المشهد اليمني الأول/
ذكر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن قضايا رئيسية تلقي بظلالها على زيارة قيادات سعودية للولايات المتحدة اليوم، من العملية العسكرية في اليمن إلى الحصار المفروض على قطر.
أشار الموقع -في تقرير له- إلى أن الرياض أنفقت الملايين على دعاية العلاقات العامة لإقناع الخبراء والمشرعين بأن قيادات السعودية من الإصلاحيين، بعد رفع الحظر عن دور السينما، وقيادة النساء للسيارات، في الوقت الذي يعارض فيه التعصب الديني. واستدرك الموقع قائلاً: لكن هجمات 11 سبتمبر، التي نفذها أشخاص معظمهم سعوديون، ما زالت تلقي بظلالها على العلاقات الأمريكية السعودية، كما يصف النقاد سياسة الرياض بالمستبدة المتهورة التي أدت مغامراتها في اليمن وقطر، وخطاباته العدوانية تجاه إيران، إلى مزيد من الاضطرابات في المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية دعت هذا الأسبوع القيادات السعودية إلى إثبات أنها مصلحة حقيقية، من خلال إطلاق سراح السجناء السياسيين، بما في ذلك المدون والناشط رائف بدوي، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، وألف جلدة في عام 2014.
ونقل التقرير عن بروس ريدل -ضابط وكالة الاستخبارات المركزية السابق- قوله: بعد احتجاز العشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال فيما، وصفت بأنها عملية تطهير ضد الكسب غير المشروع، فإن إقناع المستثمرين الأمريكيين لن يكون مهمة سهلة للسلطات السعودية خلال زيارة واشنطن.
وأشار الموقع إلى أن التقارير التي كشفت هذا الأسبوع عن أن مسؤولين سعوديين يجرون محادثات سلام مع خصمهم الحوثي المدعوم من إيران في اليمن قد لا تهدأ مخاوف واشنطن بشأن حصيلة القتلى المدنيين جراء حملة الرياض العسكرية التي بدأت قبل ثلاث سنوات. ولفت إلى أن السناتور اليساري بيرني ساندرز وآخرين يروجون لقرار بسحب الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، والذي من شأنه أن يحرم الرياض من دعم الاستخبارات الأمريكية، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود.
ونقل عن جيرالد فييرشتاين -سفير أمريكي سابق في اليمن- قوله: ينبغي النظر إلى قرار مجلس الشيوخ بمثابة تحذير للإدارة وللسعوديين أن الصبر على استمرار الحرب في اليمن وعواقبها الإنسانية بدأ ينفد. ليس لدى السعوديين منبع كبير من الدعم أو التعاطف يعتمدون عليه هنا». ولفت التقرير إلى أن تصريحات القيادات السعودية حول إمكانية حصول المملكة على ترسانة نووية حالة امتلاك إيران لها، ضاعف المخاوف في واشنطن من أن حصول الرياض على قدرات نووية سيؤدي إلى سباق تسلح خطير في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن القيادة السعودية تزور أمريكا في وقت يشهد فيه البيت الأبيض تغييرات كبيرة، فقد تمت إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون بشكل غير رسمي عبر «تويتر» هذا الأسبوع، وكان تيلرسون يعمل على حماية قطر التي تحاصرها السعودية والإمارات وغيرها، بسبب ادعاءات تنفيها الدوحة.
وأضاف الموقع أن إتش إم ماكماستر -مستشار الأمن القومي- يواجه مصيراً مماثلاً لتيلرسون. كما تم تجريد كوشنر من تصريحه الأمني السري في الوقت الذي يحقق فيه المحققون الفيدراليون فيما إذا كان لمحادثاته مع المسؤولين ورجال الأعمال من الخليج وأماكن أخرى أي تأثير على سياسة البيت الأبيض في وقت لاحق. وسيكون على القيادة السعودية التنقل في هذه المتاهة الجيواستراتيجية.