يدعوا وسيلة عسكرية ولا إعلامية أو اقتصادية لكسر إرادة وصمود وثبات اليمنيين خلال الحرب إلا واستخدموها بأقوى وأوسخ ما يمكنهم استخدامها به
وأضاف الحميري قائلا: إن لطف الله ورعايته وتثبيته للمخلصين من أبناء اليمن كان هو صاحب الفضل الأول والأساس في دعم نجاحات أبطالنا في الجبهات الذين برغم فارق التسليح والإمكانيات التي يمتلكونها مقارنة بما تمتلكه قوات الأعداء من تسليح وتجهيز فإنهم قد حققوا نجاحات باهرة بل ومعجزات نوعية في أغلب المواجهات العسكرية التي خاضوها ضد جيوش وجحافل الخونة والمعتدين في كل جبهات القتال، وابهروا العالم بما قامت دوائر التصنيع الحربي اليمني في ظل هذا العدوان بتطويره وتجريبه من أسلحة وصواريخ نوعية ألحقت أفدح الخسائر والهزائم بتجمعات وزحوفات الأعداء ومرتزقتهم داخل الأراضي اليمنية وخارجها برا وبحرا.
معتبرا ثبات وصمود اليمنيين خلال ثلاثة أعوام سابقة قد أجبر العدو الصهيوني والأمريكي على الكشف عن وجهه الصخري البالغ والضالع في كل ما ارتكبت من جرائم حرب ضد اليمن وكانت سببا في تدمير كثير من ممتلكات هذا البلد ومكتسباته بدرجة ربما لو حدثت لأي شعب آخر لأخرجته من دائرة الصمود وأخضعته ربما من أول أو ثاني شهر للعدوان كما كان ذلك مبيتا في خطط العدوان على الأقل بمقاييس وكلاء ومنفذي جريمة تحالف العدوان على بلادنا. حيث رأينا كيف ساهم صمود اليمنيين في تغيير حجج العدوان من دفاع عمّا اسموها “الشرعية ” إلى مطالبة سافرة بتدمير أسلحة اليمن الثقيلة وصواريخه الباليستية وهو ما يرجح بعض المخاوف من احتمال مواصلة وسعي الأعداء الصهاينة والأمريكان لتحقيق مخططاتهم الاستعمارية لليمن أو لبعض أراضيه وجزره ومواقعه الاستراتيجية الهامة.
ثبات وصمود في وجه عدوان بربري وحشي.. هكذا استهل مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان حديثه وأضاف : إنه ليس أي عدوان، إنه عدوانٌ وحشيٌ بربريٌ تجرّد من كلِ القيم والأخلاق والإنسانية بحق شعبٍ يربوا تعداد سكانهُ على أكثر من عشرين مليون مواطن، يُمارس بحقه أبشع أنواع المجازر الجماعية للمدنيين التي طالت حتى الأطفال والنساء في منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ليتجاوز ضحاياهم من الأطفال والنساء والمدنيين أكثر من أربعين ألف ضحية، ما بين شهيد وجريح من المدنيين عدوانٌ أحكم حصارهُ على شعب الإيمان والحكمة، أقفل عليه كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية إلا ما يأتي من خلالهم وعبرهم، في أبشع عمليةٍ شيطانيةٍ لتجفيف موارده العامة رافقها نقلٌ لبنكهِ المركزي وقطعٍ لمرتبات ملايين الموظفين والمتقاعدين والمشمولين في شبكة الضمان الاجتماعي لأكثرِ من ستةِ أشهر، باستثناء من يُقدم رأسه للمحرقة، فداءً لأطماع قوى العدوان والاحتلال.
وقال صوفان : لقد تحول الحصار والتجويع المتعمّد لشعبٍ بأكمله إلى أكبر عملية إبادةٍ جماعيةٍ واتجار بالبشر في التأريخ الحديث. ومِنْ مَنْ؟ إنه مِن تحالفٌ عربيٍ موجه ضد أصل العروبة ومنبعها تحالف عربي غير أنهم في الحقيقة مجرد أذنابٍ لتنفيذ مخططات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في المنطقة.بقيادة مَنْ؟ إنه بقيادة الدولة العربية والإسلامية التي تدّعي خدمة الإسلام والمسلمين، ويدعي مَلِكُها أنه خادم الحرمين الشريفين، وهو في الحقيقة وولده وأركان حكمه مجرد عملاء مأجورين، غاية حلمهم ومناهم هو إرضاء أسيادهم الأمريكان والإنجليز والصهاينة.
