المشهد اليمني الأول/
ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التوتر مع إيران، والحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والتي تعرضت لإنتقادات في الكونغرس أثناء اجتماعهما يوم الثلاثاء.
والمحادثات التي جرت في البيت الأبيض، جزء من أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة، منذ أن أصبح ولياً للعهد في يونيو الماضي.
وتشمل رحلة ابن سلمان، زيارات لمدن نيويورك وبوسطن وسياتل ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو وهيوستون.
وأكد ترامب وولي العهد، على قوة العلاقات الأمريكية – السعودية، التي توترت في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وشعرت المملكة، حليف الولايات المتحدة منذ عقود طويلة، بالتجاهل مع سعي أوباما للتوصل إلى إتفاق نووي مع إيران، غريمة الرياض في المنطقة، في العام 2015.
وقال ترامب، الذي كان يجلس جنباً إلى جنب مع ابن سلمان في المكتب البيضاوي: «أصبحنا أصدقاء جيدين جداً خلال فترة قصيرة من الزمن»، ووضعنا رسوماً توضيحية تظهر نطاق عمليات الشراء السعودية للمعدات العسكرية الأمريكية، وما قال إنه عدد الوظائف الأمريكية التي توفرها.
وقال ترامب للصحافيين، خلال جلسة تصوير مع ولي العهد، إن «العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها، ولن تشهد على الأرجح سوى مزيد من التحسن. هناك إستثمارات هائلة في بلادنا، وهذا يعني فرص عمل لعمالنا».
وأشاد محمد بن سلمان في حديث نادر باللغة الإنجليزية علناً، بالتحالف الأمريكي – السعودي.
محادثات إيران
وصفت السعودية يوم الإثنين، الإتفاق النووي الإيراني، بأنه «إتفاق معيب»، وأوضح ترامب أنه يعتزم الخروج من الإتفاق ما لم يتم إدخال تعديلات عليه. وقال «سنرى ما سيحدث».
وأضاف ترامب، «لكن إيران لا تتعامل مع هذا الجزء من العالم أو مع العالم نفسه بشكل مناسب. هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث في إيران. الصفقة ستظهر خلال شهر وسنرى ما سيحدث».
ومن المقرر أيضاً، أن يتناول ابن سلمان العشاء مع مستشار ترامب وزوج ابنته، جاريد كوشنر، إلى جانب جيسون جرينبلات، وهما الرجلان في إدارة ترامب، اللذان يشرفان على جهود السلام في الشرق الأوسط.
وتجمع بين الأمير محمد وكوشنر، علاقة وثيقة تعرضت في بعض الأحيان لإنتقادات في واشنطن، بسبب تجاوزها للقنوات الديبلوماسية المعتادة.
محادثات اليمن
ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، الذين انتقد بعضهم الحملة السعودية في اليمن، ولا سيما الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين.
وأشاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش مكونيل، بالمملكة وانتقد اليوم، قراراً ضد التدخل الأمريكي في الصراع في اليمن، من المقرر طرحه للتصويت في وقت لاحق يوم الثلاثاء.
وقال السناتور بيرني ساندرز، أحد رعاة القرار، إن الولايات المتحدة، وهي مورد رئيسي للأسلحة إلى السعودية، وتقدم الدعم الإستخباراتي واللوجستي للسعوديين في اليمن، يجب ألا تشارك في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومن المرجح أيضاً، مناقشة الخلاف بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، خلال الإجتماع.
ويقول مسؤولون أمريكيون كبار، إن ترامب يريد تسوية النزاع، على الرغم من أن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، وصف القضية بأنها «قضية صغيرة جداً».
وواشنطن هي المحطة الأولى في زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، حيث سيجتمع مع رجال الأعمال والصناعة في الولايات المتحدة، سعياً لإجتذاب إستثمارات. وتحرص إدارة ترامب على توقيع صفقات بمليارات الدولارات لصالح الشركات الأمريكية.