المشهد اليمني الأول/
رأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحفاوة التي حظي بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، تؤكد من جديد «احتضان (الرئيس ترامب) للأمير الشاب الطموح، والعازم على المضي في الإصلاحات داخل بلاده، وإعادة هيكلة الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن نجاح ابن سلمان في زيارته الثانية للعاصمة الأمريكية من كسب «الدعم اللامحدود» من قبل الرئيس ترامب، بعدما نجح في «تعزيز مكانته كولي للعهد السعودي» داخل المملكة، وفي «إثبات نفسه كشخصية مثيرة للقلاقل في المنطقة».
وأشارت الصحيفة، إلى القضايا والملفات التي استعرضها الرئيس الأمريكي، وولي العهد السعودي داخل البيت الأبيض. ونقلت عن مسؤول رفيع في إدارة ترامب، قوله إن «الزعيمين تطرقا إلى مجموعة من القضايا الشائكة، من ضمنها قرار الرئيس ترامب القادم، والمتعلق بما إذا كان سيعمد إلى تمزيق الاتفاق النووي الإيراني، إلى جانب نزاع المملكة العربية السعودية المرير مع جارتها قطر، إضافة إلى الحرب الوحشية في اليمن»، موضحاً أن المحادثات بين الرجلين «تركزت على القضايا الإقليمية، مثل مسألة العدوانية الإيرانية، والتوترات الخليجية، وليس على حملات القمع» التي يقودها ابن سلمان في الداخل السعودي.
وتابعت «نيويورك تايمز»، نقلاً عن المسؤول الأمريكي، أن الرئيس ترامب «حث الأمير محمد على إيجاد تسوية للمعركة الملتهبة الدائرة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة، وقطر، من جهة ثانية»، وذلك لأن «الإدارة الأمريكية، وفي ظل استمرار النزاع (الخليجي) باتت تشعر بالقلق حيال النتيجة البعيدة المدى للنزاع على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما في المواجهة مع إيران»، لافتة إلى أن الجولة الخليجية التي قام بها الجنرال الأمريكي المتقاعد، والقائد السابق لـ «القيادة المركزية»، أنتوني زيني، جاءت في إطار «محاولة العثور على سبل لحل المظالم والشكاوى» لدى الجانبين.
وأردفت «نيويورك تايمز»، وفق حديث المصدر نفسه، أن الرئيس ترامب «أعاد تكرار وصفه للاتفاق النووي الإيراني، والذي جرى التفاوض بشأنه خلال عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، بأنه الاتفاق الأسوأ على الإطلاق»، مضيفة أن سيد البيت الأبيض «لم يستعرض ما يعتزم القيام به في هذا الصدد»، حين يحل الموعد النهائي لاتخاذ قرار حيال الاتفاق في مايو المقبل.
وبالإستناد إلى حديث المسؤول الأمريكي، عن مداولات ترامب وابن سلمان، أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن ترامب «أثار قضية المخاوف الإنسانية حيال الوضع في اليمن، على الرغم من أن البيت الأبيض وقف في وجه الحملة الجارية داخل الكونغرس، من أجل الحد من الدعم العسكري المقدم (من قبل واشنطن) لحملة القصف الجوي»، التي تقودها السعودية في ذلك البلد.
وأوضح المسؤول الأمريكي الرفيع، أن «الولايات المتحدة حثت السعوديين، عبر القنوات الديبلوماسية، على السماح بإيصال شحنات الوقود، والأغذية عبر الموانىء اليمنية»، في ضوء ضغوط الجماعات الحقوقية المعنية بقضايا اللاجئين، على الرئيس الأمريكي من أجل «إتخاذ إجراءات أقوى» لتخفيف معاناة حوالي ثلاثة ملايين مواطن يمني، نزحوا من مناطق الإشتباكات الدائرة بين حكومة هادي، وحركة «أنصار الله».