المشهد اليمني الأول \
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن كل المؤشرات تدلل على أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» غير قادر على «توفير البضاعة» التي يطلبها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، والمتمثلة في دور سعودي فاعل في مواجهة إيران، مشيرة إلى أن الاستخبارات الأمريكية أكدت أن «بن سلمان» مجرد «شاب أرعن» لا يمكن الركون إلى قدرته على قيادة تحركات كبرى وشاملة.
وأوضحت الصحيفة أن التقديرات الصادرة عن المحافل الاستخبارية الأمريكية، وعدد من الاستخبارات العالمية تشير إلى أن مغامرات «بن سلمان» الداخلية والإقليمية قد تنتهي بتنفيذ محاولة اغتيال لاستهدافه، لافتة أنه على الرغم من أنه يتحدث كثيرا وبشكل يبدو مقنعا إلا «أنه يفتقد حصانة داخلية مما قد يجعله يدفع ثمنا باهظا جراء العاصفة التي جلبها على السعودية».
وأضافت أن «ترامب» أعد استقبالا حافلا لـ«بن سلمان» لأنه يراهن على دوره في تدشين جبهة مشتركة بالتعاون مع (إسرائيل) في مواجهة إيران، إلى جانب بناء توقعات على دوره في تمهيد الظروف أمام التوصل لتسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وشددت على أن «ترامب» يرى في السعودية «حليفا وشريكا رئيسيا» في دفع مشروع «صفقة القرن»، الذي يراهن عليه في تحقيق تسوية سياسية للصراع بين الشعب الفلسطيني و(إسرائيل).
ولفتت الصحيفة الأنظار إلى أن السعودية لا تبدي حرصا على حل الصراع من خلال دعم «صفقة القرن» تجسيدا لحرصها على الشعب الفلسطيني وبهدف التخفيف من معاناته، بل فقط لأنها ترى في دورها هذا فرصة لتعزيز مكانتها الإقليمية في مواجهة إيران التي تزداد قوة.
وقالت إن اللقاء الذي سيجمع «ترامب» و«بن سلمان»، والذي يأتي بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، يدلل على أن هناك تنسيقا ثلاثيا بشأن مستقبل التعاطي مع الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت إلى أن «ترامب» سيكون مضطرا في مايو/أيار المقبل، لإصدار قراره بشأن مدى مواصلة الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق.
ولفتت الصحيفة الأنظار إلى أن «ترامب» سيكون مطالبا في ذلك الوقت بإبلاغ الكونغرس ما إذا كان يوافق على رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، كما يقرر الاتفاق أم أنه سينسحب منه.
وأوضحت أن التحدي الذي يواجه «ترامب» يتمثل في أن الدول الأوروبية غير معنية بإحداث تعديلات تؤثر على جوهر الاتفاق النووي.
وكشفت أن إدارة «ترامب» تراهن على دور السعودية في عهد «بن سلمان» في تعزيز مكانة الصناعات العسكرية الأمريكية من خلال العقود الضخمة التي يتم توقيعها بين الجانبين.
وقالت الصحيفة إن «بن سلمان» تحول إلى صديق شخصي لصهر «ترامب» ومستشاره «غاريد كوشنر»، مشيرة إلى أن «كوشنر» أقر بأنه عند زيارته للرياض اجتمع بـ«بن سلمان وتحدثا من القلب إلى القلب حتى ساعات الفجر الأولى».
واستخفت الصحيفة باستغراق «بن سلمان» عن الإصلاحات التي أدخلها في السعودية لاسيما منح حقوق واسعة للنساء، مثل قيادة السيارة والمشاركة في الأنشطة الرياضية.
وتساءلت «من المستهجن أن تكون والدة بن سلمان التي يفترض أن تكون السيدة الأكثر تمتعا بالحرية الشخصية هي التي يقوم ولي العهد بسجنها فقط بهدف خدمة تطلعه للسلطة».
وأشارت الصحيفة إلى ما كشفته شبكة «NBC» الأمريكية التي استندت إلى 14 من موظفي إدارة أمريكية سابقين وحاليين، أكدوا أنه يفرض الإقامة الجبرية على والدته فقط من أجل منعها من إخبار والده بأنه استولى على صلاحيات الحكم، مشيرة إلى أن المتحدثين باسم السفارة السعودية في واشنطن الذين أنكروا فرض الإقامة الجبرية على والدة«بن سلمان» رفضوا في الوقت ذاته أن يتم السماح لوسائل الإعلام بإجراء اتصالات معها.
وأعلن الديوان الملكي السعودي، سفر الأمير «محمد بن سلمان»، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس المقبل.
وقال إن ولي ولي العهد سيلتقي بالرئيس الأمريكي وعددا من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.