المشهد اليمني الأول/
في انتهاك صارخ للمبادئ الإسلامية والقيم والأعراف قامت التنظيماتُ الإجرامية في البيضاء -كما تابعنا- بذبح أحد أسرى الجيش واللجان الشعبية، في تأكيد على أن هذه الظاهرة أصبحت من العبادات التي يتقرب بها أولئك إلى الله ورسالة ذات أبعاد متعددة أهمُّها هو أنه لا شيءَ في التعامل مع الآخرين بالنسبة لهم أكانوا أسرى في معركة أو اختلفوا معهم في أفكار معينة إلا هذه الطريقة الذبح والسلخ..
وبهذا يكون هادي وشرعيتُه ومَن معهم قد كشفوا عن الوجه الحقيقي لمشروع اليمن الاتحادي..
لقد ثبت بما لا يدَعُ مجالاً للشك تعاوُنُ هذه الجماعات المتطرفة – والتي تضم في صفوفها شخصياتٍ سعوديةً ومصرية وليبية – مع المقاتلين في صف ما يُعرَفُ بالمجلس الوطني، فالتقى الإصلاحي والسلفي الجهادي والداعشي وكل مَن هبّ ودب، جمعهم الهدف المشترك هو تدمير البلد وتحريره من أبنائه، وحال انتصروا طبعاً لكُلٍّ مشروعُه وسياسته كما نلحظ ذلك في تعز التي تخضع لحكم العديد من الفصائل ذات الصلة..
لمصلحة من مثل هذه الأعمال المقززة إنْ لم تكن لمصلحة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية؛ بهدف تشويه جمالية الإسلام، والإساءة للإسلام الصافي النقي؟!، أي عقول وضمائر يحمل هؤلاء المجرمون اللصوص الذين هم في حقيقة الأمر ذئابٌ على هيئة بشر؟..
السعودية ومَن دار في فلكها لو تأملنا بعمق يعملون على توسيع رقعة هذه التنظيمات تحت مِظَلَّةِ الجيش الوطني وأسماء مقبولة مستساغة لدى الشعب اليمني سواء في حضرموت أو في عدن أوفي البيضاء وغيرها، فهم يحرصون على تمزيق اليمن وجعله شذر مذر، لا شيء فيه حاضر إلا لغة العنف والفوضى وباسم الله واسم رسوله..
تكرار مثل هذه الجرائم لا ينبغي أن يمر بعفوية، هناك مسؤوليات متظافرةٌ ينبغي أن تكونَ، ومنها التوعية والإرشاد بخطورة الأفكار المنحرفة وهذه الجماعات المتعطشة للدماء في ظل غياب مخزٍ ومؤسف لمنظمات حقوق الإنْسَان فهي مشغولة بحقوق القطط والفئران، بل هي أصلاً متواطئة مع ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار وما صاحب ذلك من أفعال مشينة..
كالعادة ندينُ هذا الفعلَ البشعَ ونجرّمه ونعتبره دافعاً لليقظة والبصيرة أكثرَ والعودة الصحيحة إلى الإسلام الذي ارتضاه الله لنا وهو المقصود في قوله سبحانه “إن الدين عند الله الإسلام” وكيف يقف الناس الموقفَ الصحيحَ في مختلف القضايا والأحداث وفي مقدمتها ما تمر به البلاد من عدوان ومخططات في صدارتها التمكين لهذه الجماعات التي حال تمكنت فستأتي على الجميع والكل في ظلها مستهدَفٌ وكلٌّ تحت شعار ومسمى مختلف ووفقَ طريقة وآلية معينة..
ولا يفوتُنا هنا استحضارُ الكثير من جرائم هذه الجماعات في وقت سابق وما حادثة التفجير في مسجدَي الحشحوش وبدر بصنعاء إلا دليل على خطورة هذا المشروع الذي يحملونه ومعرفة والحمدُ لله من هو الراعي المموّل لها..
ولولا بسط الأجهزة الأمنية سيطرتَها على البلاد لَكنا ربما سمعنا عما هو أبشع وأشنع، ما يعني أن التمسك اليوم بالمشروع الوطني بقيادة المجلس السياسي الأعلى هو أنسب خيار للحفاظ على الاستقرار وبدليل ما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرته من تعايش وتنوع سياسي ومذهبي، فالأمر ليس بالسهل حال تقصيرنا بالمسؤولية، نحن أمام حقيقة إما أن نكون أو لا نكون، فمعركة هؤلاء مع أبناء اليمن وجوديةٌ ولا خيار في قاموسهم إلا القتل والإبادة!!..
نحن في طريقنا نحو النصر.. في اليمن كُلّ اليمن، وإنما النصر صبرُ ساعة، فَلنستمر في العمل والتعاون والتكامل لما فيه الخير للبلاد والعباد..
بقلم/ محمد أمين عزالدين