وأضاف متعجبا : يالها من فاجعة عظيمة تحدث للإسلام والمسلمين في أكثر من بلد، بأن يُضرب الإسلام والمسلمين من أبنائه الفجار الذين يدّعون الطُهر والإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واستطرد القول : أن عدوانٌ كهذا وبهذه الوحشية ما كان له أن ينكسر لولا عناية الله سبحانهُ وتعالى ورعايته، ثم الصمود الأسطوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء هذا الشعب العظيم، شعب الإيمان والحكمة، شعب الأنصار للرسالة المحمدية ورسولُ الرحمة والإنسانية عليه الصلاة والسلام، شعب الفتوحات الإسلامية في مشارقِ الأرضِ ومغاربها، شعب الحضارات منذ فجر التاريخ..ثلاثة أعوام من الصمود في وجه العدوان لم يقف بجوارنا فيه بعد جبّار السموات والأرض أحد، حيث خذلنا خلالهما الصديق قبل العدو، والقريب قبل البعيد، والعربي قبل الأعجمي، والمسلم قبل الكافر. تساقطت خلالهما كل الشعارات الخادعة للغرب من ديمقراطية وحقوق إنسان ومساواة.وأظهرت حقيقة المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة، التي تدور جميعها في فلك أمريكا ومخططاتها. وليس للأمين العام للأمم المتحدة، السابق واللاحق سوى القلق والتغطية على جرائم قتل أطفال اليمن، بحجة أن دولاراتهم القذرة تموّن العديد من برامج ومشاريع الأمم المتحدة،. ثلاثة أعوام من الصمود خيّبت ظن المعتدين وجرعتّهم أمرّ كؤوس الهزائم، بعد أن ظنوا أن غزو اليمن واحتلاله مجرد نزهة لن تستغرق سوى أسابيع معدودة.
وقال صوفان انه ولا يزال هذا الشعب العظيم واقفٌاً على رجليهِ رغم القصف والحصار والتجويع ورغم أنهم حشدوا الآلاف المؤلفة من الجيوش والمرتزقة وشركات الموت، وجُهِزوا بأعتى آلات القتل والدمار، مع أضخم آلة إعلامية لتسويق الوهم والانتصار. وحوّلَ اليمانيون خلالهما القصف المستمر وأزيز الصواريخ والطائرات إلى معزوفة خالدة وسمفونية أبدية على وقعها سطّر ويسطِّر اليمانيون أروع الملاحم والانتصارات على جبال نجران وجيزان وعسير وفي ميدي ونهم وصرواح وذوباب وباب المندب ودك حصون البغاة المعتدين وقواعده العسكرية في خميس مشيط والطائف وجدة والرياض، والقادم أعظم، بإذن الله تعالى، إذا لم يجنحوا للسلم والسلام. فالشعب اليمني شعب سلام ومحبة ونخوة وكرامة يمد يده لجيرانه وللعالم على قاعدة الندية والمعاملة بالمثل واحترام استقلاله ووحدة أراضيه لا التبعية والضم والإلحاق فمن يفاوضنا على هذا الأساس أهلا ومرحبا به وإلا فهي الحرب إلى أن يقضِ الله أمراً كان مفعولا. ونحن لها.
ومن جانبه أوضح وكيل قطاع الوصايا بوزارة الأوقاف عبدالوهاب المهدي أوضح أن ثبات وصمود اليمنيين في وجه العدوان هو الفريد من نوعه فقد تكالبت فيه قوى الشر والاستكبار العالمي بكل ما يسمى كبير أي أكبر الجيوش وأفتك وأشد الأسلحة وأكبر وسائل إعلامية وكل شيء تمتلكة دول العدوان على اليمن استخدموه فلو كانت جهنم وزبانيتها تحت سيطرتهم لما توانوا عن استخدامها ضد اليمنيين المظلومين المستظعفين.
