المشهد اليمني الأول/
واصل مسؤولون ورموز سعودية حملاتهم ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، ووصفها بالإرهاب، وكان آخر هؤلاء، الصحافي السعودي زياد بن كمي مدير تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، الذي وصف حماس أنها حركة متطرفة، تزعزع أمن فلسطين، وتسببت في تعقيد ملف المصالحة الذي تبنته المملكة ومصر.
قال بن كمي -في لقاء له على شبكة «دويتشه فيله» الإخبارية الألمانية- إن السعودية لديها وجهة نظر في الملف الفلسطيني، وأيضاً مصر لديها وجهة نظرها الخاصة، وهي الدولة الفاعلة في الملف الفلسطيني، لأنها تقود عملية المصالحة.
وسبق لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن وصف حركة حماس بـ «المتطرفة»، خلال كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل.
وكان الإعلام السعودي قد لجأ خلال الفترة الماضية إلى استضافة شخصيات إسرائيلية سياسية أو دينية، تروج لتقارب بين العرب وتل أبيب.
ومن أهم الشخصيات اليهودية التي استضافها الإعلام السعودي، رئيس مؤتمر الحاخامات الأحبار الأوروبيين، بنخاس قولد شيميدت، الذي أجرت صحيفة «سبق» السعودية حواراً معه، تحدث فيه عن الصراعات في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية، والإصلاحات الداخلية في المملكة.
كما أخذ موقع صحيفة «إيلاف» السعودي على عاتقه الترويج للسياسة الإسرائيلية عبر صفحاتها، لنقل الرأي العبري إلى المواطن العربي، فقد سبق لـ «إيلاف» إجراء حوار مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي إيزنكوت في نوفمبر الماضي، وأكد إيزنكوت خلال اللقاء وجود توافق تام بين تل أبيب والرياض، فيما يتعلق بإيران، وأنّ السعودية لم تكن عدواً في أي يوم من الأيّام لإسرائيل.
كما أجرت «إيلاف» لقاءً مع وزير الاستخبارات والاتصالات الصهيوني يسرائيل كاتس في ديسمبر الماضي، الذي دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى زيارة تل أبيب، وطالب الملك باستضافة نتنياهو في السعودية.
وأكد مراقبون وجود تنسيق كامل خلف الكواليس بين السعودية وإسرائيل وأميركا لإتمام «صفقة القرن» الخاصة بفلسطين، واستكمال خطط التطبيع بين تل أبيب والرياض.
ولفتوا إلى أنَّ الرياض متحمسة للتطبيع مع إسرائيل أكثر من واشنطن، ومؤكدين استعداد السعودية لدفع المليارات لإقناع المعارضين في فلسطين وغيرها لتنفيذ خطط التطبيع.
كما يرى مراقبون أن الإعلام السعودي بدأ في تهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي لتقبل التطبيع مع إسرائيل، وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، ووظفت السلطات السعودية المؤسسات الإعلامية -مثل قناة «العربية» وقنوات «إم. بي. سي»، والعديد من الشخصيات العامة- للترويج للتطبيع، ويتوقع المراقبون أن تبدأ خطط التطبيع بين الرياض وتل أبيب بالتوسع في الأنشطة التجارية والاستثمارية، وغيرها من الأنشطة غير السياسية الأخرى، ثم الانتقال بعد ذلك إلى إعلان التطبيع السياسي والعسكري المعلن.
وسبق لأمين عام رابطة العالم الإسلامي السعودي محمد العيسى أن وصف «الهولوكوست» بأنها «جريمة نازية هزت البشرية في العمق، وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها».
وزعم أن الرابطة «لا تعرب عن وجهات نظرها استناداً إلى أية أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة»، مضيفاً أن الإسلام «يحمي الأبرياء، ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفساً بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً».
ولكن السعودي العيسى لم يتحدث عن دماء العرب والمسلمين وعشرات المذابح التي ارتكبتها إسرائيل، والتي تدينها منظمات إسرائيلية والأمم المتحدة، وتعترف بها كثير من دول العالم، وتندد بها.