المشهد اليمني الأول| متابعات
في ظلّ الجمود الذي يهيمن على المحادثات مع تجدد انتهاكات التحالف السعودي في اليمن، شدد رئيس وفد «أنصار الله» إلى المفاوضات محمد عبد السلام، على أن نتيجة المسار السياسي في النهاية ستكون واحدة، وهي التوافق، مؤكداً أنه لا يجوز لأي طرف أن يحكم البلد منفرداً لم تتوصل محادثات الكويت بين طرفي الصراع إلى اتفاق على جدول أعمال بعد، في ظلّ استمرار الخلاف على معظم نقاطه، ما يعني أن الانتقال إلى الحوار السياسي لا يزال خارج متناول اليد.
وفيما نقلت وسائل إعلام أجنبية وأخرى مؤيدة للتحالف السعودي يوم أمس موافقة وفدي التفاوض على جدول الأعمال، نفت «أنصار الله» الأمر، مؤكدةً أنه لم يحصل الاتفاق بعد، لا على الإطار العام، ولا على بعض النقاط كما أشيع. وأكد رئيس وفد «انصار الله» محمد عبد السلام، أن المحادثات وصلت إلى مرحلة تثبيت وقف إطلاق النار «وإن لم يكن بشكل جيّد»، إلا أنها لم تتجاوز هذه المرحلة بعد.
وفيما شهد يوم أمس نقاشاً بين «وفد صنعاء» والمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، حول تشكيل سلطة انتقالية تدير المرحلة المقبلة، حدّد عبد السلام سقفاً للمحادثات السياسية مهما طال أمدها، حين قال في حديثٍ إلى «الأخبار» إن الأهم هو الاتفاق على أن المرحلة الحالية «هي مرحلة توافق وعلى أنه لا يجوز لأي طرف أن يذهب لحكم البلد منفرداً».
وبالرغم من مرور ستة أيام على انطلاق المحادثات، لم يدخل الطرفان في الحوار السياسي بعد. وجدد عبد السلام تأكيد موقف الوفد اليمني الرافض لخوض النقاط السياسية قبل تجاوز مرحلة وقف الحرب بصورة تامة. وبالنسبة إلى «النقاط الخمس» موضع الخلاف بين الطرفين، قال عبد السلام إن الأولوية هي لـ«أسلوب الطرح».
فمثلاً، الحديث عن تسليم السلاح مذكور في بيان مجلس الأمن الأخير (الصادر أول من أمس)، لكنّ «أنصار الله» ترى أن مضمونه كان أفضل من تصريحات ولد الشيخ بهذا الشأن قبل بدء المحادثات.
وأضاف عبد السلام أن «وفد صنعاء» استشعر حرصاً من الكويت على إنجاح المفاوضات وعلى تحقيق السلام، وذلك عقب لقاء الوفد بأمير الكويت صباح الأحمد الصباح أول من أمس.
ولمس الوفد خلال اللقاء الذي عُدّ بادرة إيجابية لناحية تواصل دولة عضو في «التحالف» بـ«أنصار الله» وحزب «المؤتمر»، أن الكويت ستتخذ خطوات عدة في التواصل مع حلفائها من أجل تثبيت وقف إطلاق النار. ولم يلتقِ الوفدان أمس، حيث اقتصرت الجلسات على لقاءات منفصلة بولد الشيخ.
وجرى إلغاء الجلسة المشتركة التي كانت مقررة عصر أمس بين الوفدين. وسجّل اليوم السادس مزيداً من البطء في وتيرة الاجتماعات، بعدما أدت خروقات التحالف السعودي المستمرة في اليمن إلى احتجاج وفد «صنعاء» وتأخيره في حضور الجلسة الصباحية مع ولد الشيخ.
وقال مصدر في «وفد صنعاء» إن استمرار الغارات حضر على الطاولة، إذ قدم الوفد احتجاجاً وعبّر عن «استيائه الشديد». وأفادت مصادر بأنه جرى خلال هذه الجلسة نقاش مع ولد الشيخ على آلية تشكيل السلطة السياسية التوافقية الحاكمة في المرحلة الانتقالية، كي تتولى الإشراف على الترتيبات والخطوات الإجرائية وتكون تحت رعايتها وشرعيتها.
إلا أن النقاش لم يفضِ إلى شيء رسمي بعد، فيما أفادت المصادر بأن ولد الشيخ أبدى انحيازه إلى فريق السعودية الذي يتهرب من الموافقة على تشكيل سلطة توافقية. وخلال اللقاء، احتفظ وفد «أنصار الله» و«المؤتمر» بحقه في تعليق أي نقاش إذا استمرت الغارات.
وكان وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي قد عبروا أمس عن «تقديرهم لاستضافة الكويت المشاورات السياسية بين الأطراف المعنية لتسوية الأزمة اليمنية وإعادة السلم إلى اليمن حفاظاً على أمنه واستقراره وأمن المنطقة عموماً».
على المستوى الميداني، شهد يوم أمس تصعيداً في انتهاكات طيران التحالف السعودي والمجموعات المسلحة الموالية له، بعد انحسارها خلال الأيام القليلة الماضية. وشنّ طيران «التحالف» غارة على مديرية موزع في تعز، كان لها أثر على مجريات المحادثات، حيث رأى «وفد صنعاء» أنه لا يمكن تفسير الغارة إلا أنها عرقلة للمسار السياسي ورغبة في إفشاله.
وشهدت الساعات الماضية أيضاً هجوماً للمجموعات المسلحة على منطقة عصيفرة في تعز، بالتزامن مع هجوم على منطقة هيلان في محافظة مأرب، أدى إلى مقتل عدد من المسلحين بعد معارك مع الجيش و«اللجان الشعبية». وحلّق طيران «التحالف» فوق مديريتي حرض وميدي في حجة الحدودية، ملقياً قنابل ضوئية في عدد من المناطق. كذلك، استهدف المسلحون مناطق تبة الحول وملح وبني بارق في نهم شرقي محافظة صنعاء، وقصفوا بالمدفعية منطقة عسيلان في شبوة جنوبي شرقي البلاد.
المصدر: الأخبار اللبنانية