وقال المهدي : إن هناك فرقاً شاسعاً بين المعتدي والمدافع فالمعتدي يقاتل بجيوشه الرسمية ويستورد المقاتلين من أكثر من خمس عشرة دولة إضافة إلى مقاولين الحروب مثل الجنجويد وبلاك ووتر والمرتزقة المأجورين من اليمنيين الذين خانوا وطنهم أما اليمني الحر والوطني المؤمن فهو يقاتل بأبسط الإمكانات وبأقل العدد والخبرات وفوق ذلك ينتصر في كل الميادين.
واستطرد قائلا: إذا أردنا أن نقرأ أبعاد هذا العدوان فإننا لا نستطيع أن نقول غير أن هناك تدخلات إلهية ووعود الله تتجلى أمامنا في الواقع وأصبح العالم المعتدي والمسالم والمتفرج منبهراً من صمود اليمنيين.
فيما اعتبر الإعلامي عبدالرحمن اليحيري ـ قناة اليمن الفضائية أن كل ما جرى ويجري على الساحة اليمنية يجعل كل ذي عقل يقف حائراً أمام الصمود الأسطوري لهذا الشعب المكافح الذي يرفض أن ينحني أمام كل متكبر وكهنوت ومتغطرس يهدف إلى سلبه أمنه وحريته ووحدته واستقلاله.
وقال إن هذا الصمود غير المسبوق لشعبنا اليمني العظيم يعكس أن التاريخ والواقع المعاش وكتاب الله الكريم قبل كل ذلك وصف أهل اليمن أنهم أولو قوة وأولو بأس شديد وأننا نحن اليمانيون أهل لما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أننا أرق قلوباً وألين أفئدة ما يعكس أن هذا الصمود الخالد في الميدان انعكاس ونتيجة طبيعية للشجاعة والبسالة والتضحية والفداء لكل وطني غيور شريف. وأن الصمود في وجه الحصار الاقتصادي وانعدام المرتبات يعكس التكامل والتراحم والتعاطف بين جنيع فئات المجتمع اليمني. في ظل الصمت الدولي المخزي تجاه ما يحدث للشعب اليمني من تجويع وقتل وتشريد. والذي سيبقى وصمك عار في جبين العالم.
ومضى اليحيري يقول : إن هذا الصمود المستمر يعطي رسالة واضحة أن هامات الشعب اليمني التي صمدت طيلة هذه السنوات قادرة على ان تصمد أضعاف هذه المدة، وان سياسة التجويع والقتل لن تجدي مع شعب يأبى ان يطأطئ رأسه لكل معتد اثيم.
الناشطة إيمان حميد عزالزين تحدثت عن محاولة خلق الأزمات لإذلال صمود الشعب اليمني بالقول : لقد ذعرهم وزلزلهم صمود الشعب اليمني المصابر والرابط فحاربونا واحكموا الحصار علينا. فصبرنا واحتسبنا فيهم الله وثبتنا بالجبهات. حاولوا خلق أزمة انعدام المشتقات النفطية وتجويع الناس واحتكار السلع وغلاء الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي والمياه وضرب مختلف المنشآت الاقتصادية الحيوية والايرادية وأفقدوا الناس أرزاقهم ومصادر دخلهم وأثاروا مختلف الأزمات لترويع الناس وإذلالهم للخضوع والاستسلام كنقل البنك المركزي إلى عدن والتأخير في صرف مرتبات الموظفين ثم منعها ففشلوا في ذلك كله ومازادنا هذا إلا صمودا وعزا واستبسالا حتى يكتب الله لنا العزة والنصر فنحن أصحاب قضية وحق ومظلومية ولا بد أن ننتصر بعد أن تكالبت الأمم جميعها على شعب فقير كاليمن هو ظلم لم يشهده تاريخ البشرية والإنسانية لخلوه من أدنى معايير الآدمية ولكن الشعب كسب الرهان وأظهر قوته وبأسه في تحمل الشدائد والمحن والتكيف معها وعدم الانجرار وراء المزوبعين والمثيرين لخلق الاضطرابات والانشقاق الداخلي وعرفوا عدوهم الحقيقي ووسائله التي يسعى من ورائها لإحداث شرخ في اللحمة الداخلية.
صحيفة الثورة