المشهد اليمني الأول/
سلطت وثائق حصل عليها مكتب للصحافة الاستقصائية في لندن الضوء على أن وزارة الخارجية البريطانية أعارت أحد كبار دبلوماسييها للعمل في شركة لممارسة الضغوط لصالح السعودية عام 2014، وبدأت سياسة لندن هذه قبل يوم من بدء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة لبريطانيا.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة “تايمز” اليوم الثلاثاء عن منح الدبلوماسي جوليون ويلش الذي كان نائبا لإدارة الشرق الأوسط بالخارجية إجازة خاصة بدون أجر عام 2014 وذلك للعمل مديرا في كونسولوم، وهي شركة اتصالات أسسها مسؤولون تنفيذيون سابقون من شركة بيل بوتينغر، وانهارت العام الماضي بعد فضيحة على حملة لأسرة غوبتا في جنوب أفريقيا.
ويلش كان واحدا من مجموعة قليلة وافقت الخارجية على منحهم تصريحات مؤقتا للعمل في القطاع الخاص بحسب الصحيفة البريطانية، بما في ذلك العمل بمجال العلاقات العامة لحكومات أجنبية، وذلك حسب وثائق حصل عليها مكتب الصحافة الاستقصائية.
وأكدت تايمز فإنه إعارة دبلوماسيين للعمل بالقطاع الخاص لفترات قصيرة أمر يحدث في بريطانيا، لكنها تنقل عن دبلوماسي سابق وصفه لذلك بأنه “أمر غير صحي”.
وتشمل قائمة عملاء شركة “كونسولوم” جهات يشرف عليها ابن سلمان، وكان عمل ويلش مختصا بالعمل على تحسين صورة الجانب السعودي. علما بأنه رفض طلبا من الصحيفة للتعليق على الأمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق بإحدى شركات العلاقات العامة أن الشخص يعمل محاميا للدفاع عن الجهة التي يمثلها، وعليه أن يسعى لإخراجها من أي مشكلات تواجهها وإحدى الأدوات في هذه الحالة هي طرح “فكرة أن السعودية أصبحت مثل سويسرا”.
من جانبها، بررت الخارجية ما حدث بثقتها في عدم وجود تضارب في المصالح، وأن الدبلوماسيين الذين تمنحهم إجازة خاصة كانوا سيعملون في مناطق تحظى باهتمام بالوزارة وتماشيا مع الأولويات الاستراتيجية لبريطانيا.
وفي الختام أشارت الصحيفة الى أن سلطات بريطانيا ترى أن تحسين صورة السعودية يمثل أولوية استراتيجية، خصوصا مع الجدل الناتج عن استخدام أسلحة بريطانية من جانب السعودية بحربها في اليمن حيث لقي الآلاف من المدنيين مصرعهم مما دفع عددا من الدول الأوروبية إلى النظر في تعليق مبيعات الأسلحة للرياض.
جدير بالذكر أن مسؤولين سعوديين كانوا قد رحبوا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واعتبروه “فرصة لتعميق العلاقات دون إلقاء محاضرات في حقوق الانسان”.