المشهد اليمني الأول/

قالت صحيفة «يو أس توداي» الأمريكية: إن الولايات المتحدة ستقاوم إغراءات قادة السعودية، مؤكدة أنه في الوقت الذي سترحّب فيه واشنطن بالإصلاحات المزعومة في المملكة، لا يجب عليها أن تنخدع بقادتها الجدد التي لا تتسق سياستهم المتشددة دوماً مع السياسات والمصالح الأمريكية.

ذكرت الصحيفة أن جهود قادة السعودية لإزالة العقبات التي تقف في طريق ترسيخ سلطتهم، من بينها حملة الاعتقالات ضد أثرياء المملكة، تكشف الطابع السلطوي في السياسة السعودية أكثر مما مضى، هذا بالإضافة إلى أن السعودية قدمت وعوداً لا تستطيع الوفاء بها فيما يتعلق بالسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ مما يجر الولايات المتحدة إلى مصائب المملكة ومخططاتها الإقليمية غير الشرعية.

وأوضحت الصحيفة أن الابتسامات المشعة والتودد الواضح في زيارة الوفد السعودي لا يمكن أن تُخفي مشكلة عميقة في أسس العلاقة الأمريكية – السعودية، وهي أن صفقة «النفط مقابل الأمن» -التي مثّلت لوقت طويل الرابط في العلاقة بين الرياض وواشنطن- قد تفككت؛ ما دفع كل بلد إلى السعي نحو مصالحه الخاصة، بل أحياناً السعي نحو مصالح متصارعة.

واستطردت الصحيفة بأن علاقة ترامب مع السعوديين أساسها عوامل شخصية وسياسية وتجارية، ففي أول زيارة له للرياض، اصطحب الرئيس الأمريكي حفنة من مديري الشركات الأمريكية، وخلصت اللقاءات إلى أن التوتر الناجم عن حقبة أوباما قد انتهى.

وترى «يو أس توداي» أنه «لم يكن هناك ذكر لحقوق الإنسان في السعودية، ولا القصف الوحشي لليمن، ولا تصدير نسخة متطرفة من العقائد».

وأضافت أن الجزء الآخر من صفقة ترامب مع السعوديين هو مساعدته في التوصل إلى «صفقة القرن» بين إسرائيل والفلسطينيين؛ لكن في الشهور السبعة الماضية، ونتيجة لقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن السعوديين بدؤوا يتراجعون ويسحبون دعمهم.

وتتوقع الصحيفة أن تحدث توترات بين السعوديين وإدارة ترامب بسبب صفقة القرن في نهاية المطاف.

ووصفت الصحيفة سياسات السعودية بـ «الطائشة»، فقد صعّدت من انتقاداتها لإيران ووصلت بها إلى مستوى غير مسبوق.

وألمح قادة المملكة إلى مصلحة بلادهم في الإطاحة بنظام الملالي في طهران، وهي وجهة نظر تبدو مطابقة لوجهة نظر الإدارة الأمريكية.

وحول سبب الهجوم السعودي على إيران، تشير الصحيفة إلى أن القادة الجدد بالمملكة يريدون بذلك دعم شرعيتهم ومصداقيتهم لدى الشعب السعودي، وبالأخص في حرب اليمن التي يعتبرها حكام المملكة مسألة شخصية بالنسبة لهم.

وتقول الصحيفة: «إن السعوديين شنوا حرباً عسكرية لا هدف منها، لم تسبب سوى الدمار للمدنيين في اليمن».

تتابع الصحيفة: «كل ذلك يعكس هوساً خطيراً للسعودية بإيران»، مضيفة أن المكائد السعودية لم تفاقم فحسب من المشاكل التي من المفترض حلها مع قطر واليمن، لكنها أعطت إيران والقاعدة وتنظيم الدولة فرصاً جديدة للتوسع وزيادة نفوذههم.

نقطة أخرى تحدثت عنها الصحيفة بخصوص اختلاف وجهات النظر بين إدارة أمريكا والحكام السعوديين حول التعامل عسكرياً مع إيران، فمع تطابق وجهات النظر كلامياً بين الطرفين، إلا أن إدارة ترامب لا تدعم حلاً عسكرياً للصراع معها، بل إن ترامب لا يملك استراتيجية قابلة للتنفيذ للإطاحة بالنظام الإيراني أو وقف زحف إيران الإقليمي، حتى في سوريا.

ليس هذا فحسب، بل تشير الصحيفة إلى أن ترامب قد يُغضب السعوديين إذا ما انسحب من اتفاق إيران النووي، فرغم رغبة المملكة في قتل الاتفاق إبان عهد أوباما، إلا أن النظام السعودي بات مقتنعاً الآن أن إيران ستكون خطراً كبيراً إن لم يتم تحجميها بهذا الاتفاق.

وختمت الصحيفة بالقول بأن العلاقة السعودية – الأمريكية قائمة على توقعات مشتركة من غير المرجح أن تتحقق، ورغم أن العلاقة ستستمر؛ لكنها على الأرجح ستبقى معقدة وبها مشاكل في السنوات المقبلة، وبشكل أقل فائدة للولايات المتحدة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا